رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أصوات من السماء.. عبدالرحمن الدوري "13 – 30"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في قرية "دروة" مركز أشمون بمحافظة المنوفية، ولد الشيخ عبدالرحمن الدوري، في أغسطس عام 1903 م، وفي كتاب القرية أتم حفظ القرآن الكريم وهو لم يتعد التاسعة من عمره، ثم انتقل إلى القاهرة، وهناك ألتحق بالأزهر الشريف للاستزادة من العلم والثقافة. وعلى الرغم من شهرته التي ارتفعت مع الأيام فإنه لم ينس قريته وأهله هناك، فظل على عمله بينهم مأذونا للقرية حتى بعد انتقاله إلى القاهرة، كانت في صوته نبرة تأخذك إلى حيث رحيق الجنة، ولما أصيب في صوته، آثر أن ينسحب من دنيا الميكرفون، ليظل صوته في ذاكرة مريديه عشرين عاما قبل وفاته.
بدأ الشيخ الدوري يسطع نجمه ويتألق في عالم القراءة، لما كان يتمتع به من صوت دافيء، وقرار سليم، ونبرة تهز الوجدان قبل الأذان، وكان يقرأ القرآن في مأتم محمود فهمي النقراشي باشا، فسمعه رئيس الحكومة في ذلك الوقت، وهو يرتل ترتيلا حسنا بصوت كله شجن،. فسأل عن اسمه، ولماذا لم يقرأ في الإذاعة؟! فدخل إليها عام 1942 م.
وفي عام 1948 م وأثناء أدائه لفريضة الحج، طلبته الحكومة السعودية ليفتتح أول إذاعة للمملكة، وكان معه في ذلك الوقت رئيس بعثة الإذاعة المصرية، فوافق وقام بتسجيل 4 ساعات، ورفض أن يتقاضى أجرا على التسجيلات قائلا: كيف أتقاضى أجرا عن قرآن تلوته في بلد نزل عليه وفيه القرآن، وقال سأقرأ دون شروط.
ودعي إلى المملكة الأردنية عام 1953 م، وهناك سجل 16 تسجيلا ومن حسن حظه وهذا لم يتح للكثيرين، أن قرأ سورة الكهف بالمسجد الأقصى جمعتين متتاليتين، وقتها كانت فلسطين تتبع المملكة الأردنية، وهي سابقة ليست لغيره. وفي الأردن كتبت عنه جريدة الدفاع تقول: "تعاقدت دار الإذاعة الأردنية مع المقرىء الشهير الشيخ عبدالرحمن الدوري، من كبار المقرئين في الإذاعة المصرية على المجيء إلى الأردن لتسجيل بعض القراءات له، وقدم الشيخ وقد سجلت له 16 إذاعة، وتبرع فضيلته بتلاوة آي الذكر الحكيم في المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضية، وسيقرأ فضيلته غدا بالحرم الإبراهيمي وسيظل يقرأ طيلة مدة إقامته هنا في المسجد الأقصى "دون مقابل ". 
ظل الشيخ عبدالرحمن الدوري بارا بأهل قريته، فكان لا يتقاضى أجرا عن إحياء الليالي ولا عن الزيجات التي كان يقوم بتحريرها، وكان يقول: إن النبرة الغريبة التي في صوته، يتميز بها أهل قريته، وهي نبرة يكسوها الحزن والشجن للواقع المر الذي كانت تعيشه القرية من شاطىء الرياح المنوفي.
لم يستطع الشيخ الدوري تسجيل القرآن مرتلا، وكان ذلك قي عام 1962 م عندما أصيب بمرض بالأحبال الصوتية، فآثر أن ينسحب من دنيا الميكرفون ليظل في ذاكرة محبيه بصوته الحسن، وإن كان هذا لم يمنعه من إحياء الليالي كلما خفت حدة المرض، ووجد نفسه قادرا على القراءة، وظل على ذلك حتى أسلم الروح إلى بارئها راضيا مرضيا بما قدم من تلاوة في 2 يناير 1991 م.
https://www.youtube.com/watch?v=VuoCvS7LyQ4
https://www.youtube.com/watch?v=xbMy0aZCVM8
https://www.youtube.com/watch?v=QgHVmr60eIE