الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الخميني".. الشيطان لا يزال حيًا

اية الله الخميني
اية الله الخميني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ممنوع ارتداء الأحذية فى رحاب الضريح.. وعطلة 4 أيام للإيرانيين
«نيويورك تايمز» تحتفى بـه فى تقرير تحت عنوان «الرجل الذى هز العالم»
محلل أمريكى: مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية خليط من الخرافة والإشاعة

رغم مرور 37 عامًا على وفاته؛ والتى تحل ذكراها الأيام الحالية، لا تزال حياة آية الله روح الله الخمينى، غامضة، حيث تمثل خليطًا من الخرافة والإشاعة، فهناك الكثير من الخلاف، أو عدم اليقين، حول أصله، واسمه الحقيقى، وتاريخ ميلاده أيضًا.
حيث وصفه الكاتب الأمريكى ريمون أندرسون، فى صحيفة نيويورك تايمز، بالرجل الذى هز العالم، والذى قطعت إيران جميع الخطوط الهاتفية فى البلاد، وأوقفت الرحلات الجوية الدولية ثلاثة أيام بعد رحيله، ألا وهو المرشد الأول، ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومصدّر الثورات للعالم، وخاصة الشرق الأوسط، لا زالت عائلته تثير الجدل، فمنهم من يمشى على نهجه، ومنهم من ينتقد ما فعله مع الإيرانيون.
ووفقًا لتقرير نيويورك تايمز الأمريكية؛ فإن الذكرى الـ٣٧ لوفاة الخمينى، تفتح الكثير من التساؤلات، حول الرجل، وحول الثورة الإيرانية، وحول العلاقات الدولية معه، ما يبدو فى العلن، وما ظل سرًا من الإسرار، أو وراء الكواليس طيلة تلك الأعوام، فقد كانت مهمته المقدسة، كما رأى هو تخليص إيران من الفساد الغربى والانحطاط، وتحويل البلاد إلى دولة دينية إسلامية.
وأشار التقرير إلى أن الخمينى رجل دين شيعى، أطاح فى ١١ فبراير ١٩٧٩، بالشاه محمد رضا بهلوى، من عرش الطاووس، الذى ظل يحارب سلالة بهلوى ويعارضهم، حتى كان سببًا فى سقوطهم، وقام بتأسيس الجمهورية الإسلامية الوحيدة فى العالم، التى تحكمها عقيدة سياسية دينية.
وفى عصر ما قبل الثورة؛ قضى الخمينى أكثر من ١٥ عامًا فى المنفى، وأثناء وجوده فى المنفى، واصل القائد الذى جمع بين الدين والسياسة، فى سابقة ملحوظة وخطيرة، والذى كان يتمتع بالدعم الشعبى الهائل فى البلاد، توجيه الانتفاضة ضد نظام بهلوى، ولم يسمح له بالعودة إلى إيران خلال عهد بهلوى، وعاد فى فبراير ١٩٧٩ بعد أن تحقق مخططه أخيرًا، والذى أفضى إلى تظاهرات شعبية غاضبة ضد الشاه، الذى فر من البلاد- من غير رجعة آنذاك، وتم تحويل البلاد فى إبريل، من ذلك العام، لتصبح الجمهورية الإسلامية، وتوفى فى يونيو عام ١٩٨٩، عن عمر يناهز ٨٧ عامًا.
ورصدت الصحيفة كيف تحتفل إيران بـ«الخمينى»؛ فهو لا يزال حالة مقدسة فى أجزاء عديدة من المجتمع الإيرانى، والقبة الذهبية المترامية الأطراف لضريح الخمينى، من أكبر المجمعات الدينية فى العالم، فى وسطها يقع القفص الذهبى الذى يحمل رفات الخمينى، الضريح هو واحد من الأماكن الإيرانية التى تتدافع عليها الجموع، وخاصة عندما يتم إعطاء الإيرانيين عطلة لمدة أربعة أيام فى كل عام للاحتفال به، ويمتلئ الضريح والقاعات الرخامية، ويلقى خليفة الخمينى، المرشد الحالى آية الله على خامنئى، خطابًا فى ذكرى وفاته.
ومن الغريب أنه يحظر ارتداء الأحذية فى الضريح، وكأنه مسجد، حتى الأطفال يمشون بالجوارب، ويشارك الملايين من الإيرانيين فى الاحتفالات، فى مختلف أنحاء البلاد، لتقديم العزاء فى ذكرى وفاة الإمام الخمينى، ويأتون من جميع أنحاء البلاد، إلى جنوب طهران، لتقديم تعازيهم فى كل عام، حتى إن هناك المئات من الضيوف الأجانب، بما فى ذلك العلماء والباحثون. وقال على أنصارى، المسئول عن تنظيم الحفل، فى ضريح الخمينى، إن الحشود تصل إلى ١.٣ مليون شخص.
واللافت أنه تقام مواكب حداد مماثلة فى أماكن أخرى، فى جميع أنحاء إيران، ويقوم المشاركون بتجديد ولائهم لمبادئ الثورة الإسلامية، التى أرساها الخمينى، ومن بعده آية الله خامنئى.
وعندما تزوج الخمينى عام ١٩٢٩، من خديجة ثقفى، أنجب ٧ أطفال، خمسة منهم فقط بقوا على قيد الحياة، وتوفى مصطفى، الابن الأكبر، عام ١٩٧٧، أثناء وجوده فى المنفى، فى النجف بالعراق مع والده، كما أشيع من قبل أنصار والده أنه قُتِلَ على يد السفاك، أحمد الخمينى، الذى توفى فى عام ١٩٩٥، عن عمر يناهز ٥٠ عامًا، وكان قد تردد أيضًا أنه ضحية لحادث مدبر، ولكن بيد النظام الحالى، المتمثل فى آية الله خامنئى، أما ابنته زهراء مصطفى، أستاذة فى جامعة طهران، فلا تزال على قيد الحياة.
ويوجد ١٥ حفيدًا لروح الله الخمينى، أبرزهم زهرة اشراجى، متزوجة من محمد رضا خاتمى، رئيس جبهة المشاركة الإسلامية الإيرانية الذى يعد الحزب الإصلاحى الرئيسى فى البلاد، وحسن الخمينى، وهو من أبرز الأحفاد وهو رجل دين ومن ضمن الداعمين لحركة الإصلاح فى إيران.
أما حسين الخمينى، فهو رجل دين من المستوى المتوسط، وهو ضد نظام الجمهورية الإسلامية بقوة، لدرجة أن له تصريحا فى عام ٢٠٠٣، يدعو إلى التدخل الأمريكى فى البلاد، وأن الإيرانيين سيرحبون بذلك، وفى هذا العام، زار حسين الخمينى الولايات المتحدة، والتقى شخصيات مثل: رضا بهلوى، نجل الشاه الأخير لإيران، وفى وقت لاحق من ذلك العام، عاد حسين إلى إيران، بعدما تلقى رسالة عاجلة من جدته، وفى عام ٢٠٠٦، دعا إلى الغزو الأمريكى والإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية.
وربما يصعد الآن على الخمينى، من قبل النظام الإيرانى الحالى، لمواجهة الحفيد الإصلاحى حسن الخمينى، والحفيد الآخر حسين الخمينى الذى تعرض لتهديدات كبيرة بعد دعوته لثورة، وللتدخل الأمريكى فى إيران، وكانت أحدث تصريحات حسن الخمينى هو ما قاله عن الحجاب والتعليقات الكثيرة المثيرة للجدل حول الإسلام، وإرث جده الخمينى، حيث أكد أن التقوى، والحجاب، والصلاة، والصوم، وعدم الاختلاط بين الرجال والنساء غير المحارم هى بالتأكيد أجزاء من الدين ولكن الدين ليس هذا فقط، وعندما سئل عن مساهمة جده للدين وأهميته بالنسبة للإيرانيين، قال إن الدين هو حق الشعب، الدين مؤسسة يجب ألا تسلب حقوق شخص ما، الدين يعنى أن كل شخص يمكنه التحدث بحرية، الدين يعنى أنه لا يوجد فقر فى المجتمع. على الخمينى، لا يزال مغمورًا على المشهد السياسى فى البلاد، لكن بدأ نجمه يبزغ، وهو من أشد أنصار جده، وأنصار أفكاره المتشددة، وهو دائم التصريحات المؤيدة لقرارات وفتاوى جده القاتلة، والتى تؤكد دمويته، وقد دفع به المرشد الحالى آية الله على خامنئى حتى يواجه حسن وحسين الخمينى فى ظل تصريحاتهما الساخنة ضد جدهما مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.