كانت زينب بنت خزيمة بن الحارث الملقبة بأمُّ المساكين حتى قبل أن يتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام، أقصر نساء النبي مكوثا في بيته إذ تزوجها بعد أن قتل إستشهادا زوجها زوجة عبد الله بن جحش في معركة أحد التي وقعت بين المسلمين وقبيلة قريش في يوم السبت السابع عشر من شهر شوال في العام الثالث للهجرة وكان على رأس جيش المسلمين النبي محمد بن عبدالله وفي المقابل ترأس جيش قريش أبو سفيان بن حرب الذي أسلم يوم فتحت مكة وكان سيد قبائل قريش وكنانة وأحد أشراف العرب وساداتهم في الجاهلية وصدر الإسلام.
لم تقدم السيدة زينب بيت خزيمة مقامات علمية أو إنسانية لأن تلك الفترة من التاريخ لم تكن فترة بناء إنساني تام بل انشغل الجميع بترسيخ قواعد الإسلام وفتح البلاد والإنجازات معظمها كان عسكريا لطبيعة الفترة، وأسهمت فيها بدَوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم.
وفاتها كانت قريبة من وقت زواجها كانت الثانية من نساء الرسول التي يفرق بينهما الموت في حياته ولم تلبث عنده إلا لثمانية أشهر أو أقل وماتت وهي شابة في الثلاثين من عمرها في العام الثالث من الهجرة، وسبقتها السيدة خديجة بنت خويلد في العام الثالث قبل الهجرة، ودفنت ببقيع الغرقد في مقبرة نساء الرسول، وتلك المقبرة تعد أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حاليًا.
