رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في مديح مجدي يعقوب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يُطارد الميكروفونات، ولا يتطفل على الصُحف، ولا يبحث عن طلة على المشهد الإعلامى لأنه يقينًا وعملًا لا ينتظر جزاء ولا شكورا. 
جميل فى زُهده، مُدهش فى تواضعه، رقيق فى إخلاصه للعمل، ومُبهر فى اعتزاله للقيل والقال والشو والاستعراض. ليتهم تعلموا منه، لو أخلصوا نصف إخلاصه، لو زهدوا مثل زهده، لو خدموا الوطن بتجرد، وسحقوا أنفسهم دون انتظار لصيت أو احتفاء مثلما فعل لتغير وجه مصر وحاضرها ومستقبلها. 
عن السير مجدى يعقوب أكتب. الطبيب الذى كُلما رأيت بسمته أخجل من نمل الإحباط الذى يغزونى، العالم الذى يُدهشنى بهدوئه، المصرى الأصيل الذى يُقنعنى أن مياه النيل لم تتلوث بعد بعفونة المراء والانتهازية، القبطى الجميل الذى ضرب المثل فى الوطنية والتوحد مع كل ما هو مصرى. 
مصرى من طين الأرض السمراء، معجون بحكمة وتسامح أبناء النيل، مزروع فى تربة الإرادة والتحدى، مسكون بعظمة سعد زغلول، ورقى أم كلثوم، وذوق محمد عبدالوهاب، وحكمة نجيب محفوظ وذكاء طه حسين، وحماسة صلاح جاهين، ونُبل صلاح عبدالصبور، وإخلاص مصطفى مشرفة. 
افتخروا أن هذا الرجل من مصر. صاحب الأيادى البيضاء على ملايين البشر باكتشافاته واجتهاداته فى مجال زراعة القلب، المُحب للصمت والعمل، والنائى بنفسه عن صدامات السياسة ومعارك النُخبة طمعًا فى مكسب أو منصب. تؤثرنى شهامته، واعتداله، ورشاده، ورجاحة عقله، وأراه جديرًا بشخصية مصر الأولى فى زمن يبحث عن قدوة ويفتقد لإجماع رأى. 
مجدى يعقوب نموذج لشباب اليوم والغد للتعلم والاقتداء. يخدم الوطن الذى ولد فيه، ويقدم خبرات عمره، ووقته، وجهده، واسمه، وماله هدية للغلابة، والمُهمشين، والمحتاجين. فى عقده التاسع يبدو كشاب فى العشرين مُتقد الحماسة، قوى الإرادة يخطو بثبات وثقة ومحبة يوزعها على الجميع دون تفرقة، آملا فى لحظات رقى وتحضر لوطنه الغالى.
لا تُزعجنى الذمم الخربة، ولا تكسرنى مشاهد القُبح هُنا وهُناك، لا تُخرسنى صيحات الجهل وهتافات التخوين والتكفير، ولا تُحزننى عموم الفوضى والانهزامية السائدة، ما دام اسم وفعل وإنجاز مجدى يعقوب يتلألأ أمامى.
عبر الحبر والورق، وفى عقلى الباطن أرسم قلبًا كبيرًا وأكتب داخله اسمه موقنًا أنه أجمل ما فى بلادى وأنبله. 
والله أعلم.