رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

تصحيح مفاهيم التكفير والجهاد والإرهاب بـ"القرآن والسنة"

فى كتاب لمحمد بن علوى المالكى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإسلام كفل حرية التدين لكل فرد، فلا إكراه فى الدخول إلى الإسلام، إنما هى القناعة التامة بهدايته، فلكل ذى دين دينه لا يجبر على تركه ليتحول منه إلى غيره، وقد أبان القرآن فى آياته ذلك المعنى بقوله: «لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، وهذا يقودنا إلى أول تلك المفاهيم التى ينبغى تصحيحها. وفق ما يذكرة محمد بن علوى المالكى فى كتابة «مفاهيم يجب أن تصحح».
التكفير
فالتكفير هو الحكم على الإنسان المسلم بالكفر، والحكم بالكفر على مسلم لهو أمر جد خطير، تترتب عليه آثار جسيمة.
فمن آثاره الدنيوية التفريق بين الزوجين، وعدم بقاء الأولاد تحت سلطان أبيهم، وفقد حق الولاية والنصرة على المجتمع المسلم، ومحاكمته أمام القضاء الإسلامى، وعدم إجراء أحكام المسلمين عليه، فلا يٌغسل ولا يٌصلى عليه، ولا يدفن فى مقابر المسلمين، ولا يٌورث ولا يرث.
أما عن الآثار فى الآخرة إذا مات على كفره فإنه يستوجب لعنة الله وطرده من رحمته والخلود الأبدى فى النار، وقال تعالي: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ».
ولذا يجب على من يتصدى للحكم بالتكفير أن يتمهل فى حكمه مرات ومرات، ولخطورة آثار التكفير على المجتمع، فقد نهى الإسلام عن التعجل به أو إقراره إلا بعد التأكد من أسبابه دون أدنى شبهة، فلأن يخطئ الإنسان فى العفو خير من أن يخطئ فى العقوبة، ومرده فى الأمر إلى الله.
الجهاد
واتفق المجتمعون على أنه رد العدوان عن الدولة بما يماثله دون تجاوز أو شطط، ولا مجال للاعتداء ولا حق للأفراد فى إعلانه، إنما هو حق لرئيس الدولة، والجهات المختصة بذلك وفق القانون والدستور.
فالجهاد هو بذل الجهد بأشكاله المختلفة والمتنوعة لإعلاء كلمة الله، ولنشر الدين الصحيح بين الناس، والجهاد فى الإسلام شجرة جذعها الحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، لتوصيل حقيقة الإسلام الصحيح إلى العقول، أما الجهاد القتالى فإنه متفرع من الجهاد الدعوى تفرع الأغصان من الشجرة، والدليل على ذلك قوله تعالي: «فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا»، والضمير فى قوله «به»، هو أمر صريح للنبى صلى الله عليه وسلم بالجهاد الدعوى للكفار، كونه فى مكة قبل أن يشرع القتال.
وبعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وٌجدت الدولة الإسلامية بمقوماتها «الدستور، الأرض، الشعب»، ومن ثم شرع الله الجهاد فى المدينة لدفع العدوان، والدفاع عن حمى الدولة والوطن.
شرع الله الجهاد القتالى لدرء الحرابة، لا لإزالة الكفر، فكل من يحارب المسلمين، أو يعتدى على ديارهم وأوطانهم أو على أنفسهم هو الذى نحاربه ونرد عدوانه عنا.
الإرهاب
هو الجريمة المنظمة التى تتواطأ فيها مجموعة من الخارجين على نظام الدولة والمجتمع، وينتج عنها سفك دماء أبرياء أو تدمير منشآت أو اعتداء على ممتلكات عامة وخاصة، وقد نهى الإسلام عن الإرهاب والاعتداء، لأنه دين السلام لجميع البشر، فلا يجتمع مع العنف والاعتداء، لأنهما ضدان، والمسلمون مأمورون بالبدء بالسلام لكل من يقابلهم، وهى كلمة أمان ورحمة واطمئنان، وإشاعة للأمن بين الناس جميعًا، بل إن المسلمين مأمورون بالبحث عن السلام والجنوح إليه إذا جنح العدو إليه ورغب فيه، وذلك فى الحرب المعلنة، وقال تعالي: «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ».
كما حرم الإسلام قتل النفس وسفك الدم المعصوم، وجعل ذلك من كبائر الذنوب، وقال تعالي: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِى الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا».