الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكونجرس يحاصر طهران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العاصمة واشنطن التى انقسمت إلى معسكرين حول الاتفاق النووى والانفتاح على إيران فى شهر يناير الماضى، أصبحت أكثر رفضا لإيران. فالبيت الأبيض، الراعى والمتحمس للعلاقة مع إيران، لم يتراجع لكنه لم يعد يدافع كثيرا، كما أن الفريق المعارض ازداد عددا وسطوة ضد التعامل مع إيران. فقد كبرت خيبة الأمل من مواقف نظام آية الله خامنئى العدائية، والتى تماثل تصريحاتها العدائية للأمريكيين حاليًا مرحلة ما قبل توقيع الاتفاق النووى ورفع العقوبات. ويقول أحد المسئولين، معلقا، كنّا نعرف أن النظام هناك سيئ، لكننا لم نتوقع أن يكون بهذه الرداءة. فقد عكست الصراعات، ولعبة التوازنات فى العاصمة طهران، عجز النظام الأيديولوجى هناك عن التصالح مع أمريكا.
ومن قراءة ما صدر عن نشاطات الكونجرس الأمريكى الأسبوع الماضى يتضح أن الاتجاه العام يريد تقييد إيران ومعاقبتها، وأن واشنطن تسير عكس السير الذى كانت تسير فيه قبل ستة أشهر.
وما زاد فى تقصير شهر العسل بين البلدين، تباطؤ تطبيق إيران وعودها المرتبطة بالاتفاقية، وتوقيعها المزيد من العقود العسكرية الضخمة مع روسيا، وتسابق قادة النظام الإيرانى على إطلاق تصريحات ضد الولايات المتحدة، ومحاصرة «أصدقاء أمريكا» فى إيران من مسئ ولين، مثل وزير الخارجية ومعاونى الرئيس حسن روحانى.
فى انتكاسة لافتة، تبنت أغلبية كبيرة فى لجنة المالية فى الكونجرس قرارًا يفرض على سكرتير الخزانة الكشف عن أموال القيادة الإيرانية السائلة والثابتة، فى الداخل والخارج، وتستهدف المرشد الأعلى، والرئيس، وأعضاء مجلس الوصاية، ومجلس صيانة الدستور، والقيادات العسكرية. ويعترف واضعو القانون الجديد أن السبب سياسى، يريدون كشف ثروات القادة الإيرانيين لشعبهم وللعالم. وقد ساند القرار الجديد ستة من الديمقراطيين، أى من حزب الرئيس، كما حثوا سكرتير الخزانة على إبقاء إيران على قائمة الدول المصنفة بأنها خطرة وغير متعاونة فى مكافحة غسل الأموال، مذكرين بعلاقتها بـ«حزب الله» و«حماس».
السيناتور ديفيد فيتر شجب صفقة بيع شركة بوينج طائرات لإيران، مذكرا بأنها دولة مصنفة فى وزارة الخارجية كممولة للإرهاب. وشاركه اثنان من أعضاء الكونجرس، حيث أرسلا خطابا لرئيس بوينج ينتقدانه على الصفقة، لنفس الاعتبارات الأمنية ضد إيران.
عضو الكونجرس مايك بومبيو انتقد وزارة الخزانة، وشجب ما وصفه بتراجع الإدارة عن وعدها بأنها لن تسمح لإيران بالاستفادة من قروض بنك الصادرات والواردات الأمريكى، فى تمويل صفقة طائرات بوينج.
وتحدث عضو الكونجرس ستيف تشابوت قائلا: إنه يسعى لإقناع الإدارة للوقوف ضد بيع روسيا منظومة صواريخ إس ٣٠٠ لإيران، لأنها تخالف نظام العقوبات. وهو الأمر الذى أكدته الخارجية الأمريكية بأنها قلقة من الصفقة العسكرية الروسية إنما لم تقرر بعد إن كانت سُتخضعها للعقوبات فىالاقتصادية، وهو أمر مستبعد فى الوقت الحالى.
قد لا تغير إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما موقفها من إيران، لأنها تعتبر الاتفاق مشروعها، لكن من المرجح أن يواجه النظام الإيرانى وضعا مختلفا مع رئاسة أمريكا المقبلة بعد نحو ستة أشهر، سواء كان المنتصر فى الانتخابات هيلارى كلينتون أو دونالد ترامب. فى رأيى ستتعب إيران كثيرا طالما أنها لا تريد الانتقال إلى العالم الجديد، وكل ما يهمها من الاتفاق رفع العقوبات والحصول على المال والسلاح. ومن الخطأ مقارنة انفتاح إدارة الرئيس باراك أوباما مع إيران بانفتاحه على كوبا وفيتنام، هاتان دولتان تركتا السلاح والحروب منذ سنوات، أما إيران فهى تعيش ذروة عدوانيتها وحروبها.
نقلاً عن «الشرق الأوسط»