الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حكومة للصيف.. حكومة للشتاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظاهرة تكررت عدة مرات. فعقب تشكيل كل وزارة بعدة أشهر. يبدأ هجوم على وزير ثم وزيرين ثم الوزارة بكاملها. ثم يبدأ موسم المطالبة بتغيير الحكومة بأكملها.
هذا الأمر يدعو للدهشة ويمهد لفوضى. أفهم وأؤيد أن تكون المطالبة بتغيير سياسات وليس أفرادا.
لكن ما يحدث هو تحميل كل وزير مشاكل منذ عشرات السنين ونطالبه بحلها فى شهور وضمن قوانين لا تمنح الوزير القدرة على التعامل مع جهاز بيروقراطى مترهل.
وعند تحرك وزير لإيجاد حلول لمشاكل خارج الصندوق تخرج أصوات إما تتهمه بمخالفة القانون أو اتهامات أخرى.
نعم هناك وزراء خروجهم بات ضروريًا بعد سوء أدائهم. لكن أيضًا هناك أصحاب مصالح أضيروا من بعض السياسات الجديدة التى تهدف لمحاصرة الفساد والاحتكار.
وأظن أن هؤلاء يسخر بعضهم إعلامًا جاهزًا للهجوم على كل من يقترب من مصالحهم. مستغلين بعض المشاكل لكى يظهر إعلامهم بمظهر المدافع عن الفقراء.
فى مصر الآن نوع جديد من الديكتاتوريات. ديكتاتورية الإعلام وديكتاتورية النخب والأقلية ذات الصوت العالى. لذا ما رأى جماعات الضغط هذه فى اقتراح بأن يتم تغيير الحكومة مرتين فقط فى السنة.
مرة فى الصيف وأخرى فى الشتاء؟ فقط أرجو ألا نختلف على الألوان. هذه الكلمة ليست دفاعًا عن الحكومة. فللحكومة إعلام يحميها.
للنواب فقط
إذا كنتم ترغبون فى رفع الدعم عن وقود سيارات الأغنياء. فما إمكانية إصدار قانون يسمح بإضافة مبلغ ٢٥ ألف جنيه (مثلا) عند شراء السيارة التى يزيد سعرها على ربع مليون جنيه وتوضع شرائح أعلى للسيارات الأغلى؟ وتخصص هذه المبالغ للوقود. وعن العقارات.. ما رأيكم بتحديد المناطق المرتفعة أسعارها وتباع لها مواد البناء بسعر أعلى؟ ليس من العدل أن من يبنى بيتـًا فى قرية أو حى شعبى يسكن فيه هو وأولاده أن يشترى مواد البناء بنفس سعر من يبنى للربح والتمتع فى الأحياء المرتفعة السعر أو المنتجعات والسواحل.
وما فرصة إيجاد تشريع يسمح بفرض مبلغ معقول على الأفراح التى تقام فى فنادق الخمس نجوم؟ هذا التصور لحل بعض المشاكل ربما يكون خاطئا. لكن المؤكد أن أصحاب المصالح سيرون أنه (غير دستورى) وأن هذه أفكار تخالف توجهات السوق الحرة.. وسيخرج من يقول إن هذا كلام دافعه حقد طبقى وعودة للوراء وكل هذا اللغو. ذلك كى يضمن هؤلاء أن يظل الفقراء يتحملون كل الأعباء. ويبقى الأغنياء كما رباهم حسنى مبارك يأخذون خير هذا البلد ولا يتواجدون عند حاجته إليهم.
الدورى قبل الخبز أحيانا
من يتابع الإعلام المصرى وتغطيته لقضايا رياضية كتصنيف منتخب مصر ومشكلة إيجاد ملعب لمباريات الأهلى ومشاكل انتقالات اللاعبين وحضور الجماهير للمباريات وغالى ونبيه وغيرها. يظن أننا دولة بلا عجز خطير فى ميزانيتها وأننا شعب بلا بطالة وبلا مشاكل. أرجو من مدعى الثورية ألا يبرروا غرقنا فى قضايا تافهة على أنه هروب من واقع صعب.
أظن أن تفسير شغفنا بقضايا تافهة هو عدم إحساسنا بالمسئولية وضحالة تفكيرنا وهروبنا من مواجهة المشاكل. وهى آفة أصيلة موروثة قبل ظهور الفضائيات لم تكن قضايا الرياضة بهذه الحدة فهل هذا يفسر شيئًا؟ لا كورة نافعين، ولا سياسة عارفين نمارس.

 mohsenhosny22@gmail.com