رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

صُناع المسلسلات الأعزاء.. شكرًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شكرًا لكل من شارك فى مسلسلات رمضان، ولكل فنان أو فنى فى مصر يساهم فى جعل مصر عاصمة وقبلة الفن والدراما فى العالم العربي.
شكرًا لكل صناع المسلسلات الذين نجحوا خلال سنوات قليلة فى عمل طفرة وقفزة كبيرة فى مستوى الدراما العربية، على مستوى الحرفة والمضمون والوجوه الجديدة من ممثلين ومخرجين وكتاب ومديري تصوير..إلخ، التى تدخل الصناعة سنويًا.
لست مع الذين يتصورون أن الملايين التى تنفق على إنتاج المسلسلات إهدار للمال العام، أو سفه يجب أن يذهب إلى أشياء أخرى.
أولًا: هذا ليس مالًا عامًا، بل استثمار من قبل رجال أعمال ورأسماليين مثل أى نشاط آخر خاص. وبالمناسبة توزيع المال على الفقراء لا يحسن مستوى الاقتصاد، ولكن دوران هذا المال فى سلسلة متتالية من النشاطات هو الذى يفعل ذلك. وكما يقول المثل الصينى الشهير: «علمنى الصيد أفضل من أن تعطنى سمكة».
ثانيًا: هذه الملايين ليست شيئًا مقارنة بنشاطات وسلع أخرى لا فائدة منها تنفق عليها المليارات، مثل التدخين أو «بمب» وصواريخ الأطفال التى حولت شوارع وحوارى مصر إلى ساحة حرب وأصابتنا بصداع مزمن.
ثالثًا: هذه المسلسلات يعمل فيها آلاف البشر خلال إنتاجها، وآلاف البشر فى القنوات الفضائية خلال عرضها، وآلاف البشر فى الإعلانات التى تعرض بصحبتها، ومئات الآلاف من البشر فى الشركات والمصانع التى تعلن عن نفسها، وتنشط بفضل هذه الإعلانات.
رابعًا: لو لم تنتج هذه المسلسلات، فذلك لا يعنى أبدًا أن هذه الأموال ستذهب إلى نشاط آخر مفيد، أو غير مفيد، وغالبًا ستذهب إلى دبى وبيروت والمغرب، وساعتها سنبكى على ضياعها، كما نبكى الآن على ضياع السينما المصرية، التى كانت المصدر الثانى للدخل القومي، كما يحب عشاق الماضى الجميل أن يرددوا.
خامسًا: وهذا كلام خطير يجب أن يقوله أحد: جزء كبير من هذه الأموال التى تنفق على المسلسلات، يأتى من اقتصاد غير رسمي، تجارة سرية فى مواد غير مشروعة أو مشروعة، أموال مهربة، أموال منهوبة، رشاوى وعمولات، غسيل أموال وخلافه.
دخول هذه الأموال إلى البلد والاقتصاد الرسمى، أفضل من تهريبها إلى أوروبا أو البلاد السابق ذكرها.
شكرًا لصناع المسلسلات، ولكن هذا لا يعنى أن نمتنع عن نقدكم.
النقد هو الذى يساعد على تجاوز العيوب والأخطاء والتقدم المستمر، ولا يعنى أن نتوقف عن التهكم والسخرية من بعضكم، لأن بعضكم يسخر منا، ويتعامل مع عقولنا باستخفاف، ولا يفكر سوى فى الأجر الذى يحصل عليه وترتيب اسمه على «التترات»، دون أن يبذل جهدًا فى العمل والتجويد والإتقان.
الإبداع الفنى مهنة صعبة للغاية، ولكنها أيضًا مجال مفتوح وسهل للنصابين والمدعين وأنصاف وأرباع المواهب.
ألف شكر للمبدعين والموهوبين، ومئة شكر للمجتهدين، وشكرًا لمتوسطى الموهبة، ولكن عذرًا للنصابين.