أصاب «بابلو ريس»، مؤسس شركة تسويق أمريكية، ومدير بالموقع الإخبارى «Huzlers»، مواقع التواصل الاجتماعى بالجنون، فذلك الشاب الذى لم يبلغ عامه السابع والعشرين، ويعيش فى مدينة دالاس بولاية تكساس، والملقب بـ«نبى الفيسبوك» وصل أتباعه إلى 145 ألفا، منهم الكثير من المشاهير، أمثال بيونسيه، وجاى زى، وكانى ويست، وغيرهم، فقد أعاد نشر بوست له منذ 2015 يتنبأ فيه بالكثير من الأحداث الرئيسية التى حدثت بالفعل فى 2016 بشكل مثير للريبة، «البوست» وصل عدد الشير له حتى الآن ربع مليون، وعدد اللايكات 150 ألفا.
ووفقًا للعديد من الصحف والمواقع العالمية منها «فوكاتيف» الأمريكى، و«مترو» البريطانية، و«أنديان إكسبريس» الهندية، وشبكة «نيوز» الأسترالية وغيرها، فإن «ريس» توقع فى ٢٦ ديسمبر ٢٠١٥ بوفاة أسطورة البوب الأمريكى المغنى برنس عن عمر ٥٧ عاما، فى بيته فى ولاية مينيسوتا الأمريكية، والتى ما زالت واقعة غامضة حتى الآن، وما زال التحقيق جاريا فى أسبابها، والمعروف أن برنس وصل إلى النجومية العالمية خلال الثمانينيات عندما أصدر مجموعة من الأغانى التى حملت أسماء «١٩٩٩» و«بربل رين»، أو «المطر البنفسجى» و«ساين أو زا تايمز» أو «علامة الأزمنة».
أيضا تنبأ ريس بوفاة الملاكم الأمريكى الأشهر محمد على كلاى الذى يعد واحدا من أبرز الملاكمين الذين شهدتهم حلبات الملاكمة، وصاحب أسرع لكمة فى العالم التى وصلت سرعتها ٩٠٠ كم، كما حقق العديد من الانتصارات التى أهلته للفوز بلقب رياضى القرن، حيث فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاما، وفعلا فى الثانى من يونيو ٢٠١٦ أدخل كلاى للمستشفى بسبب مشكلة فى التنفس، وكان التأكيد على احتضاره وأن عائلته تتجهز لإجراء مراسم الدفن بعدما أعلن الأطباء أنه على وشك الموت، قبل أن تعلن وفاته صباح ٤ يونيو، وتم تشييع الجنازة فى مسقط رأسه لويس فيل كنتاكى، وبالفعل تحققت نبوءة ريس الذى قال فى البوست «أنتم ستتذكرون اسمى جيدا بعد ذلك البوست».
الأكثر إثارة وغرابة أنه تنبأ فى نفس البوست بحادث إطلاق النار فى ولاية فلوريدا، التى وصفها ريس بأسوأ حادث إطلاق نار يمر على الولايات المتحدة، والذى راح ضحيته ٥٠ شخصا وإصابة ٥٣ آخرين فى هجوم على ملهى ليلى للمثليين فى مدينة أورلاندو التابعة لولاية فلوريدا الأحد الماضى، والذى قام بتنفيذه الأمريكى من أصل أفغانى «عمر متين»، والغريب أن ريس تنبأ بأن منفذ الحادث سوف يقتل.
من ضمن الأحداث التى تنبأ بها أيضا وفاة المرشح الجمهورى لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب، وهو ما جعل أنصار ترامب يتساءلون، وفى حالة تربص شديدة وقلق كبير، وتنبأ ريس بصعود المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون لتصبح أول امراة تتولى رئاسة أمريكا.
ويقول ريس فى الموقع الإخبارى الذى يديره إن كلينتون ستصبح الرئيس الـ٤٥ للولايات المتحدة، وفى نوفمبر المقبل ستصبح هيلارى كلينتون، أول سيدة يتم انتخابها للولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تتبع سياسة خارجية مماثلة إلى حد كبير لما قامت به أثناء توليها منصبها كوزيرة للخارجية فى عهد أوباما، وستستمر فى العلاقات مع كوبا، التى بدأها أوباما، وأيضًا ستستأنف ما قام به أوباما فى إيران، وعليها أن تتعامل مع مستنقع الإرهاب فى سوريا والعراق، والحرب فى اليمن، والعودة الوشيكة إلى السلطة من قبل طالبان فى كابول.
ويقول موقع «بازفييد» الأمريكى إن الكثير من الجدل حول ريس رغم الضجة الكبيرة التى أحدثها، ورغم كل المتابعين والمريدين من المشاهير، يحدث لأنه من الممكن أن يغير الطابع الزمنى على «البوست»، لذلك يمكن إضافة أى شيء بتاريخ اليوم، ويعود ويجعله منذ خمس سنوات.
ووفقا للتقرير، فإنه من السهل لأى شخص أن يجعل الأمر يبدو وكأنه أصبح عرافا فى «فيسبوك»، وأنه جزء من الخدع الكبرى، وهو درس آخر بأنه لا يمكنك أن تأخذ أى شيء تقرأه على وسائل الإعلام الاجتماعية على محمل الجد.
الكثير من المتخصصين يؤكدون أن هناك أشخاصا بالفعل لديهم القدرات فوق الحسية، وهى ما تسمى «الباراسيكولوجية» الخارقة لحاجز الزمن، وهؤلاء يجب أن يكونوا ممن ثبتت لديهم قدرات فوق حسية لا تعتمد على الحواس، ولا تتعلق بها، إذ إنه من الممكن أن يقدم ذوو القدرة على المعرفة المسبقة أو التنبؤ بالمستقبل بمعلومات ذات قيمة، وليس هذا علم غيب، بل هو اختراق لحاجز الزمن فقط، وهو علم يجهله البعض ويعرفه البعض الآخر، بدليل أنه عندما يأتى زمن تحققه يعلمه الجميع، أما الغيب فيظل مغيبا تماما.
أيضا العديد من وكالات الاستخبارات تعتمد بالفعل على الأشخاص أمثال ريس الذين يمتلكون الشعور الداخلى ويجيدون التنبؤ بالأحداث، والتى تخص الأوضاع السياسية، وهى من ضمن أكثر الأدوار حيوية بالنسبة للخدمات الاستخباراتية، مثل تحديد الاحتمال الأكبر لسقوط حكومة بلد ما فى الأشهر القليلة القادمة، أو إذا ما كانت دولة ما تمتلك أسلحة دمار شامل، مما يجعلها تشكل خطرا.
وبناء على تصديق فكرة القدرات الخاصة للبعض، قامت بالفعل المخابرات الأمريكية بتوظيف العديد من الشباب فى مشروع تحت عنوان «التقييمات السليمة» الذى تموله الحكومة الأمريكية، وقد تم توظيف حوالى ٢٠٠٠ من أصحاب القدرة على التنبؤ بالمستقبل، وذلك لتقييم احتمال وقوع أحداث عالمية مختلفة، واستخدمت فى ذلك المشروع نماذج مختلفة، منها الحث على التكهنات الفردية، أو جمع عدد من أصحاب التنبؤات فى جماعات تتبادل الفكر بينها وبين بعضها.