الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الحلزونية" بكتريا قاتلة.. قرحة وسرطان في المعدة أهم أعراضها.. أستاذ باطنة: إهمالها دون العلاج يؤدي للوفاة.. وجراح قلب: تناول المضادات الحيوية ليس حلا

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجراس الخطر تدق، البكتريا تهاجم صحة الإنسان، أطباء نصحوا بالحذر، وأكدوا أن إهمالها دون العلاج يؤدي للوفاة، ولفتوا إلى أن أخطر أنواع البكتريا هي " الحلزونية" ووصفوها ب" القاتلة ". 
اللافت أنه بعد إصابة سيدة أمريكية تبلغ من العمر 49 عاما، ببكتريا مضادة لجميع أنواع المضادات الحيوية نتيجة إصابتها بعدوى في مجري البول ولم تستجب لأي من أنواع المضادات الحيوية، الخطر تضاعف وبقى السؤال: هل من الممكن انتشار هذا النوع من البكتيريا في جميع دول العالم وخاصة الدول النامية بسبب الإسراف في استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب ؟ وهل هناك قوانين تسمح بعدم صرف الصيادلة المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب ؟ وما هي الحلول التي يمكن اتباعها لتجنب هذا النوع الكارثى من البكتريا ؟..

هنا يقول الدكتور أحمد سمير أبوحليمة، أستاذ الباطنة والكبد ومناظير الجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة عين شمس: إنه بالفعل ظهرت نوع جديد من البكتريا في أمريكا عندما تم عمل مزرعة لها وجدت انها مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية الموجودة، موضحا أن ما يحدث هو أن المريض عندما ياتى له انفلوانزا أو اسهال أو كحة بسيطة فيذهب بسرعة إلى الصيدلى يقول له اعطنى مضادا حيوىا وهذا أكبر خطأ لأنه قد ياتى بمضاد حيوى قد يكون غير مناسب للميكروب الذي إصابة، إضافة إلى أن الكورس الخاص بالمضاد الحيوى من المفترض أن يتم تناوله مثلا أسبوع فيأخذ منه المريض يومين مثلا ثم عندما يتحسن يمتنع عن تكملة الكورس فيظل الميكروب موجودا في جسده ويأخذ مناعة ضد المضاد الحيوى الذي تناوله المريض، وهذا الميكروب قد ينتقل إلى شخص آخر عن طريق الهواء أو البصاق أو تناول الطعام فيظهر لدينا ميكروبات صعبة كانت سهل علاجها ولكنها اصبحت تقاوم جميع المضادات الحيوية، مضيفا أنه يأتى الينا مرضى لديهم نزلة معوية بسيطة ولكنهم غير مستجيبين للمضاد الحيوى الذي يتناولونه لأنه أصبح مقاوم للمضاد.
أضاف أبو حليمة، أنه من المفترض أن الصيدلى لا يعطى المضاد الحيوى للمريض بدون روشتة الطبيب، إضافة إلى أنه لو ظهرت اعراض على المريض الا يذهب لشراء الدواء من الصيدلى ولا بد أن يذهب إلى الطبيب ليعرف ما مرضه أولا ؟، مضيفا أنه لا يوجد قانون يحاسب الصيدلى إذا اعطى علاجا للمرضى بدون استشارة الطبيب، موضحا أنه في تخصصى اشهر ميكروب يؤذى المعدة هو البكتيريا الحلزونية وهذه البكتيريا قديما كان علاجها سهل جدا وما حدث أن كل مريض شعر بألم في معدته يذهب للصيدلى ويأخذ علاجا بدون استشارة الطبيب وهذا العلاج لا يناسب الميكروب فبدأت تظهر حالات من قرح المعدة وسرطان المعدة بسبب إهمال في علاج البكتريا الحلزونية وبسبب عدم علاجها السليم واخذ ادوية تزيد مقاومتها، وهى تنتقل عن طريق البراز والطعام، فبدأت البكتريا مقاومة جدا لانواع المضادات الحيوية واصبح علاجها صعب جدا عن القدم، موضحا أن من لديه صداع مزمن ويتناول أدوية من الصيدلى بدون استشارة الطبيب وقد يكون هذا المريض لديه ورم في المخ وهو لا يدرى.


وأوضح الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس، وعضو مجلس نقابة الأطباء، أن البكتريا أنواع وكل نوع له مضاد حيوى مناسب يتناسب معه وليست كلها مثل بعض، والمضادات تعمل على مراحل مختلفة من حياة البكتريا منها يعمل على غلاف البكتيريا ومنها يعمل على انقسام البكتيريا ومنها يعمل على الاجزاء التي تنتج الطاقة بالبكترييا وكل نوع متخصص لعائلات معينة منها، موضحا أن ما حدث في مصر خلال الاربعين عاما الماضية أن مصر من الدول التي تسمح بصرف الأدوية بدون استشارة الطبيب والمضاد الحيوى أصبح موضة، و80 % من المرضى لا يتم معالجتهم عند الأطباء إضافة إلى أن الصيدليات من يقف فيها ليسوا صيادلة فقد يكونوا حاصلين على دبلومات ولا يوجد تفتيش ولا رقابة وهناك تضارب مصالح لأن الصيدلى يريد أن يبيع فبالتالى يبيع للمرضى، مضيفا أنه قد تذهب لطبيب يقول لك انت لست في حاجة لأدوية أو قد يعطيك مخفض للحرارة أو شيء بسيط وليس مضاد حيوى، النتيجة أنه في خلال السنوات الماضية كان هناك سوء استخدام فظيع للمضادات الحيوية سواء في غير وقتها لأنها غير متناسبة مع نوع البكتيريا الموجودة أو الجرعات التي يأخذها المريض فقد يتاوله المريض يوما ويتوقف، ويظل السؤال: متى نلجأ إلى المضادات الحيوية ؟ 
ويجيب سمير، أنها لا تعطى للمرضى الا في حالة وجود التهاب بكتيريى ومن الاخطاء أن يتم اعطائها للمرضى في حالة الأمراض الفيروسية التي تتشابه اعراضها كثيرا مع اعرض الأمراض البكتيرية والفيروسية ليس علاجها بالمضادات الحيوية وعند إعطاء مضاد يؤثر على أشياء كثيرة ففى جسمنا توجد كثير من انواع البكتيريا المفيدة تقوم بعمل أكسدة الفيتامينات وغيرها، واخذ المضادات الحيوية خلال الاعوام الماضية ادى لظهور أنواع من البكتريا لديها مناعة من المضادات المستخدمة خلال الاعوام الماضية واصبحت الآن لا تأتى هذه المضادات باى نتائج.
ولفت سمير إلى، أن هناك قانون يمنع وصف الدواء للمرضى الا عن طريق الأطباء لكن لا يوجد رقابة عليه ولا يفعل وعقوبته 200 جنيه غرامة والقانون من عام 1954 ويطبق على الصيدلى نفسه فليس من حقه اعطاء الدواء أو اعطاء حقن حتى، ومن المفترض أن الطبيب عندما يشخص المرض ويتأكد يأخذ عينات من الانسجة أو الافرازات بالمريض ويقوم بعمل مزرعة لها ليحدد نوع البكتريا التي اصابت المريض وحتى تظهر نتيجة المرزعة يعطى الطبيب للمريض مضادات حيوية واسعة المدى تعطى له لمدة أربعة أيام في الأول مؤقتا.

فيما حذر الدكتور مروان سالم الباحث في الغذاء والدواء، من بكتيريا الكابوس التي ستهدد حياة المصريين والتي نشأت نتيجة الاستخدام الخاطئ لأنها أصبحت مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية وستؤدى لكارثه إذا انتشرت، موضحا أن الحل في وضع سياسات دوائية ترشد من استهلاك المضادات الحيوية والا سوف نعود إلى عصور ماقبل المضادات الحيوية، مضيرا إلى أن المستشفيات الحكومية اكتر مكان تتواجد فيه بعض انواع البكتيريا الخطيرة المقاومة لمعظم المضادات الحيوية وللاسف عندما يعطى الطبيب المضاد الحيوى الخطأ لفرد واحد فإنها يقتل آلاف الناس لأنه عندما تنمو بكتيريا مقاومة في هذا الفرد فإنها من الممكن أن ينقلها إلى الآلاف من البشر لذلك ممنوع صرف أي مضاد حيوى إلا بعد عمل المزرعة له.



و رأى الدكتور هانى مهنى عضو مجلس نقابة الأطباء، أن هذا النوع من البكتريا لو انتشرت العدوى به ستصبح كارثة تهدد الجنس البشرى، وهذا يعيدنا إلى أن الإفراط في كتابة المضادات الحيوية من الأطباء والإفراط أيضا في استخدامها من المرضى عموما دون استشارة الطبيب سيتسبب تدريجيا في خلق أنواع من البكتريا مقاومة للمضاد الحيوى وبالتالي نفقدة كسلاح مهم ويصبح بلا جدوى، مضيفا أنه طبقا للإحصائيات هناك 2 مليون حالة إصابة سنويا في أمريكا فقط و23 ألف حالة وفاه بسبب مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية حتى أصبح الأمريكان يبحثون عن " عالم ما بعد المضدات الحيوية "، ورأوا أن من 30 % إلى 50 % من المضادات الحيوية التي يتناولها المرضى في المستشفيات ليس لها علاقة بحالة المرضى ويكتبها الأطباء على سبيل التعود.
وأعطى "مهنى" امثلة أن في مصر مضاد " الفلوموكس " مثلا يستخدم كمضاد حيوى لأي بكتريا في اغلب الحالات وهذا لأن الناس أصبحت تستخدمه كثيرا بدون استشارة الطبيب، حتى أصبحت النتيجة أن البكتريا اصبحت مضادة له واصبح ليس له أي قيمة في العلاج، والدور القادم على مضاد " الأوجمنتين " الذي حل محل " الفلوموكس " منذ فترة، موضحا أننا في مصر لو الأم ذهبت بطفلها لطبيب ولم يكتب مضادا حيويا لطفلها تزعل منه وتذهب لآخر يكتب لها مضادا حيويا.