الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الغنوشي.. وانكسارات الإخوان التاريخية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصريحات الغنوشى تبيّن أزمة فكر الإخوان المسلمين، وتفتح مآزق تفكير الإسلام السياسي. تصدّعات، وارتباك، وزلازل داخل حركات الإسلام السياسي.
يروى رضوان السيد أن الغنوشى في مؤتمرٍ لـ «دولة الإخوان بإسطنبول» قدّم نقدًا قاسيًا للإخوان بمصر، محملًا إياهم الانكسارات التي تلقتها الجماعة بشكلٍ عام. التصدّع في بناء الجماعة بات واضحًا، الرهان على إستراتيجية «حكومة الظل» والعمل السرّى التي اتبعوها طوال عملهم السياسي منذ عشرينيات القرن الماضى لم يعد صالحًا، فالمجتمعات رفضتها واحتجّت ضدها، وأرادت المجتمع المدنى خيارا لها، واتجهت نحو مفهوم الدولة المؤسسى.
اتضحت صورة التصدّع للحركات الشمولية بعد المؤتمر العاشر لحزب النهضة، المؤتمر قد شهد نقاشات حول صلاحيات الغنوشى. بين رأى مناوئ يتمسك بضرورة جعل القرار ديموقراطيًا داخل المؤسسات عبر انتخاب القيادة المركزية، الرأى الآخر يدعو إلى مركزة القرار السياسي، بيد رئيس الحركة، وهو ما تمسك به الغنوشى، الذي هدد بالانسحاب إذا لم تكن صلاحياته في التسيير والقيادة مطلقة... حُسم الموقف لصالح الغنوشى، ليكون «الشيخ» أو «المرشد»!
العجيب أن الحزب الديموقراطى، كرّس الزعامة المطلقة للزعيم، بضغط من الزعيم الديموقراطى نفسه!
خلاصة القول، إن تصريحات الغنوشى لن تخرجه هو ولا النهضة خارج الإسلام السياسي الحركى كما يأمل البعض، وإنما الخلاف داخل الإخوان كبير، وهذا بعد أن انتهى زمن تحكّمهم المطلق بالمجتمعات الإسلامية، بفضل وعي تنامى على جميع الصّعُد.
نقلًا عن صحيفة عكاظ السعودية