رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

فيروس التوريث ضرب مسلسلات رمضان

أسرة مسلسل الكيف
أسرة مسلسل الكيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القدماء «لاتبك على اللبن المسكوب»، وكنت أسأل نفسى لماذا قالوا «اللبن» تحديدا، فالناس تبكى على أي شىء مسكوب، هل لأن اللبن هو أغلى المشروبات قيمة وثمنا؟، أم لأن اللبن تحديدا سريع الفساد ولا يمكن استعادته إذا سُكب واختلط بالشوائب؟.
بعد مشاهدة حلقتين من مسلسل «ليالى الحلمية ٦» وحلقة واحدة من مسلسل «الكيف».. سيطرت علىّ فكرة أننى أتفرج على مجموعة من الناس يقيمون حفل بكاء جماعى على اللبن المسكوب. وبعد مشاهدة حلقة أخرى من كل مسلسل تغيرت ملامح الصورة، وتخيلت أن هؤلاء الناس يقومون بعملية حلب جماعى لثور يتخيلون أنه بقرة.
زمن «الكيف» و«الليالي» ذهب إلى غير رجعة، ولن يمكن استعادته، وهذه المسلسلات تحديدا، بتواضع مستوى كتابتها، وخمول همة مخرجيها وأبطالها، لا تكتفى بالمساهمة في تشويه صورة الماضى «الجميل» في أذهان عشاقه، ولكنها، من خلال فرض المقارنة بين الأصل القديم والنسخة الحديثة، تقدم صورة سيئة للحاضر وأبنائه الذين يسيئون لأعمال آبائهم.
بالمناسبة أنا لست ضد إعادة تقديم الأعمال القديمة بشرط أن يكون الدافع الأساسى وراء ذلك هو التحدى والإصرار على تجاوز النسخة القديمة فنيا، وليس هذا النوع من الاستثمار الرخيص.
بالمناسبة أيضا لا أعتبر فيلم «الكيف» عملا جيدا يستحق إعادة إنتاجه، فرغم شعبيته إلا أنه كان استثمارا رخيصا لموضوع المخدرات.
وفوق ذلك فالمسلسل هو نوع من الاستثمار من قبل مؤلفه- أحمد محمود أبوزيد- لميراث أبيه، مؤلف الفيلم، كما فعل منذ سنوات عندما حول فيلمه «العار» إلى مسلسل فاشل.. ثم خرج ليقول إن النجاح الكبير للمسلسل دعاه إلى تحويل «الكيف» إلى مسلسل، ويبدو أن «النجاح الساحق» لمسلسل «الكيف» سيجعلنا نرى في العام القادم مسلسلا آخر عن فيلم «جرى الوحوش».
رامى ابن عادل إمام أصبح المخرج الملاكى لأفلام ومسلسلات أبيه منذ سنين، ونحن تعودنا على قيام الزعيم بفرض ولديه رامى المخرج ومحمد الممثل على أعماله، ولكن حتى يحيى الفخرانى لم يعد يعمل إلا بشرط وجود ابنه شادى كمخرج للعمل. والمسلسلات الثلاث الأخيرة التي قدمها الفخرانى كانت من إخراج شادي.
شادي، حسب وجهة نظري، أكثر موهبة واجتهادا من رامي، وقد أعجبت بعمله كمخرج منذ أن شاهدت مشروع تخرجه في معهد السينما منذ خمسة عشر عاما تقريبا، وللأسف لم يستطع أن يشق طريقه بمفرده بسبب ظروف السينما السيئة، لكن هذا لا يعنى أن يتحول المخرج الملاكى لأبيه.
صحيح أنه تألق في مسلسل «الخواجة عبدالقادر» ونجح إلى حد كبير في «دهشة»، لكنه تراجع هذا العام في «ونوس»، ولم يرق إلى مستوى السيناريو والأداء التمثيلى العالى لأبيه وبقية فريق العمل. هناك مشاهد جيدة، ولكن هناك مشاهد كثيرة مصنوعة باستسهال ولا مبالاة، ويبدو أن الإحساس بالاسترخاء الناتج عن العمل تحت جناح الأب قد تغلب هذه المرة على الإحساس بالتحدى الناتج عن العمل مع نجم كبير.
بعد مشاهدة عدة حلقات من «مأمون وشركاه» لرامى إمام، و«ونوس» لشادى الفخرانى حمدت الله أن ثورة يناير قامت قبل أن أرى مصر لجمال مبارك!.