رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

أضغاث مسلسلات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مسلسلات بالكوم، كل منها يضم عشرات الوجوه، وإعلانات بالهبل، تضم معظمها نفس الوجوه مضافا إليها وجوه أخرى. أشعر بالتخمة من الطعام والمشاهد، أسهر حتى ما بعد الفجر لأتابع عدة حلقات من عدة مسلسلات كل منها مقطعة إلى فقرات تمثيلية قصيرة جدا تقطعها فترات إعلانية لا تكاد تنتهى.
أنام وتختلط الحبكات والأحداث والشخصيات فى ذهنى، فتدخل نيللى كريم من «سقوط حر» على أختها منى زكى فى «أفراح القبة» وتقتلها، ثم تعود إلى المصحة العقلية، وتفاجأ هناك بغادة عبدالرازق تتشاجر مع المخرج شوقى الماجرى مهددة بالانسحاب وتخريب موسم رمضان؛ لأنه يعطى المساحة الأكبر من المسلسل لنيللى ومنى. فى ركن العنبر تجلس شيرين رضا مذعورة لا تصدق أن صديقتها يسرا أتت بها إلى الخانكة.
يظهر العم ونوس بقدرة قادر وسط نساء العنبر مجلجلا بضحكته الشريرة، ثم يتخذ هيئة صفاء الطوخى، أم نيللى كريم، وقد تحولت إلى ممرضة فى المستشفى، أقول لنفسى إنها تشبه ممرضة فيلم «طار فوق عش المجانين» الذى لعبه جاك نيكلسون، وقام يوسف معاطى بـ«ضربه» فى مسلسل عادل إمام الجديد. يضحك ونوس مرة أخرى ويعتذر لأن لديه عملا فى مسلسل آخر، قبل أن يتسلل فى هيئة غير محددة الملامح عائدا إلى مسلسل «الخروج»، ليواصل جرائمه الدموية.
أحاول الخروج خلفه لمتابعة أحداث المسلسل، ولكن أجد نفسى فى العنبر وكل النساء حولى تحولن إلى بيومى فؤاد، كلما حاولت الخروج من باب أو شباك يظهر لى ويؤنبنى لأننى تركت مفاتيح وفيش الكهرباء مفتوحة قبل أن أنام.
أؤنبه بدورى على «النحت» و«حرق» نفسه فى هذا الكم من المسلسلات والإعلانات، فيخجل وينسحب مطأطئًا رأسه فى هيئة «قرنى» من مسلسل «بنات سوبرمان»، وأشعر بالندم لأننى تسببت فى إحراجه، بالرغم من أنه فنان موهوب ورجل طيب جدا.
يجف ريقى وأشتاق إلى سيجارة كأن حياتى معلقة بتدخينها، وألمح فرح يوسف تجلس فى النافذة تدخن فأطلب منها سيجارة لكنها تعتذر لأن نزيلات العنبر سرقن سجائرها، وتعرض علىّ مشاركتها سيجارتها. أمسك عقب السيجارة وأسحب منها نفسا وأفكر: إنها مجنونة وربما تصيبنى سيجارتها بالجنون، وهى قتلت زوجها، ربما دست لى السم فى السيجارة، وأنهض من النوم مذعورا.
أجد نفسى فى غرفة فندق فاخر قديم من مسلسل «جراند أوتيل»، تشبه غرف فندق «ويندسور» الذى أقمت به أكثر من مرة فى الإسكندرية، وبجوارى تنام الجميلة أمينة خليل فى بيجامة تعود إلى أربعينيات القرن الماضى، والمكان يتلون بالسيبيا، الأصفر الباهت، كما لو أنى أعيش فى صورة فوتوغرافية.
أقول لأمينة سوف أبقى معها فى هذه الغرفة، ولن أعود إلى القاهرة أبدا لأنها تحولت إلى مستشفى مجانين كبير. تضحك بلطف كأننى قلت نكتة فأضحك أيضا بصوت مرتفع، وأستيقظ فعلا هذه المرة فى غرفتى بالقاهرة متلبسا من قبل زوجتى بالضحك أثناء النوم.