الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المصري النمساوي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سافرت إلى النمسا مع مطربتين من مطربات المستقبل سارة الهوارى، وسارة مدحت لإحياء حفل في النادي المصري في فيينا عاصمة النمسا، ولأنى سافرت كثيرًا قررت أن أراقب صدمة من لم يسافر من قبل، وتبين لي أن الصدمة الأولى كانت الجمال، وللعلم النظافة هي الجمال، فعندما قالت لي: ما هذا الجمال؟ قلت لهم: لو نظفنا القاهرة لباتت أجمل، فالنظافة هي الجمال ومن الإيمان.

المفاجأة الثانية كانت عندما زرنا أحد الحدائق العامة وكل الناس على اختلاف أشكالهم ما بين الشكل الأوروبي والشكل الآسيوي أو الأفريقي يتنزهون، وكل واحد يعتنى بنفسه وعائلته، ولا يأبه للآخرين، فلا يوجد من يجلس ليبحلق ويتندر، ولا وجود لشخص ينده لآخر بصوت عالٍ يغطى على صوت الموسيقى التي تنبعث من رباعي وترى يعزف للناس حتى تكتمل الإجازة فى جو فنى، والحقيقة أن هذا فكرنى برائعة بيرم التونسى والتى قال فيها:

حاتجن ياريت ياخوانا

مارحتش لندن ولا باريز

دى بلاد تمدين

ونضافه وذوق ولطافه

وحاجه تغيظ

مالقيتش جدع متعافى

وحافى

وماشى يقشر خص

ولا شحط مشمرخ افندى

معاه عود خلفه

ونازل مص

ولا لب أسمر

وسودانى وحمص

وانزل يا تقزقز

حاتجن ياريت يا إخواننا

مارحتش لندن ولا باريز

أيضا عندما أخذنا الصور التذكارية أمام تمثال شتراوس وأوبرا فيينا الشهيرة، والتى تدل على أن السماء خالية من التلوث البيئى، فلا دخان مصانع ولا حريق قش أرز ولا أتربة، والناس خلطة ما بين الجد والاستمتاع.

ولكن المفاجأة الكبرى كانت في الجمهور المصرى الذى حضر الحفل، وكان يغنى معنا كلمة بكلمة، وقد أذهلني هذا، ولما سألت قيل لى: لقد جئنا من مصر ومعنا هذه الأغانى وقد علمناها لأولادنا حتى لا ينسوا اللغة العربية لذلك فهم يحفظونها عن ظهر قلب، وفعلا كان الصغار يرددون معنا كل الأغانى، ولأننا خارج مصر وفى حضن المصريين والأجانب غنينا بعض أغانى السيدة أم كلثوم وعبدالحليم وعبد الوهاب بل وبعض أغانى متقال قناوى متقال.

وقد لاحظت تماسك المصريين وإخلاصهم لبلدهم الأول ولبعضهم البعض، والحقيقة أننى فى سفرياتى الكثيرة لم ألاحظ هذه الملاحظة أبدًا فالجالية المصرية مفككة دائمًا، مشككة فى الجميع ولا تستريح فى وجود بعضها البعض، ولكن هؤلاء المصريين النمساويين يحبون بعضهم البعض بطريقة لم أرها خارج مصر، والأستاذ خالد حسين رئيس النادى المصرى ومالك للعديد من المطاعم أكثر من خدوم، وهكذا كل من رأينا، ولأن المجال لا يتسع سأكتفى بقول: إن صاحب الأوتيل نشأت وزوجته كانا يتفانيان فى خدمتنا إلى درجة لم نصدقها ولكن أظن أن هذا التكريم هو لأن "مصر وحشتهم".

كلمة أخيرة قلتها للحاضرين أجانب ومصريين، بعد أن غنت سارة مدحت أغنية "أنا من النمسا" باللغة الألمانية ووقف الحاضرون يصفقون بحرارة بعدها قلت: إننا جئن من مصر من مطار القاهرة، وركبنا طائرة النمسا، وجئنا بسلام ولم يحدث ما يعكر الصفو وبعد الحفل وانتهاء الزيارة سنركب من مطار فيينا طائرة مصر للطيران، وكلنا ثقة في الله أننا سنبلغ القاهرة بكل أمان وسلام، فالحقيقة أن مصر آمنة وكنا نخشى من الحضور إلى أوروبا لأنها غير آمنة، فضحك كل الموجودين، وأردفت قائلا: ولا تنسوا أن جيش مصر العظيم وشرطتها المدنية يحاربون الإرهاب فى سيناء بنجاح والحقيقة أنهم يدافعون عن أوروبا، بل يدافعون عن العالم أجمع، وأخيرًا عدنا إلى مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.

اقتباس: من حضر الحفل من الجالية المصرية فى النمسا كان يغنى معنا كلمة بكلمة، ولما سألت قيل لى: لقد جئنا من مصر ومعنا هذه الأغاني وقد علمناها لأولادنا حتى لا ينسوا اللغة العربية