الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيدة أبي قرقاص.. عار على الدولة وشعبها أن تركا حقك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا كان هذا اليوم الذى يعرى فيه نفر من المصريين، سيدة، أيا كان عمرها.. لا كان هذا اليوم ولا كنا نحن بشرا، لو مر هذا اليوم كسابقيه من الأيام، التى شهدنا فيها مصريين يقتلعون من بيوتهم ويجبرون على الرحيل، لأن الصليب مدقوق على الأيدى والقلوب، أو التى كنا فيها شهودا، على حرق بيوت أقباط، وأقباط آخرون يخطفون، وفى المقابل يصوب قاذفو اللعب بالدين والترهات، دانات حرق مصر، بأفواههم، كما البرهامى مطلق السراح، يكفر من يشاء، مسلمين ومسيحيين، يرمى فى وجوهنا، ما لا يمكن لا الرد عليه ولا مناقشته،العبث فى أقصى تجلياته، عبث بمصير الوطن وعبث بالعقول. تعرى سيدة فى الشوارع ويجوبون بها الطرقات، ثم يتوافدون على المساجد، ألا لعنة الله على من يسامح ويتغاضى ويدفن رأسه فى الرمال، لن أفيض فى معنى أن يجوب نفر من المصريين بسيدة أجبروها على التعرى.. أى عار يلحق بدولة وشعب يسكت أو يتغاضى وأى كذب نعيشه إن لم تحسم الأمور؟ غير قادرة على تمثل وضعك يا سيدة أبى قرقاص.. وأنت مهدرة الإنسانية ونحن قابعون نتفرج؟ لا أطالبك بأن تغفرى وأخجل من نفسى لأنى عاجزة عن حمايتك.. ليضع كل منكم أمه فى نفس الموضع وليقل ماذا يفعل؟. أسال كل من بيده الأمر ماذا أنت فاعل فى امتهان الإنسانية الذى يمارس علناً وفى الشوارع فى أكبر تحدٍ للدولة والقانون والإنسانية؟ لم تتعر سيدة أبى قرقاص وحدها، بل نحن جميعا تعرينا، رجالا ونساء وكشفت عوراتنا التى تتجاوز بكثير ما انكشف من سيدة أبى قرقاص.. كيف سيضع المصريون رءوسهم ليناموا الليل والأوغاد يعبثون بكرامتنا جميعا؟! هذه ليست قضية الكنيسة هذه قضية الدولة وكلنا شهود.. هذه قضية انتهاك لكل المصريين الذين تترامى إلى أسماعهم ليل نهار أن تجديدا للخطاب الدينى سوف يشارك فيه أمثال محمد حسان وغيره.. أى دين وأى خطاب عنه يتكلمون؟ هذا مجتمع أهدر كل الأديان وازدراها وازدرى معها الإنسانية.. لا قيمة لا لكتابة ولا لقانون ولا لدولة أن يفصل بالحسم فى تلك المأساة التى لا تختلف عمن أرغموا ضباط وعساكر كرداسة على شرب «مية النار».. بل هى تتجاوزها فى رمزيتها ودلالتها وإن لم تواجه من الدولة بما ينبغى من حسم فقل علينا السلام.
يا سيدة أبى قرقاص.. لن أستسمحك فلا تغفرى لنا ولا تسامحينا، نحن قوم ضللنا الطريق ليس إلى الأديان بل إلى الإنسانية، نحن كاذبون.. فلا ترضى بغير استعادة حقك.. أنت كشفتينا.. العوار فى الأعماق.. يا سيدتنا: عوراتنا اكبر بكثير مما انكشف منك، لا غفر الله لنا ولا سامحتنا أى شرائع إن سكتنا وعاودنا السجود فى المساجد وخرست ألسنتنا عما جرى لك.