الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رقابة تخاريف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت فترة لم أتقابل خلالها أنا وصبحى ثم عرفت أنه استأجر مسرح فى ميدان الأوبرا ولم أتوقف عند هذا فقد كنت مشغولا بأفلام ومسرحيات أخرى ومسلسلات عدة ثم اتصل يخبرنى عن اتفاقه مع المسرح لكن بعد وقت. 
فقلت له إنى عرفت وهكذا عدنا نستأنف شركتنا معا. فكتبت مسرحية (تخاريف) وهى عن أسرة مكونة من أربعة شبان وأخت لهم. ثم ظهر لهم عفريت وعرض عليهم أن يحقق لكل منهم رغبة واحدة. وراح كل منهم يختار ما أراد ولكن كل منهم مشى فى طريق مختلف، فالأول كان يريد القوة الجسدية فكان له ما أراد فعمل بالملاكمة ولكنه عرف مؤخرا أن المنتصر هو من يحتكر الآخرين لصالحه. والثانى تمنى أن يكون محبوبا من النساء لأنه كان قبيحا فجعله جميلا، لكن تهافت النساء عليه جعله فى غم وهم وراح يهرب منهن. والثالث طلب الثروة والمال. لكنه لم يسعد بها لأنها تزوجت من أجل ثروته. أما أختهم الرابعة فتمنت أن تحظى بالجمال وفى نفس الوقت تحظى بالقوة النفسية للرجال لتتحكم فيهم. لكنها أيضا لم تجد سعادتها.
أما الأخير فطلب من العفريت أن يجعله رئيسا على إحدى الجزر فجاء به رئيسا لها عن طريق انقلاب دموى ولكن زوجته نفسها انقلبت عليه فى النهاية وأخذت الحكم منه بعد أن افترى على كل مواطنيه. 
ولأنى كنت أعرف صبحى فقد اشترطت عليه ألا يأتى مرة بعد العرض ويطلب أن يتخلص من أى شخصية. وقد فعل هذا بالفعل ولكنه كان يحاول من حين لآخر أن يتخلص من شخصية بعد شخصية فلم أمكنه من هذا ما عدا شخصية الحاكم. لكنى كنت قد صارحته أنى لن أقبل أن يتخلص من أى شخصية فقد كان من حين إلى آخر فى كل مسرحية يأتى يوما ويزهق من مشهد أو شخصية ليوم أو اثنين فيحاول استبعادها.
وفى مرة قلت له حسنا وحذفت هذا المشهد وكان فى مسرحية (الهمجي) لكنى من هذا المشهد القصير كتبت فيلما كاملا ومثله عادل أمام وهو (بخيت وعديلة).
كان صبحى عصبيا فى أوقات كثيرة فمثلا رغم أننى رشحت هناء الشوربحى لتلعب دور خيرية أحمد فى أولي مسرحياته بعده. فلم تمر مسرحية واحدة لم يشتبك معها ويقرر أن يغيرها. وكنت أنا أتدخل لنزع الفتيل من بينهما كل مرة. وعندما توقفت عن هذا بعد تكراره عاتبتنى زوجته لأنى لم أتدخل للصلح بينهما.
ولم يكن صبحى فقط هو من يفعل ذلك لكن أغلب الممثلين وبمجرد أن يشعروا بالنشوة فهم وقتها لا يرحبوا بمن سبقوهم ؟ كما حدث مع خيرية أحمد فى أول بطولة له معها فى مسرحية (انتهى الدرس يا غبي) وجعلها تترك المسرحية. وحدث نفس الأمر مرارا وهو كثيرا ما اعتاد عليه دائما مثله كمعظم الممثلين فى توبيخ الآخرين بسبب أو بغير سبب لكن لإحساسه فى ليلة بأنه لم يكن هو موفقا وحدث أن وبخها أمام الكل بعد العرض وقال إنه قد يستغنى عنها ولكنى تدخلت أمام الجميع وقلت له ربما هناك خطأ وعلينا أن نجلس لتصحيحه وعندما ذهبت فى اليوم التالى متأخرا وكان يستعد للعمل أوقفته وقلت له إن ما حدث يمكن أن ينصلح إذا حذفت جزءا كان يعيده بلا مبرر، لأنه مكرر فقال فى عجل إنه سوف يحذفه الليلة ولكنى اقترحت بدلا منه فكرة جديدة فى الحال فدخل ليلتها وعمل بما قلته تماما ونال النجاح. 
وكان قد حدث نزاع بين الاثنين لتكراره فى إحدى المسرحيات فأصر وأقسم أنها لن تعمل معه ثانية (وكما قلت سابقا يفعله الكثيرون من الممثلين بمجرد أن ينجحوا ولو للمرة الأولى ويكرر هذا حتى لو فشل فى أى عمل). فالممثل يصبح عندئذ حاكما مستبدا وحتى آخر لحظة فى عمره!. ولكن بطبيعة الحال ليس جميعهم على هذه الحال فمنهم الذين لا يسلكون هذا السلوك. وقد عملنا فى مسرحيات كثيرة لى وكنا على وئام دائما.
منهم وأيضًا من ممثلى الأدوار الثانية وحتى الأدوار الصغيرة وبعضهم صاروا من المشاهير الآن.