تحل هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيل الفنانة التشكيلية عايدة عبدالكريم، رائدة النحت على الزجاج، ولعل زواجها من الفنان زكريا الخنانى الذي لقب بـ"عاشق الزجاج"، لأنه تأثر كثيرًا بالخزف والزجاج المصرى القديم، وأعاد اكتشاف عجينة الزجاج والخزف، واستخدمها في تشكيلات فنية بتصميمات ساعدها على أن تكون أحد أهم رموز الحركة التشكيلية في مصر.
ولدت عبدالكريم عام 1926، وخرج جثمانها من متحفها المقام بطريق سقارة لشدة إرتباطها به، هذا المتحف الذي انشأ عام 1971 اشترك فيه الزوجان وحوى أكتر من 1000 قطعة فنية، ما بين فن الزجاج والحلي والنحت، أهداه الفنانان لوزارة الثقافة المصرية بجميع مقتنياته وما فيه من مباني وأراضي، كي يبقى المتحف متاحًا لكل المصريين، وهو الذي يتميز بوجود مركز تعليم فن الزجاج والخزف، يتكون المتحف من قاعتين اساسيتين الأولى للخنانى وتحوي أعماله في مجال الزجاج، أما القاعة الثانية فتضم أعمال دكتورة عايدة عبد الكريم من أعمال النحت والحلى المصنوع من العجينة المصرية، إلى جانب تمثال صغير صنع عام 1956 يشعر الرائي بالليونة رغم أنه صنع من مادة صلبة، أطلقت عليه دكتورة عايدة عبد الكريم "الهمة".
تميزت عايدة عبد الكريم بالإضافة لكونها أستاذ النحت المتفرغ بكلية التربية الفنية بانتصارها لقضايا المرأة وآمنت بقدرتها على صناعة القرار وتكريما لتلك المسيرة كرمها محمد صابر عرب الذي حمل حقيبة وزارة الثقافة آن ذاك في احتفالية أقيمت بدار الأوبرا المصرية بالزمالك بيوم المرأة العالمى حمل عنوان "المرأة والإبداع" بمختلف مجالاته النحت والتصوير والخزف والرسم، شارك في المعرض نحو 124 فنانا وفنانة من مختلف الأجيال والاتجاهات الفنية، تناول المعرض إبداعات المرأة المصرية عبر الأجيال المختلفة، كما تناول علاقة المرأة بإبداع الرجال باعتبارها من أهم مصادر الإلهام.
وقالت في تلك الاحتفالية "مخطئ من يتعامل مع المرأة على أن الله كرمها بالانجاب فقط، فقد كرمها الله في كل شيء وأعطاها قوة تحمل، وجعلها تحمل على أكتافها أجيالا جديدة على قدر المسئولية في التاريخ القديم والحديث والمعاصر، المرأة في العصر الفرعونى حصلت على حقوق لم تحصل عليها امرأة أخرى في الحضارات السابقة، فكانت تشارك في الحياة العامة وتخرج بدون غطاء للشعر، وتولت إيزيس الحكم فهى أكثر النساء شهرة في التاريخ الفرعونى بل إنها أحيانًا ترمز إلى مصر نفسها فأثبت وجودها وتواجدها".
