رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

برامج المقالب.. ولقطات أخرى

 مسلسل «هى ودافنشى
مسلسل «هى ودافنشى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعتقد أنه توجد قاعدة واحدة فى برامج المقالب، فبعضها أو بعض الحلقات تمثيل فى تمثيل، أى أن كل الأطراف تمثل على الجمهور، بما فيها الضيف الذى يعد ضده المقلب، لكن توجد حلقات ليست كذلك، أى أن المقلب حقيقى ويصدم أو يؤلم الضيف مثل حلقة برنامج رامز جلال فى ٢٠١٤ التى أحدثت مشكلة كبيرة ومشهورة مع الفنانة آثار الحكيم، ولم تعرض الحلقة بسبب رفضها والقضية التى أثيرت فى الإعلام وكادت تتصاعد فى المحاكم. وتتفاوت بشدة مواهب وقدرات مقدمى تلك البرامج، وفى حين على سبيل المثال يتميز رامز جلال بظرف حقيقى وسرعة بديهة، فإن المطرب محمد فؤاد فى ٢٠١٥ والممثل هانى رمزى فى ٢٠١٥، و٢٠١٦، اتسما بثقل ظل واستظراف لا يطاق وهما يقدمان برامج المقالب، وعلى الرغم من أن الأخير ممثل كوميدى أصلاً، وظريف فعلاً، إلا أن هذا كان ولا يزال حاله البائس خلال البرنامج!. لكن السؤال لا يكمن فى ذلك كله.. فبصرف النظر عن حجم الحقيقة أو التمثيل و«التدجيل» فى هذه النوعية، وبصرف النظر عن مدى مواهب مقدميها، وبصرف النظر عن نوعية الضيف، وهل هو من أهل الفن أم الرياضة أو من أى صوب؟.. فإن السؤال الأهم يظل: ما المطلوب حقا من المشاهد؟.. هل هو أن يضحك على مصاب الغير، على ألم أو صدمة إنسان ما؟!.. هل مطلوب أن نرى ضحكة أو حتى ابتسامة على شفاه مشاهد، وفى نفس اللحظة، أمام صرخة أو تأوه أو صدمة أو «دوخة» إنسان ما؟!. فأى سادية.. أو جنون.. أو سفه.. وإسفاف؟. «مقالب» الكاميرا الخفية فى أى مكان فى العالم، وكما كانت فى بداياتها الأولى بمصر، هى دائما أقرب إلى مزحة لطيفة، إلى لحظة مرح، تجلب ابتسامة حقيقية، ومن غير إيذاء لأحد، لا فى البرامج ولا لدى المشاهد الذى يتابع.. ولا يزال بعض ذلك القديم فى مصر يعاد عرضه أحيانًا، ولا نزال نبتسم.. بل نتحسر على مجتمع كان وانقضى، حيث كانت البرامج أظرف، وكان مقدموها أرهف، وكان الناس جميعا سواء فى البرنامج أو أمام الشاشة أكثر تحضرا..!. لكن هذا كله قليل من كثير، ومن مصاب كبير منيت به البلاد، هو باختصار وفى كلمة: «تخريب مجتمع»، وبكل معنى الكلمة!.. فعلى مدار أربعة عقود، لم يتوقف التخريب فى كل شىء: وتكفى مأساة التعليم فى مصر.. ومأساة الإعلام فى مصر، لتفرزان فى النهاية أسوأ وأسود حال.. ولو استمر كل ذلك «العفن فى البلاد»، فإن أبشع من هذا سوف يجىء.
وقفة تحية ومحبة:
فنانون من الأمة العربية فى دراما رمضان المصرية ٢٠١٦:
المخرج عالى بل وعالمى المستوى: التونسى شوقى الماجرى.. صاحب الروائع مثل «أبناء الرشيد: الأمين والمأمون»، و«الاجتياح»، و«أسمهان».. يقدم هذا العام مسلسل «سقوط حر» المتضمن لتحليل نفسى راقٍ ومتعمق، عبر جهد درامى وتمثيل متفوق لنيللى كريم ومن معها.. الموسيقى القدير التونسى أمين بو حافة.. قدم موسيقى تصويرية جميلة، معبرة برهافة عن الدراما ونسيجها، بل وروحها فى أعمال: «جراند أوتيل، ونوس، الميزان».. وبغير مقارنة ليس لها هنا مكان، فقد تميز جدا إلى جانبه الموسيقى المصرى الكبير راجح داود فى أعمال رمضان، كما فى مسلسل «هى ودافنشى». الممثلون التونسيون: درة، وفريال يوسف، وتميم عبده، وظافر عابدين.. أجادوا وأضافوا وبعضهم لفت الأنظار فى أكثر من عمل.. وقد افتقدنا هذا العام البارعة المقتدرة: هند صبرى.. أما الأردنيون: فما أجمل وأمتع أداء كل من إياد نصار، وصبا مبارك.. فى مسلسل «أفراح القبة».. كما أن أداء مى سليم فى مسلسل «هى ودافنشى» يتسم كعادتها بسلاسة وطبيعية. وكذلك من سوريا: جمال سليمان فى «أفراح القبة».. وهو ممثل قدير ومتميز، ومشكلته الوحيدة فى الدراما المصرية العصرية.. ليست فيما نقدر لهجته السورية كما يظن البعض، وإنما «لكنة» خاصة به، وهو لا يزال يحاول بالتأكيد أن يتغلب على ذلك.. أضف القديرين من سوريا باسل خياط فى «الميزان»، ومن لبنان كارمن لبس. لقطة أخيرة: آسرة وجميلة مؤثرة وصعبة.. قصة حب «نازلى» و«على»، فى المسلسل الآخاذ «جراند أوتيل» (بالأداء المرهف لأمينة خليل وعمرو يوسف).. ربما أكثر قصة حب أحببتها فى دراما التليفزيون منذ قصة «الخواجة عبدالقادر» و«زينب» (بالأداء العبقرى ليحيى الفخرانى والأداء المقنع الممتع لنجمة سوريا الرائعة سولافة معمار). وموعدنا الأسبوع المقبل، مع وقفة نخصصها لكوكبة أهل العطاء الجميل فى أعمال وإبداعات بالموسم الرمضانى ٢٠١٦.