الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اقتلوا وائل الإبراشي.. يخلُ لكم وجه الإعلام النظيف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل وائل الإبراشى واحدا من أهم المحققين الصحفيين خلال السنوات الأخيرة من عمر الإعلام المصرى، يعرف جيدا أن دوره هو كشف الحقائق، ووضع أطراف الأزمات وجها لوجه أمام بعضهم البعض، لا يمكن أن نلومه على طريقة إدارته للحوار، فكل شيخ فى الإعلام وله طريقة، ولو عملنا جميعا بنفس الطريقة لانصرف عنا الناس. 
سيخرج مدعو الأخلاق ليجلدوا وائل بسبب حلقته التى استضاف فيها أحمد شوبير والمعلق الرياضى أحمد الطيب، سيقولون إنه من قادهما إلى التراشق بالمياه والتشابك بالأيدي، وأنه من أشعل الحريق، دون أن يدركوا أنه كان يحقق فى اتهامات متبادلة بين اثنين من نجوم الإعلام الرياضى الذى يحظى بأعلى نسبة مشاهدة ومتابعة من السادة المشاهدين، حاول تهدئة الموقف بينهما أكثر من مرة، لكن يبدو أن نار الخلافات كانت مشتعلة بما يكفى قبل أن يدخلا الاستديو، فوقعت الواقعة. 
الذين بدأوا مباراة لعنة الإبراشى على ما فعله، هم الذين سيجعلون فيديو المشاجرة بين الطيب وشوبير على اليوتيوب هو الأعلى مشاهدة على الإطلاق، ونجوم الإعلام والفكر والثقافة الذين يجلسون الآن يثرثرون على هامش ما جرى، لا يتردد أحدهم فى أن يكون ضيفا على الإبراشى، الذى يمنح من يستضيفهم نجومية وجماهيرية كبيرة. 
بتقييم موضوعى مجرد، لا يمكن أن أتجاهل أن الإبراشى واحد من المخلصين فى عملهم، محترف فى مساحة إعلامية خاصة ومهمة وموجودة فى تليفزيونات العالم كله، لكن الذين يعيبون عليه أسلوبه هم الجهلاء، الذين يتشدقون بالأخلاق وهم أبعد ما يكونون عنها، بدليل أنهم منحوه مجده، فهم يشاهدونه كل ليلة، يجلسون أمامه حتى الساعات الأولى من الصباح، ثم يستيقظون من نومهم وهم يسبونه، ويلحقون به كل الاتهامات التى لا تخلو من بذاءات، تعكس ذهنية منحطة قبل أن تكون متناقضة، ولأنهم كانوا سببا فى نجاحه، فهو لا يتراجع أبدا عما يفعله، وأعتقد أنه لن يتراجع، فلا أحد يكف منا عما يجعله ناجحا. 
يقولون إن الإعلام يجب ألا يكون منحازا لوجهة نظر بعينها، عليه أن يستعرض وجهات النظر المختلفة ويستمع إلى الآراء المتباينة، فهل يفعل الإبراشى غير ذلك؟!، إنه يضع المتخاصمين أمام بعضهما البعض، لكن العيب فينا نحن أبناء المجتمع الذى لا يطيق الاختلاف، ولا يقدر على الدخول فى حوار، ولا يصبر على المناقشة، فكل خلاف لابد أن يتحول إلى مشاجرة، وكل تناقض لابد أن يترجم إلى عنف، حتى لو كان الأمر لا يستدعى ذلك على الإطلاق. 
لا تفتشوا عن الخطأ تحت جلد وائل الإبراشى إذن، وابحثوا عنه تحت جلودكم أنتم، لا ترجموه على الملأ حتى تؤكدوا لأنفسكم أنكم أسوياء، فأنتم لستم كذلك على الإطلاق، والدليل أنكم ستواصلون مشاهدته، وتتابعون ما يفعله، وتختلفون حوله، وتمنحونه مزيدا من المتابعة والمجد والشهرة والجماهيرية. 
أنتم تحملون وائل الإبراشى وكل من يقدم شيئا يزعجكم مسئولية كل المشاكل والأزمات التى نعانى منها الآن، تريدون أن تضعوا الجرس فى رقبته ورقابهم، تحرصون على أن تكونوا أنتم الأخلاقيين المؤدبين.
حسنا ليس عليكم إلا أن تقتلوا وائل الإبراشى أو تطرحوه أرضا حتى يخل لكم وجه الإعلام النظيف، الذى تعتقدون أو تتوهمون أنه موجود على هذه الأرض البغيضة. 
فى النهاية الإعلام ليس إلا أنتم.
إذا رأيتموه نظيفا فأنتم كذلك.
وإذا رأيتموه قذرا فلا تلوموا إلا أنفسكم.