الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

زاهي حواس في حواره لـ"البوابة": كنت بكره الآثار جدًا.. ودخلت كلية الحقوق بسبب كمال الشناوي.. مش ممكن أسيب ماتش للأهلي علشان أى حد.. حتى لو كانت مارلين مونرو

الدكتور زاهى حواس،
الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق ومحررة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الدماطي" لم يقدم أي شيء وقام بتنظيف حجرات متحف الحضارة ثم افتتحه وأنا من أنشأه بالأساس
محمد إبراهيم كان داخله حقد قوي جدا تجاهي ولم يفعل شيئا وقت توليه المنصب سوى تدخين السجائر
متفائل بـ"العناني" وأتمنى أن يصلح ما أفسده سابقوه ولديه جدية فى ملف مقبرة توت عنخ آمون

عمر الشريف كان دايمًا يشتم اللى حواليه وكنا نتشاجر ثم نتصالح بعدها بساعة واحدة

عبدالحليم حافظ مطربى المفضل أنيس منصور «كاتبى الأول» ويحيى الفخرانى «غول مسرح وسينما»

 أبى توفى وأنا ابن 13 عامًا.. ووالدتى فقدت الذاكرة فى آخر سنوات حياتها ولم تكن تتعرف على أحد غيري

عندما يهاجمنى أحدهم أنظر للكتب التى ألفتها فأجد أننى لو وضعتها فوق بعضها ستكون أطول ممن يشتمنى فلا ألتفت

 أحمد رجب «حاجة متتكررش».. كان طفلاً وكان حساسًا جدًا

جلست إلى الدكتور زاهى حواس، العالم الكبير وزير الآثار الأسبق، قبل عام من الآن. تحدثنا عن الآثار، وأحزانه هو على ما آلت إليه الأوضاع من ترد فى أحوال السياحة، أعقبته ندرة فى أعداد الزائرين للمواقع الأثرية، وقبل ذلك كل ما تعرضت له آثارنا من هجمة شرسة بسبب الانفلات الأمنى بعد يناير 2011.
هذه المرة اخترت أن يكون الحديث مختلفًا. كانت الآثار على هامش الحديث وكان هو فى القلب منه. وضعت عنوانًا عريضًا اندرجت تحته أسئلتى: «الوجه الآخر لزاهى حواس».
كان مغريًا بالنسبة لى أن أتعرف على الحياة الخاصة لرجل يملأ الدنيا ويشغل الناس.
نحن أمام شخصية جابت الأرض.. تلقى محاضرات علمية.. شخصية رأت وسجلت وتعلمت أكثر من غيرها.. ذهبت إليه فى مكتبه بمنطقة المهندسين- الذى يدخل إليه فى التاسعة صباحًا ولا يخرج منه إلا بعد الخامسة- ولدى شغف شخصى قبل أن يكون مهنيًا فى التعرف على حياته فكان لى ما أردت. كان البطل الأول فى حياة زاهى حواس والده الذى تركه- بحكم القدر - بعد 13 عاما لتبدأ أسطورة السيدة والدته. فى أواخر حياتها أصيبت بـ«الزهايمر»، كانت تجربة صعبة عليه لكن ما كان يخفف من هول المأساة أنها لم تكن تتذكر سواه من بين الدنيا بأسرها. اندهشت كثيرًا وهو يحكى عن أيام الجامعة، لم يكن متيمًا بالآثار أو حتى مهتمًا بل كانت دراسته لها صدفة. دخل كلية الحقوق لأنه منذ صغره أعجبه كمال الشناوى فى دور «الأفوكاتو» بأحد الأفلام، لكن أمام مشهد الكتب قرر أن يحول أوراقه إلى كلية الآداب قسم الآثار اليونانية الرومانية وبعد تخرجه بدأت الحكاية. هو الحب على كبر إذن.
سألته عن نشأته الأولى، وأيام الجامعة، وكيف بدأت قصته مع الآثار. اقتربت من صديقيه الراحلين عمرو الشريف وأحمد رجب. أسئلة متفرقة تكشف إجاباتها جانبًا خفيًا عن الوجه الآخر لزاهى حواس.

■ بدأت حديثي مع زاهي حواس من دمياط، سألته: كيف نشأت؟
- ولدت فى قرية العبيدية التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط، أبى كان فلاحًا لكنه كان يحذرنى دائمًا من وضع يدى فى الأرض- أنا أو أى من إخوتى- فلم يكن يريد لنا أن نصبح فلاحين مثله، بل كان مصرًا على تعليمنا.
«كان ممنوعًا علينا أن ندخل الأرض وقت العمل، يمكن أن نشاهد المزارعين والفلاحين وهم يزرعون ويحصدون، إنما العمل لا».
ما زلت أتذكر جيدًا جمال قريتنا فى هذا الوقت من العام، يقصد شهر رمضان، فخلال اليوم الدراسى كنا نقرأ الكتب الموجودة فى المكتبة، والمدرسة فى الماضى كانت تختلف عن مدارس الآن بشكل كامل، وقبل الإفطار كنا نلعب كرة القدم.
عندما كنت طفلا كنت مهتما بالفن والمسرح، لم يكن هناك تليفزيون وقتها، فكان الشيخ الدسوقى «أحد مشايخ القرية التى نشأ بها» هو «التليفزيون بتاعنا»، وفى رمضان وتحديدا بعد صلاة العشاء كنا نذهب للجلوس معه وكان يسكن فى منزل مبنى من الطين و«كنا نتلم حواليه أنا وبقية العيال ويقعد يحكى لينا.. كنا نسمع منه حكايات عن عنتر بن شداد وكل الروايات القديمة التى تلفت انتباهنا كأطفال».
كما كنا نذهب للشيخ يونس المسئول عن تحفيظنا القرآن.. وفى المدرسة كان هناك مسرح وأنا كنت «زعيم العيال».. كنت أنا المسئول عن وضع أفكار المسرحيات، وكنت أيضا «كابتن الكورة» فى البلد، و«كانوا يعتبرونى صالح سليم القرية».
«الكرة كانت أهم هواية بالنسبة لى.. كنت مشهورًا على مستوى المحافظة فى لعب كرة القدم، ولولا أننى تعرضت لإصابة فى قدمى أثناء دراستى الجامعية ربما كنت سأصبح لاعب كرة مشهورًا».
المهم أننى ظللت أعيش فى القرية حتى وفاة أبى، وكنت وقتها أبلغ من العمر ١٣ عامًا، ولم أترك القرية إلا عند دخول الجامعة.
■ كيف أثرت الوفاة المبكرة لوالدك في شخصيتك؟
- وفاة والدى كانت من أصعب تجارب حياتى، لكن أنا قوى طول عمرى، كان دائما يقول لى «متحطش صباعك تحت ضرس حد، لأنك وقتها ستضطر لقطعه أو سيقطعه هو»، ومعنى هذه النصيحة أننى يجب أن أكون أمينًا حتى لا يستطيع أحد النيل منى، وهذه المقولة بقيت نصب عينى طول عمرى، ولذلك عندما يتهمنى أى شخص بشيء ما أجد نفسى أضحك، لأننى أعرف أننى على صواب.
■ وبالنسبة إلى والدتك؟
- «أمى كانت ست عظيمة، ربتنى أنا وإخوتى وما قصرتش مع حد فينا».. بعد وفاة أبى اعتمدت على الأرض التى تركها لنا لتنفق على البيت، ولم تجعلنا نحتاج يوما إلى أحد، ومرضت فى أواخر أيامها وأتذكر أنها ظلت ٦ أعوام مريضة قبل أن يتوفاها الله، ووقت مرضها كانت قد فقدت الذاكرة إلا أنها لم تكن تتعرف على أحد غيرى.

■ من ساهم فى تشكيل زاهي حواس في مراحل التعليم الأساسية ماذا تقول لي؟
- فى البداية يجب أن أذكر أبى بالطبع، ثم يأتى دور أستاذى محمد شطا، الذى درس لى فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وكان يدرس لى كل المواد مثل الحساب والجغرافيا والعربى والتاريخ، وكان رجلا محترما جدا، ثم بعد تخرجى كانت هناك ثلاث شخصيات لها تأثير كبير فى حياتى، وهم المرحوم الدكتور جمال مختار، وكان يشغل رئيس هيئة الآثار فى وقت من الأوقات، وكان من أعز أصدقائى، وهناك السفير عبدالرؤوف الريدى، وهناك أستاذ أسترالى كان اسمه أوكونور، وهو من تعلمت على يده بجامعة بنسلفانيا، وأستطيع أن أقول إننى أصبحت أثريًا مما تعلمته منه على مدار سبع سنوات.
■ علاقتك بالقراءة.. ماذا عنها؟
- علاقتى بالقراءة بدأت من مكتبة المدرسة، فكانت تحتوى على كل كتب إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى وكل الكتب المترجمة كانت موجودة، ولا أعتقد أننى فى المرحلة الابتدائية تركت كتابا واحدًا فى المدرسة لم أقرأه.
«كان مصروفى زمان ٥ صاغ.. كنت أشترى منها رواية جديدة من الروايات المترجمة عالميا كل أسبوع، وكان النيل هو عشقى فى القراءة، فكنت آخد الكتاب وأروح أقعد تحت شجرة الجميز على النيل، وبباقى الخمسة صاغ أدخل السيما، وأزوغ وأركب الديزل ببلاش».
■ كيف بدأت حكايتك مع الآثار؟
- فى البداية دخلت كلية الحقوق لأنها كانت حلمى.. «كنت دخلت السينما وأنا عيل صغير مع أصحابى، وشوفت كمال الشناوى وهو بيمثل دور المحامى وقلت لازم أطلع زى الشناوى فى الفيلم».. بعد أيام فى الحقوق شاهدت الكتب فلم تعجبنى الدراسة ووجدتها مملة، فقمت بتحويل ملفى إلى كلية الآداب بقسم الآثار اليونانية الرومانية عام ١٩٦٧، وكنت كارهًا للآثار بشكل عام ولم تكن مثيرة بالنسبة لى.
كان وقت تعيينى بعد النكسة مباشرة وعندما دخلت مصلحة الآثار وجدت «الناس هناك وحشة» مثلما يحدث الآن، كانوا دائمى تقديم الشكاوى ضد زملائهم، وهنا قررت ترك العمل بالآثار بشكل نهائى، وفعلا حاولت أن أفعل ذلك بكل السبل، فحاولت العمل فى وزارة الخارجية ولم أستطع، وعند انقطاعى عن العمل حولونى للتحقيق وأرغمونى على العمل فى منطقة اسمها «كوم أبو بيللو» فى صحراء البحيرة، وأثناء وجودى فى خيمة العمل وجدت العمال ينادون علىّ عند عثورهم على مقبرة، وعندما دخلتها وجدت تمثالًا وأثناء تنظيفى له ترددت داخلى مقولة ما زلت أرددها حتى الآن «عثرت على حبى»، ومن يومها عشقت الآثار بعد أن كنت أكرهها بشدة فى بداية حياتى.

■ ما الفارق بين زاهي حواس عندما كان شابًا وزاهي حواس الآن؟
- طول عمرى كنت نفس الشخص.. زاهى صاحب العشرين عاما هو نفسه زاهى الجالس أمامك الآن.. ما زال داخلى نفس الحماس وما زال الشغف داخلى بنفس القدر، فكل من يحال على المعاش يجلس فى المنزل، لكن أنا عند خروجى من الوزارة أصبحت ملتزما العمل والسفر والحياة العلمية، كما أننى أكتب أربعة أعمدة أسبوعية بين جرائد ومجلات علمية.
فى شهل رمضان- كمثال- أحضر لمكتبى فى تمام التاسعة صباحا وأعمل للساعة الخامسة، ثم أذهب للعب الرياضة، والرياضة عادة يومية لم أضيعها ليوم واحد على مدار سنوات طويلة، كما أتمتع بتنظيم حياتى بشكل جيد من ناحية الكتابة والقراءة، وهو ما جعل حياتى متوازنة، وهو ما لا أجده فى معظم الشباب الجديد.
■ تعمل كم ساعة يوميًا؟
- كما قلت لك من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساءً وحتى يوم الجمعة، ثم أذهب لممارسة الرياضة، وبعدها أذهب للقاء أصدقائى للعشاء معهم.. أنا لدى مجموعة من الأصدقاء نلتقى كل أسبوعين، نتعشى على حساب واحد فينا، ونطرح موضوعات وأفكارا للحوار والنقاش.. والشلة تضم تخصصات مختلفة، أمثال السفير محمد العرابى، ود. مصطفى الفقى، والكاتب الكبير صلاح منتصر، والعديد من كبار الإعلاميين والصحفيين وغيرهم.
■ ما الذى يشغل زاهى حواس الآن؟
- أكتب الآن عن أهم ٥ أشخاص تركوا بصمة فى حياتى ومضوا، أنيس منصور، وأحمد رجب، وكمال الملاخ، وعمر الشريف، ونور الشريف.
أنيس مبدع كبير، كان قارئا قويا مثلما كان كاتبا كبيرا، إذ ألف ٢٥٠ كتابا، أما كمال الملاخ فهو كاتب وصحفى وعالم آثار وأديب مصرى راحل، فهو من اكتشف مراكب الشمس، وكان أحمد رجب وأنيس منصور عندما يحكيان لى عنه يقولان: «يبان طويل وهو قصير ويبان بشعر وهو أقرع ويبان كاتب وهو مش كاتب».. كنت بموت من الضحك وقتها.
أما نور الشريف فكان من الأصدقاء المقربين لى، وكان فنانا عبقريا ولا أزال أتابع أعمالا له حتى لو كنت قد شاهدتها من قبل.

■ حدثنى عن أحمد رجب تحديدا؟
- «أحمد رجب حاجة متتكررش».. كانت بينى وبينه علاقة صداقة غير عادية، ولم يحدث يوما أن مرت الساعة الخامسة مساء إلا وأحدثه تليفونيا.. أحمد رجب كان طفلا.. كان حساسا جدا.. وسريع الغضب.. وسريع الصلح.. كان خير صديق، وكنت دائما أذهب أنا وهو ويحيى الفخرانى ولبلبة وساندرا نشأت وعمر الشريف للعشاء سويا بصفة أسبوعية على الأقل، وعندما مات بكيت بشدة.
■ وبالنسبة إلى عمر الشريف؟
- عمر الشريف صديق حياتى.. قضينا آخر فترة من حياته وقت إصابته بالزهايمر معا، لم أتركه طوال عام مرضه، وبكيت لوفاته لأننى كنت أعلم أنه صديق وفنان لن يعوض.
أنا وعمر كنا أصدقاء جدا.. كنا دائمى التشاجر لكن كنا نحب بعضنا البعض.. كان عمر «دايما يشتم اللى حواليه» ولم يكن يقصد بشتيمته شيئا سيئا، ولكن الناس كانت تأخذها على أنها إهانة، والوحيد الذى كان يشتمه ويرد عليه كنت أنا.. كنا نتشاجر ثم نتصالح بعدها بساعة واحدة، وشاهدته قبل موته بثلاثة أيام فقط، ومن خلاله تعرفت على مشاهير العالم مثل كيرت راسل وغولدى هاون، عندما كنا نمشى سويا كان الناس يعرفوننا، فكان يتجاوز ويقول إن الناس تعرفنى أكثر منه، وهذا بالطبع غير صحيح، لأنه كان مشهورا أكثر منى بكثير.
■ ما هو أكبر أيام حياتك حزنًا؟
- يوما وفاة والدى ووالدتى.
■ وأكثر لحظاتك سعادة؟
- يوم ولادة «ولدىّ شريف وكريم».
■ بتحب إيه فى الأكل؟
- البط والكوارع والأكل على عربات الفول وكل الأكلات الشعبية المصرية، أنا أحب الذهاب للجلوس على المقهى مع أصدقائى، أنا بعتبر نفسى رجل شعبى «مش ملزق».. وأعتقد أن حب الناس لى جاء لهذا السبب لأنى دائم الوجود فى الشارع مع الناس، وأنا زبون فى مسمط شعبى شهير.
■ من هو المطرب الكاتب الممثل المفضل عندك؟
- لا يزال مطربى المفضل عبدالحليم حافظ ولا يوجد غيره، أما كاتبى المفضل فهو أنيس منصور، والممثل العالمى بالنسبة لى عمر الشريف وأيضًا نور الشريف، ويحيى الفخرانى الذى أعتز بصداقته وهو ممثل عبقرى وغول مسرح وسينما.
■ هل تشاهد مسلسلات فى رمضان؟
- «كنت بفطر مع يحيى الفخرانى من يومين، وتحدثنا عن نجاح مسلسله «ونوس»، وقلت له أحسن ٣ مسلسلات هذا العام هى: ونوس، وأفراح القبة، وفوق مستوى الشبهات، الذى تفوقت فيه يسرا على نفسها، لأنها مثلت دورا جديدا عليها، وأنا سعيد بها جدا، وسأتصل بها لتهنئتها على هذا الدور الذى غيرت فيه من جلدها».

■ حياتك عبارة عن وصفة نجاح أو روشتة لمقاومة الفشل؟
- هناك تميمتان أولا: الإنسان يجب أن يتعلم من فشله، ثانيا: العشق.. إذا عشق كل منا ما يقوم به ينجح فيه نجاحا كبيرا، فالنجاح أنواع، والنجاح المبنى على العشق يكون نجاحا مبهرا جدًا، فمن أسباب نجاحى هو حديثى عن الآثار، والغريب أننى كنت «بتلجلج» فى الحديث فى بداية عملى، ولكن عندما عشقت ما أقوم به أصبحت أجد متعتى فى الحديث والكتابة عن الآثار.
■ كيف تقابل الاتهامات التى يوجهها البعض ضدك؟
- سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تمت مهاجمته، فمن أنا حتى أعترض على مهاجمتى، وهى تأتى من نفوس ضعيفة، وعندما يقرر أحدهم أن يهاجم شخصا مشهورا يفعل ذلك ليستغل شهرة هذا الشخص، وقد تم تقديم بلاغات عديدة ضدى، ولكن لأننى «ماشى صح» أجد أن الله يقف معى.
■ بتشعر أحيانا بنكران جميل من قبل البعض، خاصة فى وزارة الآثار؟
- لا أشعر بذلك لأنى لم أتوقع يوما أى شيء من مخلوق.. أنا كنت دائم العطاء ولم أنتظر المقابل.. الشيء الجميل أن جميع العاملين على اتصال بى، ودائمو الاطمئنان علىّ، وتكفينى محبتهم، ولذلك لا يعنينى من يهاجمنى ولم أنظر لهم فى يوم من الأيام.
■ زعلان على آثار مصر؟
- أنا بزعل على الآثار عندما أجد «ناس قليلة» على رأس وزارة الآثار.. على سبيل المثال هناك شخصان سبق أن رفضت توليتهما متحف آثار، ثم تعاقبا على كرسى الوزارة.. حزنت عندما رأيتهما على رأس المنظومة الأثرية، السيئ فى الموضوع أن الآثار هى أهم ما نملك، وهى عرضنا وتراثنا ويجب على من يكون مسئولا عنها أن يعطيها ولا يأخذ منها، ولذا أنا حزين على الآثار، ولكن أتمنى من الدكتور خالد العنانى الوزير الحالى أن يصلح ما أفسده من قبله، وأنا ألاحظ أنه بدأ من ملف نفرتيتى، حيث خرجنا بتوصيات هامة، وهو وعد بالالتزام بها، وفى ملف مسح الأهرامات قام بتشكيل لجنة برئاستى ومع ثلاثة علماء أجانب، لنستطيع أن نضع البحث على الطرق الصحيحة، وبوجه عام أنا متفائل الآن بالدكتور خالد.

■ تعبت من الشهرة؟
- هناك مساوئ كثيرة للشهرة، منها أننى لا أستطيع أن أقوم بأشياء خاصة، والشهرة فى نظرى ليس لها أى ميزة سوى حب الناس لى.
أنا تعلمت أشياء مهمة جدا بعد شهرتى، بينها أن الإنسان الناجح دائما ما يكون له أعداء، وهذه طبيعة موجودة فى المصريين، حيث تجد الشخص الناجح له ألف عدو، وعند قيام الثورة وجدت أن هناك أشخاصا يهاجموننى وهم أنفسهم من قمت بمعاقبتهم أثناء وجودي فى منصب وزير الآثار، كنت وقتها أعاقب كل من يخطئ بلا أى حسابات أخرى.. كان هناك شخصان قمت بمجازاتهما هما من قاما بتشويه صورتى وقتها، ومعهما رجل كان مستأجرا لمحل فى المتحف المصرى، وتم منعه من تأجير محل آخر، لأنه كان لا يدفع إيجار المحل الأول، وهذا الشخص دفع ١٠ ملايين جنيه ليتسبب فى الضرر لى وقت الثورة، وعموما كل هذا الهجوم «علمنى أكبر درس فى حياتى».
■ ما هذا الدرس؟
- أهم درس فى حياتى هو أننى «عمرى ما أبص للى بيشتمنى».. عندما كان يهاجمنى أحدهم كنت أنظر للكتب التى قمت بتأليفها وأجد أننى لو وضعت هذه الكتب فوق بعضها ستكون أطول ممَن يشتمنى، لذلك لم أنتبه إليهم يوما، لأننى مؤمن بعقيدة العمل والإنتاج، وخلال مدة الأعوام العشرة التى قضيتها داخل وزارة الآثار لا أعتقد أن من جاء بعدى قام بتحقيق ما حققته.. هناك محمد إبراهيم الذى كان داخله حقد قوى جدا تجاه الآثار والأثريين، وعلىّ أنا تحديدا، ولم يفعل شيئا وقت توليه المنصب سوى تدخين السجائر بشراهة، ثم جاء الدماطى ولم يكن يحوى عقله أى شيء يقدمه للوزارة ولم يفعل أى شيء، ولذا أنا مع أن يكون منصب الوزير من نصيب العاملين داخل وزارة الآثار وليس من خارجها، فخلال فترة عملى قمت بعملية ترميم للمرمم الأثرى لكى يستطيع ترميم الآثار.. كنت أعطيهم حقوقهم المالية بما يليق بهم، وقمت بتوفير التأمين الصحى لهم كما كنت حريصا على أن يسافروا للخارج لتعلم كل جديد فى الآثار، وكان الأثرى وقتها له قيمة، ثم إننى قمت ببناء ٢٢ متحفا ومن ضمن هذه المتاحف متحف السويس الذى قام محمد إبراهيم بافتتاحه ثلاث مرات، ثم جاء الدماطى وقام بتنظيف حجرات متحف الحضارة وقام بافتتاحه على الرغم من أننى أنا من أنشأته، كما قمت باسترجاع ٦٠٠٠ قطعة أثرية، وقبل مغادرتى لمقر الوزارة كنت قد تركت خلفى ١٠٠ أثرى تم تدريبهم على أعلى مستوى وبإمكانهم أن يقودوا العمل الأثرى يوما ما.
■ أهلاوى ولا زملكاوى؟
- «أهلاوى طبعا»، لأنه نادى مبادئ ولاعبوه يتمتعون بالأخلاق.. داخل النادى يوجد التزام وثواب وعقاب.. الأهلى من الكيانات المفرحة فى البلد لأنه كيان ناجح.. كنت صديقًا لصالح سليم بعد أن جلست معه أكثر من مرة، وقابلت محمود طاهر بعد توليه إدارة النادى، وأشدت بالنجاح الذى حققه، و«يوم ماتش الأهلى لو ورايا إيه أسيبه.. مش ممكن أسيب ماتش الأهلى علشان أى حد حتى لو كانت مارلين مونرو.. بروح أتفرج ع القهوة مع أصحابى، ولكنى أتمتع بروح رياضية ولا تحزننى الخسارة».