الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

من أحسن مواسم رمضان في التليفزيون

 حزء من مسلسل «سقوط
حزء من مسلسل «سقوط حر»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متابعة أعمال الدراما فى تليفزيون رمضان هذا العام مرهقة جدًا، لأن الجيد المتميز الذى يستحق المتابعة أكثر من المعتاد، نعم الأمر ممتع بقدر ما هو مرهق! وعلى غير المعتاد أيضًا، فإن أعمال ألمع نجوم تليفزيون رمضان، إما متفوقة متألقة مثل «ونوس» ليحيى الفخرانى، و«أفراح القبة» لمنى زكى وجمال سليمان، و«سقوط حر» لنيللى كريم، وإما موفقة جيدة مثل «فوق مستوى الشبهات» ليسرا، و«هى ودافنشي» لليلى علوى وخالد الصاوى، و«الخانكة» لغادة عبد الرازق، و«الميزان» لغادة عادل... فمنها هكذا أعمال تتراوح عبر درجات من التفوق والتألق، وأخرى عبر درجات التوفيق والإجادة وعلى غير المعتاد ثالثًا، فإن ألمع نجومنا، يقدمون شخصيات ليست مثالية أو أقرب إليها، وإنما هى أقرب إلى السلبى وأحيانًا الشر (مثل شخصية يسرا)، بل يجسد الفخرانى شخصية الشر ذاته (الشيطان: فى معالجة بروح كوميدية للنص العالمى ذائع الصيت «فاوست»)، وقد قال لى منذ يومين أستاذ الدراما الكبير يسرى الجندي: «ونوس محاولة صعبة جدًا أقدم عليها المؤلف الموهوب المقتدر عبد الرحيم كمال الذى لفت نظرى منذ أول أعماله «الرحايا».. مرورا «بالخواجة عبد القادر»، لأن فى رأيى تقديم الشيطان بطابع كوميدى أصعب من تقديمه فى دراما غير كوميدية، «ونوس» مغامرة فنية، وفيها تداعيات ذكية، ماكرة، اعتمد فيها المؤلف ومعه المخرج الشاب النابه، أولًا على حضور يحيى الفخرانى، فالأمر يختلف تمامًا وينفلت لو مع ممثل أقل». وحتى عادل إمام، فإنه يجسد شخصية غارقة فى العيوب والنواقص خاصة حالة البخل الشديد، إذ يقدم فى مسلسله تمصيرًا لمسرحية موليير الشهيرة (البخيل)، لكن الجميل أيضًا، أنه بقدر ما أن نجومنا الكبار فى أحسن حالاتهم، فإن الشباب يتألقون ويقدمون فنًا جميلاً.. وإذا أردت أن أشير إلى عمل حافل بمواهب رائعة لممثلين شباب، لأشرت أولًا إلى مسلسل «جراند أوتيل»، الذى يلفت إليه الأنظار منذ أول وهلة أو طلة، بتصويره وإضاءته، وما يعرف بـ«عمق المجال» فى اللقطة و«الكادر»، وبالمكياج والأزياء، بمجمل الإخراج للمقتدر محمد شاكر خضير، والتأليف للقدير تامر حبيب، وأيضًا بكل هؤلاء الممثلين الرائعين: عمرو يوسف، أمينة خليل، أحمد داود، محمد ممدوح، مى الشربينى، ندا موسى، مى الغيطى.. فضلًا عن الراسخين سوسن بدر، رجاء الجداوى، شيرين، أنوشكا، محمود البزاوى وغيرهم. هذا مثال واحد فقط، على تألق التمثيل، فى مختلف الاجيال لدينا.. وصدقت الكاتبة الصحفية الكبيرة ماجدة الجندى حينما استوقفها التمثيل أيضًا فى تعليق نقدى لها حول مسلسل «جراند أوتيل»، فكتبت: «بالمناسبة، فيض الأداء فى مصر يحتاج إلى دراسة والله».. وممن أشارت إليهم الممثل الشاب غير العادى محمد ممدوح، قائلة عنه: «حجر كريم فى عقد أو مسبحة التمثيل فى مصر»، جاء ذلك التناول لها وبأسلوبها الأدبى المميز ١٠ يونيو الحالى فى جريدة «المقال» «المتفوقة فى متابعتها اليومية الجادة لأعمال رمضان، كما هى متفوقة فى ملفها الدينى اليومى أيضًا منذ صدورها». نعم.. كيف يمكن أن نتجاهل «غول التمثيل» الطالع: «محمد ممدوح»؟ بل إننا نرى «أمينة خليل» و«عمرو يوسف»، يولدان فى هذا المسلسل كنجمين (سوبر ستار) يمكن الاعتماد عليهما بالأساس فى عمل درامى.. أما مجموعة «ونوس» فحدث ولا حرج.. إلى جانب الفخرانى فى أعلى مستوى لممثل فى العالم، واقتدار نبيل الحلفاوى وهالة صدقى وغيرهما، تفاجئنا حنان مطاوع بأداء بالغ الجمال والإمتاع لشخصية مركبة بقدر ما هى مرتبكة، تسود الدنيا فى عينيها لشلل طفلها الوحيد، بالإضافة لوحدتها كمطلقة، تعبر دومًا ببراعة واقتدار بالنظرة والنبرة والإيماءة، عن أن الدنيا تضيق أمام عينيها، وفى لحظة يشرق وجهها بابتسامة ومعها الدنيا كلها، إذا لاح ولو على نحو عابر أمل فى علاج طفلها. إن نيللى كريم مع المخرج الفذ شوقى الماجرى تصل إلى ذروة مبهرة جديدة لها، ويسرا تقدم مستوى وطرازًا نادرًا من الأداء السهل الممتنع مع المخرج الممتاز هانى خليفة، ومنى زكى وإياد نصار وكل كوكبة «أفراح القبة»، مع المخرج البارع محمد ياسين، يقدمون أداء دقيقًا وممتعًا طول الوقت، وفى أكثر من مسلسل يؤكد بيومى فؤاد موهبته الكبيرة، وهو فى رأينا أحسن ممثل ونجم كوميدى ظهر منذ أحمد مكى، وقد قام بدور صعب مقنع كضلع ثالث إلى جانب النجمين الكبيرين ليلى علوى وخالد الصاوى فى «هى ودافنشي»، لكنه قام ببطولة مميزة للمسلسل الكوميدى «بنات سوبرمان» ذى الطابع الخاص الفانتازى، وتألقت معه الثلاثة شيرين عادل ويسرا اللوزى وريهام حجاج.. كما نذكر من الموهوبين الشباب كلا من البارعتين نهى عابدين فى «ونوس»، ومى عمر فى «الأسطورة».. وغير هؤلاء جميعًا كثيرون: سواء ممثلين شوامخ راسخين.. أو شباب قادمين بمواهب كأجمل ما تكون «والحديث عنهم وعن غير التمثيل لا بد أن يمتد». لكن حقًا كما قالت ماجدة الجندي: «فيض الأداء فى مصر يحتاج إلى دراسة والله».