الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفتنة تبدأ من الفيس بوك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من منا لا يمتلك صفحة خاصة علی مواقع التواصل الاجتماعی فيس بوك، ومن منا لا يقرأ أو ينشر أو يتبادل مع الآخرين من أصدقائه وأقاربه وأحبائه وبعض من لا يعرفهم فی الداخل والخارج بعض المعلومات أو الأخبار، وأحيانًا الصور التی تتعلق بحياة الناس الآخرين دون أن يتحقق من صحة هذا الخبر أو تلك الصورة أو المعلومة ودون الرجوع إلی صاحبها الأول حتی أصبحت تلك الوسيلة الإلكترونية الحديثة التی يستخدمها العالم أجمع بابًا مفتوحًا علی مصراعيه عندنا فی مصر لترويج الفتن والشائعات والكذب والخداع، وبث بذور الطائفية وإثارة الرأی العام والتأثير السلبی علی مصلحة بلادنا، فهذه الوسيلة التی هی فی الأصل سميت بوسيلة التواصل الاجتماعی واستخدمتها الدول المتقدمة فی هذا الاتجاه، أصبحنا فی مصر نستخدمها وسيلة ليس للتواصل الاجتماعی، ولكن للفتن والتشهير والكذب والخداع فبعد أن تم استخدامها ونشر الأكاذيب والشائعات ضد الوطن فی مرات كثيرة فوجئ الجميع باستخدام هذه الوسيلة فی فتنة أبوقرقاص، والتی قامت فيها مجموعة ممن يطلق عليهم خطأ لفظ بشر أو مواطنين من تجريد سيدة مسنة مسيحية من ملابسها أمام أهل القرية، وكان السبب فی هذه الفعلة النكراء التی لا يقوم بها إنسان علی الإطلاق بل هو أقرب ما يكون إلی الحيوان هو الفيس بوك بعد أن تداول أهل القرية لفظيًا شائعات تؤكد أن إحدی سيدات القرية المسلمة التی كانت علی خلاف مع زوجها وقعت فی غرام شاب مسيحی، وأنها تقابله فی السر وبدأت مواقع التواصل الاجتماعی الفيس بوك فی تداول القصص والحكايات عن السيدة المسلمة والشاب المسيحی حتی وصلت إلی نقطة الذروة التی أصبحت فيها القرية علی حافة نار جهنم والكل يستعد للانتقام من أسرة الشاب المسيحی دون حتی أن يتحقق أحد من صحة المعلومات أو يسأل أصحاب القصة الحقيقية أو حتی يقدم بلاغًا لأجهزة الأمن للتحقيق فی الواقعة لوأد الفتنة، لكن الحل كان لدی الجهلاء ومنعدمی الضمير والأخلاق بعد أن تصوروا أن كل ما حصلوا عليه من معلومات فيس بوكية صحيحة فقاموا علی الفور بفعلتهم النكراء بإحراق المنازل وتجريد السيدة المسنة من ملابسها، وكأنهم قد انتصروا للمعلومات المزيفة التی حصلوا عليها من الفيس بوك، هؤلاء يجب أن يحاكموا عدة مرات.. مرة علی حرق المنازل ومرة علی تصديق معلومات الفيس بوك وألف مرة علی تجريد السيدة من ملابسها.
فالفيس بوك يعد إحدى الوسائل التی يستخدمها الناس لنشر أفكارهم ومعلوماتهم والتواصل مع الآخرين، وهذا شىء جيد ومحمود، لكن من يستخدمه بهذا الشكل فی نشر الشائعات والفتن يجب محاسبتهم، ويجب أن يكون الإسراع بإصدار تشريع قانون يحرّم عقوبة ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعی وتتضمن مواد القانون تغليظ العقوبات حول الآثار المترتبة علی ترويج الشائعات وما تحدثه من آثار علی الأفراد والمجتمع بأكمله، وعلی حياتهم الخاصة بحيث لا يتعارض هذا القانون مع حرية الرأی والتعبير وبما يتماشى مع مواد الدستور التی كفلت حرية الرأی والتعبير وعلينا جميعًا أن نكون صرحاء مع أنفسنا فالبعض منا خاصة الجماعات المتطرفة والإرهابية قد استغلت هذا التطور أسوأ استغلال دون أن يحاسبها أحد وحتى نحسن أستخدام الفيس بوك في حياتنا اليومية وفى التواصل مع المجتمع بطريقة صحيحة.