الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

قافلة علماء الأوقاف في دمياط: نعمة "الرضى" منة ربانية.. والسخط لن يغير القدر

 وزير الأوقاف د.
وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصلت اليوم الجمعة، القافلة الدعوية لعلماء وزارة الأوقاف، عملها بمحافظة دمياط، وذلك لإلقاء خطبة الجمعة تحت عنوان: "نعمة الرِّضى"، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطب الجمعة بالمساجد الكبرى بالمحافظة.
وأبرز علماء القافلة قيمة الرضا في الإسلام، وأنه من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان، وأن نعمة "الرضى" منة ربانية، وأن السخط والجزع لن يغير قدر الله.
ومن على منبر مسجد التقوى بقرية شرمساح بمركز الزرقا أكد الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة لشئون الدعوة أن إرادة الله سبحانه وتعالى اقتضت ألا تكون حياة الناس ودنياهم يسرًا خالصًا أو عسرًا محضًا، بل خير وشر، غنى وفقر، صحة ومرض، فما من أحد من الخلق إلا وهو مبتلى إما بمرض، أو فقر ، أو فقد ولد ، أو غير ذلك من مشاكل الدنيا ومصائبها .. لكن ذلك كله يهون على المسلم بما رزقه الله تعالى من صبر ورضا ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط، فإذا ما رضي العبد بقضاء الله (عز وجل)، وصبر على المحن والابتلاءات ارتقت درجته عند ربه ، فإنه سبحانه وتعالى إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه فإذا صبر اجتباه ، فعَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ: (الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) (مسند أحمد).
ومن على منبر المسجد الكبير بالزرقا أشار الدكتور ياسر معروف خليل الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة إلى أن الرِّضى أساس من أسس الإسلام وكمال الإيمان ، فلا يكتمل إسلام العبد ولا يتذوق طعم الإيمان حتى يرضى بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيًّا ورسولاً ، فعن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (رضي الله عنه) أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: (ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً) (رواه مسلم). فنعمة الرضى تجعل صاحبها يتذوق حلاوة الإيمان، بل أقسمَ الله (عز وجل) بأن الوصول لدرجة كمال الإيمان مرهون بالرضا والتسليم والإذعان المطلق لكتاب الله تعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وخاصة عند النوازل، وهذه هي حقيقةُ الرِّضا عن الله (عز وجل). قال تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
ومن على منبر المسجد الكبير بميت الخولي عبد الله بالزرقا أوضح الشيخ أحمد سعيد عضو المركز الإعلامي بالوزارة أن الرضا عن الله عز وجل نوعان : الأول: الرضا بفعل المأمور به واجتناب ما ورد النهي عنه، وهذا هو حال المؤمن التقي النقي، فلسان حاله هو قول الله تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ، وقوله تعالى: {اللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ}، وهذا النوع من أنواع الرضا واجب على كل مسلم أن يبذل في تحصيله النفس والنفيس ، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ} ، وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ}.
والنوع الثاني: الرضى بالقضاء ، فالإنسان بين حالين ، حال السلب وحال العطاء ، فعند العطاء عليه الشكر ، وعند السلب والمنع عليه الرضا والصبر ، ويصل العبد إلى نعمة الرضا بقوَّةِ إيمانه وحُسن اتِّصالِهِ بالله عز وجل، وبالصبر والذكر وحسن الطاعة والمحافظة على العبادة ، وهذا هو الطريق الذي رسمه الله تعالى لحصول الرضا ، قال تعالى: {فاصبر على مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ الليل فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النهار لَعَلَّكَ ترضى} وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضي الله عنه) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ: (عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ) (رواه ابن ماجه في سننه).