الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

أطراف "أزمة إهانة أفريقيا" في مؤتمر للبيئة يردون على الاتهامات

بعد مذكرة دبلوماسية كينية ضد القاهرة

 الدكتور خالد فهمى
الدكتور خالد فهمى وزير البيئة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحد ممثلي مصر في اجتماع كينيا: لم أتفوه بأي ألفاظ خارجة ولم أهن «الدول الصحراوية»
خالد فهمي: نجهز ردًا رسميًا والإعلام الإفريقي لم يتحر الدقة
السفير المصرى في نيروبى: الوفد اعترض على طريقة تمرير القرارات فقط
سامح شكرى يوجه بإجراء تحقيق
صعدت الدبلوماسية المصرية جهودها أمس، لاحتواء بوادر أزمة بين مصر والدول الأفريقية على خلفية تصريحات مزعومة لمسئول بوزارة البيئة المصرية اعتبرت مسيئة للأشقاء في أفريقيا، بأن وصفهم بأنهم «كلاب وعبيد»، وذلك اعتراضا منه على طريقة تمرير بعض القوانين في اجتماع مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في نيروبى، ما دفع منسقة اللجنة التقنية للبعثات الدبلوماسية الأفريقية في كينيا إلى التقدم بمذكرة احتجاجية.
ونفى الدكتور خالد فهمى وزير البيئة ما أشيع حول تصريحات عنصرية لمسئول مصرى بحق الأفارقة، مؤكدا مساعى مصر منذ توليها ريادة أمسين الأفارقة إلى توحيد الرؤى ومشاركتهم المهام والأحزان لأن كلا منهما يعرف أهمية الآخر، وهو أمر ظهر على مدى أعوام ماضية أكدت فيها مصر أهمية أفريقيا بالنسبة لها والوقائع يعرفها الأفارقة والعالم أجمع.
ودعا فهمى في تصريحه لـ«البوابة»، الإعلام الإفريقى إلى تحرى الدقة فيما ينشر من معلومات حول اتهامه بالعنصرية ضد إخوانه الأفارقة، مشيرا إلى عدم وجوده بالأساس في الاجتماع وأنه فوض وزير البيئة الأوغندى بتمثيل الأمسين، إضافة إلى أن رئيس الوفد المصرى هو السفير المصرى لدى كينيا وهو ممثل دبلوماسى معروف ولا يمكن أن يتلفظ بما ذكرته وسائل إعلام أفريقية، والأمر تبحثه الجهات الدبلوماسية، لافتا إلى أن نجاح مصر في رئاستها الأخيرة للأمسين قد تكون سببا في محاولة زعزعة ما تم بناؤه، مؤكدا مواصلة مصر دعمها أفريقيا، مصر ليس بها عنصرية، الأمر الذي نفاه فهمى وأكد أن مصر تجهز ردا رسميا توضيحيا للرد على المذكرة.
بدأت الأزمة بعدما تقدمت الدبلوماسية الكينية إيفون خاماتى بمذكرة إلى رئيس البعثات الدبلوماسية الأفريقية بشأن ما وصفته بسوء سلوك من رئيس الوفد المصرى خلال الجلسة الثانية لاجتماع جمعية البيئة بالأمم المتحدة.
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة اجتماعها الجارى في كينيا، وتشارك مصر بوفدين، ممثلى كرسى الدولة المصرية وممثلى كرسى «أمسين الأفارقة» الذي ترأسه مصر.
ويمثل وفد مصر كل من الدكتور حسين أباظة ومصطفى فودة مستشارى وزير البيئة الدكتور خالد فهمي، ويرأسهم السفير المصرى لدى كينيا، بينما ينوب وزير البيئة الأوغندى عن وزير البيئة المصرى ممثلا للأمسين.
وقالت خاماتى في بداية مذكرتها إنها بصفتها رئيس اللجنة التقنية للبعثات الدبلوماسية الأفريقية في كينيا تتقدم بمذكرة لاطلاع الرئيس وجميع البعثات الأفريقية على تصرف مصر غير الدبلوماسى وغير المسئول خلال الجلسة.
وأوضحت أنه أثناء النقاش مع الوفد المصري، قام رئيس الوفد والرئيس الحالى لمؤتمر وزراء البيئة بوصف دول صحراء أفريقيا، وهو مصطلح يطلق على باقى دول أفريقيا غير الواقعة في الشمال باستثناء السودان، بـ«الكلاب والعبيد».
وأكدت خاماتى أن الاتحاد الإفريقى قام على المساواة وعدم التفرقة بأى صورة وأن ما قام به رئيس الوفد المصرى لا يوجد له مكان بالاتحاد الإفريقى وقد يؤثر على فرص أفريقيا في استضافة برنامج الأمم المتحدة للبيئة كما أنه يعكس نقص إخلاص مصر للقارة السمراء.
وأضافت أن أفريقيا فقدت الثقة في قيادتها ولا تشعر أن لديها الدافع الأخلاقى لتمثيل القارة في أي مفاوضات.
ثم قامت خاماتى بعرض طلباتها وهى اعتذار رسمى من أعلى مستوى في مصر عما بدر من ممثلها، وعدم حصول مصر على أي دور قيادى أو تمثيل أفريقيا في أي مفاوضات، إضافة إلى الاستقالة من رئاسة مؤتمر وزراء البيئة.
كذلك رفع الأمر إلى لجنة الممثلين الدائمين وعرضه على مؤتمر رؤساء الاتحاد الإفريقى في يوليو المقبل، وأختتمت مذكرتها قائلة إنها تشعر أن التصرفات العنصرية المتحضرة لا يوجد لها مكان في رؤية أفريقيا ٢٠٦٣ التي أعدها قادة الاتحاد الإفريقي.
من ناحيتها، أصدرت الخارجية المصرية بيانا صباح أمس، أعربت فيه عن رفض مصر الكامل لمحاولات التشكيك في انتمائها الإفريقى ودفاعها الدائم عن قضايا القارة، رغم ما قدمته ولا تزال تقدمه من تضحيات لخدمة مصالح القارة الأفريقية التي تعتز بالانتماء إليها. وأضافت وزارة الخارجية في بيانها، أن سامح شكرى وزير الخارجية فور علمه بمذكرة منسقة لجنة الخبراء الأفريقية لدى مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في نيروبى، ومطالبتها باتخاذ إجراءات عقابية ضد مصر في عدد من المحافل الدولية باعتبارها لا تصلح لتمثيل الدول الأفريقية في تلك المحافل، وجه بإجراء تحقيق فورى لمعرفة حقيقة ما حدث، مؤكدا في الوقت ذاته أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الآن ينفى تماما صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه.
وتابعت: «في كل الأحوال، فإنه ليس من المقبول أبدًا الوقوع في خطأ التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر تشكك في انتمائهما الإفريقى، وفى قدرة مصر على الاضطلاع بمسئولياتها في التعبير عن المصالح الأفريقية». ووصف السفير محمود طلعت، سفير مصر في كينيا، الوثيقة الصادرة عن اجتماعات الأمم المتحدة للبيئة، التي تطالب مصر بالاعتذار عن إهانة الأفارقة، بـ«غير المتزنة».
وأضاف في تصريحات تليفزيونية، أن أداء سكرتارية جمعية الأمم المتحدة للبيئة غاب عنه الاتزان حين أصدر الوثيقة المطالبة باعتذار مصر، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية مع كينيا والقارة الأفريقية كل، قديمة الأزل وممتدة، ولن نقبل المساس بها.
وأكد «طلعت»، أن رئيس الوفد المصرى في اجتماعات جمعية الأمم المتحدة للبيئة اعترض على طريقة تمرير القرارات فقط، ولم يسيء إلى القارة السمراء.
من جانبه، نفى الدكتور مصطفى فودة، أحد ممثلى مصر في اجتماعات البيئة بالأمم المتحدة، توجيه أي إهانة للدول الأفريقية الصحراوية، مؤكدا أنه لم يتفوه بأى ألفاظ خارجة عن أفريقيا.
وقال: «علاقتنا بأفريقيا جيدة، ولم نهن الدولة الأفريقية على الإطلاق».