الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"عم مدبولي" الشهير بـ"إبراهيم سعفان" (في الفن مظاليم 3 - 30)

إبراهيم سعفان
إبراهيم سعفان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لمع الفنان الكبير الراحل إبراهيم سعفان كواحد من الفنانين البارزين في الأدوار الكوميدية، التي اشتهر بتقديمها بمذاق خاص، ساعده في ذلك قصر قامته، وصوته المميز، وخفة ظله، رغم أن بدايته، وهو المولود في عام 1924، لم تكن توحي بذلك، فهو بعد تخرجه من المدرسة قرر دخول كلية الشريعة، التي تخرج منها في عام 1957، وحصل بعدها على وظيفة مدرس لمادة اللغة العربية في وزارة المعارف، لكنه سُرعان ما اختار التمثيل، فالتحق بعدها بمعهد الفنون المسرحية وتخرج منه؛ ولا يعرف الكثير من الناس أن الفنان الكوميدي الكبير هو من قام بتعليم السندريلا سعاد حسني القراءة والكتابة، نظرًا لعدم التحاق سعاد بمدارس نظامية لظروفها العائلية واقتصر تعليمها على البيت، ووقتها لاحظ سعفان على سعاد سرعة استيعاب غير عادية فقد تعلمت في ستة أشهر ما يعادل درجة طالب في الإعدادية.


سرعان ما انضم سعفان إلى فرقة نجيب الريحاني المسرحية، وشارك في عدد من المسرحيات كان أهمها "الدبور، سنة مع الشغل اللذيذ، حركة ترقيات، مين ما يحبش زوبة، 2 على دبوس"، ثم سرعان ما انتقل إلى العمل بالسينما، والتي عبرها أصبح من عمالقة الكوميديا على الشاشة، وكان من أهم الأعمال التي شارك بها فيلم "30 يوم فىي السجن" عندما أدى دور المحامي الذي يترافع عن "النجعاوي" المجني عليه الذي حرق شنبه، وجذب عن طريقه الجمهور، كذلك دور العم التمرجي "عم مدبولي" في فيلم "أونكل زيزو حبيبي" مع الفنان محمد صبحي، وأيضًا دوره مع الفنانين سمير غانم ومديحة كامل وفاروق الفيشاوى وليلي علوي في فيلم "تجبها كده هي كده"؛ وبرع كذلك في الأدوار التليفزيونية في مسلسلات "مليون في العسل، الهاربان، وجهان للحب، اللقاء الأخير، المصيدة".


ورغم براعته التمثيلية، لم يحظ سعفان بشهرة واسعة، إلا أن مقال الكاتب أنيس منصور عنه، جاء لينصفه، واعترافًا بأن سعفان قيمة كوميدية في تاريخ السينما المصرية، حيث كتب "سر لمعان إبراهيم سعفان منذ أول لحظة ظهر فيها هو التصاقه الشديد ببيئته الريفية، واندماجه السريع ببيئته الجديدة في المدينة.. نموذج الفلاح المتعلم الذي هجر القرية إلى دنيا جديدة لم يغرق تمامًا في طين القرية ولم يسبح بكامله في نهر المدينة ولكنه ظل معلقًا بين الإثنين نصفه في نهر المدينة، وعلى وجهه علامات الانبهار لما هو فيه وعلامات الألم لما كان عليه"؛ كذلك أشاد العديد من النقاد بأداءه، وكتب أحدهم" إن أدواره السينمائية لم تستوعب أو تستدع كل طاقته الفنية وتتجلى هذه القدرات الفنية لديه على خشبة المسرح أكثر، وهو كنز فنى تعلم على يده أجيال من الكوميديين كما أنه خريج مدرسة الريحاني"؛ وفي 4 سبتمبر 1982 رحل إبراهيم سعفان عن عالمنا إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز الستين عامًا، أثناء تواجده في إمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان موجودًا لتصوير أحد المسلسلات التليفزيونية.