بعدما تولى أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» الخاص باليهود الروس والمهاجرين، حقيبة وزارة الدفاع، كان من المتوقع أن يشهد المشهد السياسى فى إسرائيل عدة تغيرات، ولكن التداعيات فاقت المستوى السياسى، وبدأت تلقى بظلالها على المستوى الاجتماعى.
وساعد تولى ليبرمان على انفراجة جديدة لليهود الروس، وبدأوا فى الإعلان عن أزماتهم ومشكلاتهم المدفونة منذ سنوات داخل إسرائيل، وهى التى تتعلق بحقوق المواطنة والمساواة، وهو ما جعلهم أكثر تطرفا خلال الفترة الأخيرة، وهو أيضا ما جعل اليسار الإسرائيلى يشن هجوما على الجالية الروسية يتهمها فيها باليمينية والتطرف لالتفافهم حول ليبرمان.
وفى هذا السياق، علق الكاتب الروسى «ديمترى شوفسكى» فى مقاله بـ«هآرتس»، أن المواقف اليمينية السائدة فى الشارع الروسى فى إسرائيل، ليست نتيجة الواقع الإسرائيلى المحيط، وليست ردودا احتجاجية متواصلة ضد اليسار الإسرائيلى بسبب الإجحاف الاجتماعى، والاقتصادى والقمع الثقافى الذى يعانيه الروس فى المجتمع الإسرائيلى، وليست نتيجة الصراع القومى الذى لا يتوقف، ولكن مواقفهم المُتشددة هى نتيجة واضحة لواقع ما بعد السوفيتية أى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وهو الذى أثر فى الشخصية الروسية وغير نمطها.
وأضاف ديمترى أن إسرائيل التى تحكمها الفاشية، ونتنياهو يعتبر اليسار هذيانا وخيانة وليست يهوديا بما يكفى، فهى أيضا لا تستوعب الروس وتعتبرهم أصحاب أيديولوجيات، بينما يرى الروس أن اليسار الذى يتعاطف مع العرب هو اتجاه غير أخلاقى داخل الدولة، وهو ما يكشف عن اختلافات حول هوية إسرائيل المتمزقة بين طوائفها.
وفى نفس الإطار، علقت الكاتب الروسية «ليزا لوزفسكى» عن سطحية السياسيين فى إسرائيل عندما يتحدثون عن الجالية الروسية وأزماتها، وتأتى سطحيتهم حسب وصفها لفشلهم فى فهم الخلفية الاجتماعية والسياسية والثقافية التى شكلت الوعى السياسى عند كثير من المهاجرين من الاتحاد السوفيتى سابقا.
