السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نرصد أهم 9 أسباب لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. أبرزها الحفاظ على النفوذ الدولي والتخلص من المنافسة.. والوقوف في وجه تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية.. وتنظيم دخول العمالة الوافدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة الطلاق التي وقعت بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي كانت بمثابة صفعة قوية وجهتها لندن لدول الاتحاد الأوروبي، فعلى ما يبدو أن أوروبا القارة الفاشلة كما سبق وأن وصفتها رئيسة البرلمان الإيطالي لاورا بولدريني والتي دشنت حملة واسعة تحت اسم (فلنغير أوروبا هذه) ستبقى كذلك وأن كل المساعي المبذولة من قبل بعض الأطراف الأوروبية خاصة إيطاليا وألمانيا وفرنسا لتعميق وحدة الدول الأوروبية لن تؤتي ثمارها فقد يشكل خروج بريطانيا من الاتحاد محفزا لبعض الدول الأوروبية الأخرى للخروج بعيدا عن الاندماج مع دول تعاني أزمات اقتصادية مزمنة خاصة دول شرق أوروبا واليونان، وكذلك الابتعاد أيضا عن الطنين التركي المستمر لرغبة أنقرة في الانضمام إلى الاتحاد.
القرار البريطاني ستكون له انعكاساته على مجمل السياسيات الدولية بدءا من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن مرورا بالأريحية التي تشعر بها روسيا الآن بهذا القرار الذي سينعكس قطعا على تسوية أزماتها مع الدول الغربية خاصة حول أوكرانيا.
وسيتجدد الطموح الأسباني في استعادة شبه جزيرة جبل طارق تقع في المضيق البحري الفاصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ورغم أن إسبانيا سلمت المنطقة في عام 1713 إلى بريطانيا، إلا أن مدريد تطالب باستمرار بإعادتها إليها. لكن عضوية البلدين في الاتحاد الأوروبي خففت كثيرا من التوتر بينهما بهذا الشأن. ولكن وعقب القرار البريطاني قال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا إن قرار بريطانيا الخاص بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي سيغير من إطار المفاوضات مع بلاده حول جبل طارق. ونقلت محطة "اوندا سيرو" الإذاعية عن غارسيا قوله إن المحادثات المستقبلية لن تشمل علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، ولكن سيتم إجراؤها على أساس ثنائي بين بريطانيا وإسبانيا.
وقال الوزير الاسباني إن بلاده تقترح أن تتقاسم مع بريطانيا السيادة على الجيب البريطاني عند طرفها الواقع في أقصى الجنوب، كما أكدت نيكولا ستيرجين، الوزيرة الأولى في إقليم اسكتلندا، أن الاسكتلنديين يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولوحت بإجراء استفتاء جديد حول استقلال الإقليم عن بريطانيا. ونظرا لخطورة القرار البريطاني وتداعياته خاصة الاقتصادية منها على دول أوروبا وصف رئيس رابطة البنوك الألمانية هانز فالتر نتائج الاستفتاء بأنه "يوم أسود لبريطانيا والاتحاد الأوروبي" مضيفا بأن "أسلوب الخروج سيكون بمثابة السم بالنسبة لاستقرار الاتحاد الأوروبي".

ويعتقد كثيرون في أوروبا وخارجها أن الاتحاد مهدد بالانهيار بعد الاستفتاء البريطاني. وهو ما يهدد قورة أوروبا العسكرية والاقتصادية وتفكك السوق الاوربية وهبوط اليورو مقابل العملات الاخرى.لكن استطلاعات الراي البريطانية تعدد المكاسب التي تحققها بريطانيا من هذا القرار الصادم في الاتي:
1 - التخلص من تبعات الهجرة غير الشرعية حيث سيكون بمقدور لندن منفردة سن التشريعات والقوانين الخاصة بدوخول المهاجرين والعمالة إلى بريطانيا بشكل دقيق يحقق مصلحة البريطانيين في الحصول على عمالة نوعية وفق ما تمليه الحاجة ومن ثم تتخلص بريطانيا من عبء اللاجئيين والهجرة غير الشرعية فالاحصائيات تشير إلى أن عدد المهاجرين في بريطانيا يقدّر بـ863 ألف مهاجر، وهو ما يشكل عبًأ بقيمة تتجاوز 3.67 مليارات جنيه استرليني(4.131 مليار دولار) سنويًا، بحسب جامعة "مدرسة لندن الاقتصادية".

2- كذلك زيادة الهجمات الإرهابية في بعض الدول الأوروبية مؤخرًا دفع المواطن البريطاني في التفكير في أن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، سيوقف اتفاقية الحدود المفتوحة بين دولة، وهو ما قد يحد حركة المواطنين الأوروبيين وهو ما يحول دون مجيء الإرهابيين إلى بريطانيا.

3- سينعكس القرار ايجابيا على استقلالية القرار السياسي البريطاني ونفوذ بريطانيا الدولي حيث يعتقد البريطانيون أن تأثير بلادهم داخل الاتحاد الأوروبي ضعيف، وفي حال رحيلها عن الاتحاد ستتمكن من التصرف بحرية والحصول على مقاعد في مؤسسات عالمية، كانت خسرتها بسبب انضمامها للاتحاد الأوروبي كمنظمة التجارة العالمية.

4 - انفصال بريطانيا عن الاتحاد سيؤدي إلى سيادة التشريعات الوطنية فالخروج من الاتحاد الأوروبي سيعلو من صوت القوانين الوطنية البريطانية، وأنه لن يكون هناك سيطرة من قبل القوانين الأوروبية الاتحادية، وهو ما سيسهم في إعادة السيطرة على قوانين التوظيف والخدمات الصحية والأمن وهو ما يؤدي إلى الازدهار السياسي والاقتصادي.

5- ساهمت فزاعة الخوف من انضمام تركيا إلى دول الاتحاد وتبعات ذلك من تدفق آلاف اللاجئين إلى بريطانيا في تشكيل حافز مهم لقرار الانفصال عن الاتحاد الاوربي الذي فقد ثاني أهم أعضائه من حيث الكثافة السكانية وثاني أكبر اقتصاد والقوة العسكرية الأكبر من حيث الإنفاق.

6 - التوفير المالي للصحة والتعليم هذا السبب مترتب على التخلص من أعباء استقبال المهاجرين عبر الحدود، والذي ساهم في تصديقه مئات المطويات الني وزعت بالبريد أو على نواصي الشوارع، والتي توقعت توفير 350 مليون جنيه إسترليني(480 مليون دولار) أسبوعيًا لصالح الخزينة البريطانية، وهو مبلغ كاف لبناء مستشفى.

7 - تعميق علاقة بريطانيا بدول الكومنولث

8 – ستتخلص بريطانيا من منافسة شركائها الأوربيين لها داخل مناطق النفوذ بمنطقة الشرق الأوسط.
 
9 – ستوفر بريطانيا مليارات الجنيهات المبددة بسب عدم الاتساق بين سياستها الخارجية وسياسات دول الاتحاد الخارجية.