الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

85 عامًا على ميلاد فاتن حمامة.. غضبت من "عبدالناصر" فتركت مصر حتى وفاته.. دخلت عالم التمثيل "صدفة".. وعاصرت كافة مراحل تطور السينما المصرية

فاتن حمامة
فاتن حمامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تحفل السينما العربية بموهبة فنية، على قدر موهبة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، صاحبة الوجه الملائكي، والأداء المميز والمختلف في كثير من التفاصيل التي أثرت في وجدان السينما والدراما العربية، لتحقق نموذجها الفريد.

فاتن حمامة.. الفتاة البريئة، التي عجزت عن الانزلاق إلى هوة الانتقام في "دعاء الكروان"، والحازمة في "ضمير أبلة حكمت"، والمكافحة في "أفواه وأرانب"، والعاشقة البريئة في "لا تطفئ الشمس" والمظلومة في "الحرام"، والمعاصرة، التي تطالب القانون بمعاملتها ومساواتها بالرجل في "أريد حلاً"، موهبة استحقت التقدير حفرت اسما لامعا في تاريخ الفن العربي بشكل عام.

عملت طوال حياتها الفنية مع معظم رواد الإخراج السينمائي، ونجوم السينما، وظلت صاحبة أعلى أجر بين الفنانات في تاريخ السينما حتى وفاتها، وشاركت في مسلسلين تليفزيونين فقط، هما "ضمير أبلة حكمت" 1991، و"وجه القمر" 2000.

ولدت فاتن حمامة الملقبة بـ"سيّدة الشاشة العربية" في 27 مايو 1931 وتوفّيت في 17 يناير 2015.

وتعتبر حمامة من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وأسهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940.


 

أعمالها

"الملاك الأبيض" صاحبة الـ 94 فيلما، والتي بدأت بفيلم يوم سعيد عام 1940، وانتهت بأرض "الأحلام" عام 1993، عملت مع معظم رواد الإخراج في مصر.

بينما تغيرت مع فترة البدايات في الخمسينيات هذه اللمحة على الطابع العام لأعمال فاتن حمامة، وبسبب التوجه الذي توجهت له السينما في مصر حيث الواقعيه الغالبة في تجسيد الشخصيات السينمائية وقربها من الواقع، والذي يظهر جلياً في فيلم العام 1954 "صراع مع الوادي" والذي لعبت فيه الفنانة فاتن حمامة دور البطولة وجسدت شخصية ابنة الباشا، التي لا تعيش بشكل سطحي كما نجد ذلك دوما لأبناء الأثرياء، بل كانت تمثل الفتاة المتعاطفة مع طبقة الفقراء والمنسحقين، والتي تقدم لهم المساندة دوما .


 

بداية الطريق

دخلت عالم التمثيل بالصدفة، حيث بدأت عندما أرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم بعد فوزها بمسابقة أجمل طفلة في مصر، لعلمه أنه يبحث عن طفلة تمثيل دورًا صغيرًا أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في فيلم "يوم سعيد" وكان ذلك عام 1940، فما كان من المخرج محمد كريم إلا أن أعجب بها، ما دفعه إلى إبرام عقد مع والدها للمشاركة في الفيلم وعدد من الأفلام الأخرى التي تبعته بعد ذلك.

ظهرت بعد ذلك فاتن حمامة من خلال فيلم "رصاصة في القلب" وهي المشاركة الثانية لها مع الموسيقار محمد عبدالوهاب 1944، ثم فيلم "دنيا" بعد عامين من فيلمها الثاني، وفي العام نفسه وقفت أمام عميد المسرح العربي يوسف وهبي لتجسد دور ابنته في "ملاك الرحمة" ثم توالت مشاركاتها السينمائية تباعًا


 

جوائز

اختير 18 عملا من أعمال فاتن حمامة ضمن 150 فيلمًا من أفضل ما أنتجته السينما المصرية 1996 وكان ذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على بداية السينما في مصر.

في عام 1999 نالت الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعدها بعام واحد أي عام 2000 تم منح سيدة الشاشة العربية جائزة نجمة القرن من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما نالت وسام الكفاءة الفكرية من المغرب، ووسام الأرز من لبنان، ثم الجائزة الأولى للمرأة العربية 2001


 

أزمة السياسة

لم تنج الفنانة القديرة من تبعات النجومية حيث اضطرت للخروج من مصر بين عام 1966 و1971 بسب ضغوط سياسية تعرضت لها، تنقلت خلالها ما بين بيروت ولندن، إثر تعرضها لمضايقات من المخابرات المصرية حينما طلبوا منها التعاون لكنها امتنعت بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم، ما أدى إلى منعها من السفر والمشاركة في المهرجانات، ولكنها استطاعت ترك البلاد خلال هذه الحقبة ولم تعد إلا بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر.

استنادا إلى مقابلة صحفية لها مع خالد فؤاد فقد طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها "ثروة قومية"، وكان عبدالناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر


 

زواجها

تزوجت ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1947 وكان الزوج حينها المخرج عز الدين ذوالفقار حيث أنجبت منه ابنتها نادية ثم انفصلا 1954، والزيجة الثانية عام 1955 مع الفنان عمر الشريف وأنجبت منه ابنها طارق، وما لبث أن تم الطلاق 1974، ثم تزوجت ثالثاً الطبيب محمد عبدالوهاب.

أحب عمر الشريف فاتن حمامة خلال تصوير مشاهد "صراع في الوادي"، وطلب من يوسف شاهين أن يتدخل له في طلب يدها للزواج، وتحقق الأمر عام 1955، ومن أجل الزواج قام عمر بتغيير ديانته من المسيحية الكاثوليكية إلى الإسلام، وهو عكس الشائع عن كونه يهودي الديانة.

قدم مع فاتن حمامة ستة أفلام، هي "صراع في الوادي" و"أيامنا الحلوة" و"صراع في الميناء" و"لا أنام" و"سيدة القصر" و"نهر الحب".


 

رحيلها

رحلت سيدة الشاشة فاتن حمامة يوم السبت الموافق السابع عشر من شهر يناير فقد وافتها المنيه 2015، بسبب أزمة قلبية تعرضت لها بعد وعكة صحية أصابتها، حيث تم نقلها إلى أحد مسشفيات في مدينة 6 أكتوبر، حيث لاقت ربها تاركة تراثًا وتاريخيًا فنيًا يخلد ذكراها على مدى الأيام.