الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة" ترصد التحركات السرية لتركيا في المنطقة

مصر: لسنا فى عداوة مع أحد.. وموسكو: لا صدى لخطوات «مسقطى الطائرة»

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنقرة توجه «رسالة تصالحية» للقاهرة: الاستمرار في العداوة «غير ممكن».. و«الخارجية»: ننتظر أفعالًا.. والاعتراف بـ«٣٠ يونيو» شرط أساسى لـ«تطبيع العلاقات»
مباحثات سرية بين إدارتى «أردوغان» و«الأسد» في الجزائر حول الملف الكردى تقلص الفجوات بين تركيا وإسرائيل.. ومساعٍ لتحسين العلاقات مع روسيا
«يلدرم»: أبعدوا التعاون الاقتصادى عن المواقف السياسية

تسعى الحكومة التركية لكسر العزلة الإقليمية والدولية التي تعانى منها سياسيًا، إثر السياسات التصادمية للرئيس رجب طيب أردوغان، وما أسفر عنها من فتور علاقاتها مع مصر وروسيا وسوريا وإسرائيل.
وبعث رئيس الوزراء التركى «بن على يلدرم»، رسائل تصالحية عبر تصريحات صحفية قال فيها: «ليس ممكنًا الاستمرار في العداوة مع دول البحرين المتوسط والأسود».
ورغم دعواه إلى المصالحة إلا أن يلدرم هاجم النظام ووصف ما حدث في الثلاثين من يونيو بالانقلاب على الإرادة الشعبية، مما يؤشر إلى استمرار موقف بلاده الداعم لجماعة الإخوان.
وقال يلدرم: «موقفنا السياسي واضح، لكن التعاون الاقتصادى يجب أن يبقى مستمرًا»، وأضاف في أول لقاء له مع الصحفيين الأتراك بعد توليه منصبه أن «العلاقات الاقتصادية قابلة للتطور والتعزيز بغض النظر عن خلافات السياسة».
وأكد مصدر مسئول في وزارة الخارجية المصرية أن مصر لم تعد تنتظر تصريحات «رنانة» من تركيا، خصوصا بعد تخفيض مستوى العلاقات بين البلدين قبل ثلاث سنوات.
وأضاف أنه ليس جديدا على المسئولين الأتراك إصدار تصريحات حول تعزيز العلاقات مع مصر، ولكن لا توجد أي أفعال في المقابل تدعم تلك التصريحات، وهو ما يجعل مصر لا تهتم بتلك الأقاويل، وتنتظر أفعالًا حقيقية تعبر عن الرغبة التركية في إعادة العلاقات مع مصر إن صدقت، مشددا على أن الاعتراف بـ«٣٠ يونيو» أساس تطبيع العلاقات بين البلدين.
وشدد المصدر على أن مصر ليست في عداوة مع الجانب التركى ولا أي دولة أخرى، بل الجانب التركى هو الذي افتعل مشكلة مع مصر تخصه وحده وهو من يستطيع حلها.
وفى الشأن الروسى قال «يلدرم»: «بعيدًا عن الحادث الذي وقع مع روسيا، نحن بحاجة إلى النظر إلى الصورة الكبرى، ولا ينبغى أن تكون هناك عداوة بين الشعوب».
واضطربت العلاقات بين البلدين إثر إسقاط طائرة حربية روسية، تقول تركيا إنها اخترقت مجالها الجوى، في حين تقول روسيا إن الطائرة استهدفت في المجال الجوى السورى، حيث تحارب في صفوف قوات الأسد ضد المعارضة المسلحة.
وبعث أردوغان رسالة تهنئة إلى نظيره الروسى فلاديمير بوتين بمناسبة «يوم روسيا» الموافق ١٢ يونيو الجارى.
ويبدو أن التحركات التركية لم تجد صدى طيبًا لدى روسيا، حيث لم ترد عليها رسميًا، واكتفى المتحدث باسم الخارجية الروسية ديمترى بيسكوف بقوله: «الرسالة كانت بروتوكولية، ويجرى مثل هذا التبادل برسالة التهنئة بمناسبة الأعياد الوطنية.. ولا تتطلب مثل هذه الرسائل عادة تقديم أي رد عليها».
وأضاف بيسكوف: «هذه الرسالة لم تتضمن للأسف الشديد أي نقاط جوهرية.. توتر العلاقات الدبلوماسية بين دول ما لا يعنى بالضرورة إيقاف التبادل برسائل التهنئة».
واعتبر بيسكوف أن المطالب التي تطرحها موسكو لتطبيع العلاقات مع الجانب التركى، بسيطة ومفهومة.
واستطرد قائلًا: «قال الرئيس بوتين بوضوح إنه بعد هذه الهجوم التركى على قاذفة «سو-٢٤» يوم ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ لا يرى الجانب الروسى أي إمكانية لتطبيع العلاقات إلا بعد إقدام أنقرة على الخطوات الضرورية».
وأوضح أن الحديث يدور عن تقديم الاعتذار الرسمى وتعويض الجانب الروسى عن الخسائر الناجمة عن إسقاط الطائرة التي كانت تشارك في العملية العسكرية الروسية في سوريا.
وأكد بيسكوف رغبة موسكو في إعادة العلاقات مع تركيا إلى مستواها السابق الرفيع. قائلًا: «سبق للرئيس بوتين أن كرر مرارًا أن روسيا تريد أن تربطها علاقات جيدة جدًا مع تركيا. ونحن نقدر تلك الفترة في تعاوننا مع تركيا عندما كانت علاقاتنا علاقات شراكة حقيقية مطورة في جميع المجالات، وبالدرجة الأولى في المجال التجارى الاقتصادى».
وبالنسبة لسوريا، فبالرغم من استبعاد رئيس الوزراء التركى أي عداوة دائمة معها، إلا أنه حذر من تطلعات الأكراد في الشمال السورى.
وكشفت صحيفة «الوطن» الجزائرية الإثنين الماضى عن أن السلطات الجزائرية تقوم بعملية وساطة بين تركيا والنظام السورى بطلب من الأولى بخصوص إنشاء إقليم فيدرالى للكرد شمالى البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية لم تسمها قولها «رغم تأزيم العلاقات والخلافات العميقة منذ منتصف مارس، إلا أن الأتراك والسوريين يريدون تبادل الرؤى حول رغبة الكرد في سوريا إنشاء إقليم فيدرالى مستقل شمال شرقى سوريا».
وأضافت الصحيفة أن «الوساطة الجزائرية شرعت في اتصالات عبر سفارتها في أنقرة ودمشق، وفتحت قناة اتصال بين العاصمتين»، مشيرة إلى أن «التواصل لم يكن في كثير من الأحيان مشجعا، ولكن في الأيام القليلة الماضية جرت اتصالات كتابية بين العاصمتين».
ويبدو أن التحركات التركية تجاه تركيا ستحقق شيئًا من النجاح على أرضية المصالح المشتركة بين البلدين فيما يتعلق بالملف الكردى، غير أن موضوع دعم المعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد قد يفخخ أي مفاوضات مباشرة بين البلدين.
وتدخل الجزائر على خط الوساطة طمعًا في دعم تركى لها في ليبيا، خصوصا أن أنقرة لديها نفوذ مباشر على بعض هذه الجماعات على رأسها الإخوان.
وتريد الجزائر من تركيا أن تساهم معها في وقف تسرب الإرهاب التكفيرى في ليبيا إلى داخل أراضيها، وأكثر من ذلك تطمح لإسناد تركى لدورها داخل ليبيا.
وليس خافيا، في المقابل، أنّ أنقرة تريد حشد أكبر لوبى إقليمى ودولى يساندها في رفض فكرة إنشاء إقليم للأكراد في سوريا، وترى هذا التطوّر في حال حصوله بمثابة مَسّ بمعادلة حماية الأمن القومى التركى، فيما النظام السورى يبنى تحالفا تكتيكيا مع الأكراد، لكنه في مدى أبعد لا يتفق مع طموحهم بإنشاء إقليم مستقلّ لهم، لأنّ ذلك يعرّض وحدة الأرض السورية للخطر.
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن «مصدر سياسي» قوله إن الفجوات في محادثات المصالحة بين تركيا وإسرائيل تقلصت كثيرا، مشيرًا إلى أن إنجاز اتفاق بين الدولتين ربما يحتاج إلى اجتماع آخر أو اثنين فقط لوضع اللمسات الأخيرة.
وكان وزير البناء والإسكان الإسرائيلى يوآف جالانت «من حزب كلنا» أكد أن إسرائيل وتركيا أوشكتا على إتمام اتفاق المصالحة بينهما، وأنه تم صوغ معظم بنود هذا الاتفاق ولم يبق سوى وضع اللمسات الأخيرة.
وعلى عكس التصريحات المتفائلة، نشر معهد «جيت ستون» للدراسات السياسية مقالا لمدير مركز السياسات الإسرائيلية، شوشانا براين، أشارت فيه إلى العزلة السياسية التي تعانى منها القيادة التركية في الخارج، ورجحت أن العلاقات الإسرائيلية التركية لن تشهدا تحسنا.
واعتبرت براوين أن شروط توطيد إسرائيل لعلاقاتها التي تزداد أهمية مع روسيا، ومصر، وبالتالى مع المملكة العربية السعودية، وأيضا مع الأكراد في مقابل الحصول على قبول سياسي تركى، مع وعود لشراء الغاز الطبيعى الإسرائيلى، يبدو صفقة «سيئة».
وأضافت أنه بالنسبة لإسرائيل سيبدو هذا الأمر مصحوبا بمخاطر هائلة دون مكاسب في المقابل، خصوصا إذا كانت شروط توطيد العلاقات متضمنة رفع الحظر الإسرائيلى عن غزة، وهو ما من شأنه تقوية «حماس»، وبالتالى «الإخوان المسلمين»، وإيران و«داعش».
وعلى الجانب الآخر، قال الخبير السياسي التركى «أوغوز جيليك كول» إن تعنت إسرائيل في رفع الحصار عن غزة واستمرارها في سياسة الاستيطان، وضغط بعض الأحزاب على الحكومة لمنع تقديم تنازلات لتركيا، فضلا عن ضعف الثقة المتبادلة بين أنقرة وتل أبيب يجعل إقامة علاقات طبيعية بين أنقرة وتل أبيب «صعبة للغاية» لكن قناة «إن تى في» التركية، قالت إن هناك الكثير من العوامل التي تجبر الطرفين على تقديم تنازلات لإتمام المصالحة، أهمها مواجهة إيران «الخصم المشترك» والحرب على الإرهاب الذي يحيط بإسرائيل ويهاجم تركيا وصفقات الغاز الطبيعى بين البلدين.