الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تأملات في برنامج "الإمام الطيب"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تساؤلات عديدة وجهت لي بحكم عملي كصحفي متابع للملف الديني "الأزهر الشريف، الأوقاف، الإفتاء"، وقطاعاتهم المختلفة، لمست فيها انتقادات عديدة من كثير من الزملاء، سواء بقريتي في محافظة الشرقية، أو من الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وغيرها حول برنامج "الإمام الطيب"، والذي يذاع حاليًا، عبر عدة قنوات فضائية عالمية، ويحظى بنسب مشاهدة عالية، فالبعض يسألني لماذا تحرك شيخ الأزهر حاليًا بذلك البرنامج؟.. وآخرها كم قبض شيخ الأزهر من هذا البرنامج؟.. تساؤلات واستفسارات طرحت ولا زالت حول البرنامج.
وقبل الإجابة على تلك التساؤلات والاستفسارات أود أن أوضح لهولاء الزملاء الأفاضل الذين يشغلهم هذا البرنامج ولماذا توقيته حاليا؟.. وكم قبض؟.. مولانا فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، لا بد لنا من الاتفاق على مبدأ في الحوار والمناقشة بعيدًا عن الجدال.
أولا: لا بد لنا جميعًا الاعتراف بأن هناك كثير من العلماء الذين ظلموا ضحية الجهل سواء كان الجهل يتعلق بحقيقتهم كعلماء أو الجهل بقيمة ما يحملونه من علم أو جهلا صوّر لأصحابه طمس الحقائق فبدا لهم أن الجميع سواسية.
من هؤلاء العلماء الذين ظُلموا إبان الجهل بقدرهم ومكانتهم العلمية "علماء الدين" من أساتذة ومشايخ الأزهر الشريف أصحاب الفكر الوسطي المستنير من حملة العلوم الإسلامية والشرعية والفقهية، والتي هي ركائز الحياة الإنسانية السعيدة وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين.
ثانيا: أؤكد لجميع الزملاء الأفاضل والذين بادروا بطرح تساؤلاتهم عليَّ أنني لست في مقام المدافع عن شخص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أو علمائنا من أساتذة الأزهر الشريف الإجلاء فمقامهم محفوظ ومعروف للجميع وكفاهم فخرًا أنهم "ورثة الأنبياء" بما يحملون من علوم شتى في جميع المعاملات والعبادات وكفاهم عزًا بأن الملائكة تضع أجنحتها لمجالسهم تواضعًا وتعظيمًا وتكريمًا وتبجيلًا لهم، وكفى بذلك شرفًا ومنزلة وصدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ".
ثالثا: قبل الإجابة على التساؤلات والانتقادات من الزملاء الأفاضل حول برنامج "الإمام الطيب" لا بد من قراءة فكر هولاء الزملاء الذين دائمًا يرون ويعتقدون أن دور الأزهر سياسي ومشوش دومًا وغير مفهوم أو مكتمل لأنهم دائمًا وأبدًا يقرأون الأحداث وفقًا لاتجاه مصالحهم السياسية ووفقًا لطبيعة مصالحهم الشخصية.
فمثل هولاء هم ينتقدون البرنامج لأنه عالج وتناول الكثير من القضايا الفقهية المعاصرة والحديثة مثل قضايا "الإلحاد ـ التطرف ـ مكانة المرأة في الإسلام وفي الديانات السماوية الأخرى ـ الجهاد ـ المعاملات، ولا يزال البرنامج يطرح قضايا أخرى بحلقاته ويأتى من مضمون مسئولية الإمام "الطيب" تجاه نشر ثقافة الشريعة الإسلامية والفكر الوسطي المعتدل، وإيمانًا من فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين بمدى المسئولية الملقاة على عاتق رجال الأزهر في ضرورة مواجهة والصراعات والانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية، والتي لا يواجهها العرب وحدهم بل طالت العالم كله، وأصبحت مرض القرن الحالي بسبب تلك الجماعات المتطرفة التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة.
رابعًا: لماذا يصر البعض على توجيه الانتقادات لعلماء الأزهر، وخاصة لشيخه دون النظر للمجهود الفائق والجبار في توضيح رسالة الأزهر الشريف كعادته الحسنة على مدى الزمان في تحملهم المسئولية والذي سرعان ما شكل فريقًا متخصصًا برئاسة الإمام ومجموعة من المستشارين والأساتذة وعلماء وأبناء الأزهر الشريف أشبه بخلايا النحل على معالجة تلك الأزمات وسرعة وضع حلول جذرية لأمراض الفتن، والتعصب المذهبي والطائفي لتلك الجماعات الإرهابية المتطرفة من خلال نشر الفكر الوسطي، وصحيح الإسلام الحنيف في كل ربوع قارات العالم أجمع بطرق علمية وعملية محكمة قامت بتشخيص الداء ومراحل الدواء والتي تمثلت في عدة جولات وقوافل ميدانية لفضيلة شيخ الأزهر بصحبة وفد من العلماء الإجلاء لعدة قارات من العالم ولا يزال الأمر مستمرًا، ثم مجموعة من الرسائل لفضيلته أشبه بطلقات الرصاص للرد على تلك الفكر المتطرف ثم الدعوة لعقد مؤتمر عالمي في مصر الكنانة بمشاركة كل رموز المؤسسات الدينية في العالم أجمع بنهاية هذا العام، ويتحمل نفقاته الأزهر الشريف إيمانًا منه بضرورة التكاتف بين جميع القيادات من مختلف الديانات السماوية، ثم إطلاق إستراتيجة التطوير للأزهر والتي تشمل العديد من البرامج المختلفة كالبرامج المذاعة حاليًا "الإمام الطيب" و"الناس ألوان".
خامسا: للإجابة على تساؤلات الزملاء الأفاضل المهاجمين لبرنامج "الإمام الطيب" أقول لهم هذا ليس أمرًا عجيبًا ولا شيء غريب على فضيلة الأمام الأكبر، والذي يوضح دائمًا أن السلام والرحمة مبادئ دينية لا غنى عنها لاستقرار الإنسانية، ويؤكد مرارًا أن القضية الأهم في حياته هي نشر ثقافة السلام في كل ربوع العالم لأننا جميعًا شركاء في الإنسانية ومن حق كل البشر أن ينعموا بالسلام، داعيًا دائمًا إلى بذل كل الجهود من أجل نشر هذه الثقافة بين الناس.
سادسا: للإجابة حول سؤال كم يتقاضى الإمام في البرنامج؟.. فإنني هنا أضع نفسي من منطلق معرفتي بأستاذي ومعلمي فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين موضع "التحدي" شخصيًا، وبين من يثبت لي ولو بقصاصة من الورق تثبت أو تفيد بصدق كلامه بتقاضيه مليمًا واحدًا ليس في هذا البرنامج فحسب بل في عمله منذ أن تولى مشيخة الأزهر الشريف يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الثاني سنة 1431هـجريًا الموافق 19 من مارس سنة 2010 ميلاديًا، بناء على القرار رقم 62 لعام 2010م بتعيين فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيب شيخًا للأزهر الشريف خلفًا للإمام الراحل الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي.
وفي النهاية أدعوا جميع الزملاء الأفاضل ممن طالت منابرهم الإعلامية والصحفية من النيل من شخصية فضيلة إمامنا الأكبر المسارعة للكف عن هذه الادعاءات والتعلم والاستفادة والتكاتف والتلاحم خلف رسائل تلك العالم الجليل؛ حتى يعيش الجميع في سلام وآمان حفظ الله إمامنا الأكبر ومستشاريه.. وللحديث بقية حول برنامج الإمام الطيب.