رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الطائرة.. وأزمات "محللين"!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع كل أزمة ناشئة فى بلدنا سواء طارئة أو غير طارئة يجرى التجاوز معها والتعامل بمقتضياتها وفقا للظروف والملابسات المحيطة بها، لتكشف حقائق عدة عن آخرين لا يبدون اهتماما سوى التشكيك والإنكار والكذب عن قصد وتعمد تبنى حقائق غير مكتملة.. لم تنفك أن تنكشف أسرارها وملابساتها بعد.. لتجد كذابين مناصرين للكذب ووضع الكذب بمرتبة الصدق وتقزيمه لإعلاء قيمة الكذب، ليخرج علينا وعلى الرأى العام «ماسورة صرف» من ثلة من «المحللين والخبراء والإعلاميين» العالمين ببواطن الأمور فى فنون للتحليل تفوق «معامل التحليل الدولية» بالعديد من التصريحات الصحفية والبرامج التخيلية، أو سمها «الخيالية»، وكأنك تشاهد أفلاما تستحضر المستقبل على الطريقة «الفنكوشية»، بما يصيب الرأى العام بحالة من الاكتئاب والملل وانعدام الثقة، فيما يبث بدون وعى أو سند بشأن أى أزمة تمر بها البلاد، ليصدم الرأى العام بعناوين صحفية فارغة المضمون والمحتوى.. منها على سبيل المثال لا الحصر.. والأكثر شيوعا وافتكاسا «سقوط الطائرة المنكوبة بصاروخ إسرائيلى» والذى استحوذ على سخرية عالية فى «السوشيال ميديا».. وأن لفة الطيارة يمين فى شمال كانت فى إطار «التخميس» للهروب من الصاروخ!!.. وأن الصاروخ أطلق خلال مناورات إسرائيلية يونانية، ليتضح أن ذلك جاء فى إطار نظريات واجتهادات وسيناريوهات خاطئة لتفسير ما جرى. أيضا مفاجأة فى حادث الطائرة.. ٥٠ دقيقة أنقذت سكان مدينة نصر والنزهة وعباس العقاد ومصطفى النحاس و.. و.. و.. من كارثة محققة!!.. مصر للطيران تنفى ما ذكره التليفزيون المصرى بشأن الاستعانة بشركتين إيطالية وفرنسية فى عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين.. «ديلى ميل»: الطائرة المنكوبة تعرضت لهجوم من مخربين. ذلك جزء من كل.
فى مواجهة هذا الخلط غير المبرر يبدو الرأى العام على درجة كبيرة من الوعى والفرز والإدراك والفهم لحقيقة ما يجرى من أحداث وأزمات وكيفية استثمارها بشكل خاطئ فى ظل ما تواجهه مصر من تحديات خطيرة بهدف إرباكها وتعطيل مسيرتها، قناعة منهم أن تلك الأزمات وبصفة خاصة المعقدة منها تستدعى التريث وعدم الاندفاع والعجلة فى نشر أى شىء غير موثق مهما كانت أهميته ليقع الجميع فى المحظور.
ولعل أزمة اختفاء الطائرة المصرية وسقوطها فى البحر الأبيض المتوسط قبالة اليونان خير دليل فى التعاطى مع الأخبار ووكالات الأنباء الغربية وبثها بإطلاق عناوين دون التحقق من دقتها، وصحة ما نشر، وبث أخبار مجهلة منسوبة لمصادر غير معلومة.. بما يخالف الواقع وبما يحدث كثيرا من اللبس والمغالطات، عبر روايات وقصص لن تراها سوى فى «تان تان وباتمان». وبالرغم من ذلك لا أحد يكترث أو يتعلم من خبراته السابقة فى معالجة الأزمات الطارئة، بداية من أزمة الطائرة الروسية وما أسفرت عنه من انعكاسات سلبية على الدولة المصرية والسياحة، مرورا بأزمة الشاب الإيطالى ريجينى وأزمة ارتفاع الدولار وأزمة التعاطى مع سلسلة الحرائق التى جرت بشكل ممنهح فى عدة مناطق بالقاهرة والجيزة وعدة محافظات، وما ترافق معها من إثارة البلبلة والشكوك حول كيفية ما جرى وأسبابه.. لتسبقها أزمة مفتعلة ما كان يجب أن تصل إلى ما وصلت إليه، والمعروفة بأزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية والمتمثلة فى عدم احترام القانون تهربا من تحمل المسئولية بوجوب تنفيذ حكم قضائى بحق اثنين صدر بحقهما أمر ضبط وإحضار.. لتسبقها أزمة ما يسمى «جمعة الأرض» فى ٢٥ إبريل الماضى.. ولتتوالى أزمات متعددة كأزمة توريد القمح وأزمة الأرز واستغلالها بشكل سيئ وآخرها وربما لن تكون آخر الأزمات أزمة حقيقة «تعرية سيدة سبعينية فى المنيا» لإشعال نار الفتنة والطائفية لتصل بنا الأزمات إلى أخطرها وأشدها أهمية فى التعامل معها بمنطق «الدبة» التى قتلت صاحبها، عبر «ماسورة» التحليل التى أصابت الجميع دون استثناء بحالة من الإعياء، دون انتظار العثور على الصندوق الأسود.. فيما كان التعامل الرسمى من مختلف مؤسسات الدولة على قدر المسئولية وحجمها فى الإعلان والمتابعة من قبل القيادة السياسية، ترقى إلى درجة الاحترافية والشفافية واحترام الرأى العام، والتعامل بجدية مع الإعلام الغربى الذى أراد من جانبه لىّ عنق الحقائق وإلقاء الاتهامات المسيئة للدولة ولشركة مصر للطيران، دون سند أو دليل باستثناء الاعتماد على «خوابير» المحللين الغربيين لأهداف خبيثة.