يستغل المصريون شهر رمضان ليعيشوا حالة خاصة، فساعات الفطار في الشارع هو يوم لا يعوض نهائيًا، والفطار مع الشاي على المقهى شيء آخر، عليك فقط أن تحدد مطعمك، وأي نوع أكل تريده، وفي ساعة أخرى من آخر اليوم، يبدأ المصريون في البحث عن عربة الفول، فلا يوجد منزل في مصر يستغني عن وجبة السحور "فول وزبادي"، وهي وجبات لا تصيب الصائم بالعطش ولا الجوع في ظل الصيام لمدة 16 ساعة يوميًا.
ولذلك علينا أن نؤكد أن في مصر الناس بتحب الأكل والأكل بيحب الناس، وعليك فقط أن تعرف أن لكل أكلة إمبراطور.
البداية كانت مع عربات الفول، وعربة فول "وليد" بشارع جانبي في مدينة نصر تستعد بشكل خاص، وليد الهادي، يؤكد لـ"البوابة نيوز": سنأخذ إجازة قبل رمضان بيومين، منهم راحة ومنهم التفكير في الجديد الذي يجب تقديمه هذا العام، حيث إنه ينوي تقديم وجبات تكون لها طعم خاص، حيث من الممكن إضافة زيت الزيتون، لطلب الفول بسعر 5 جنيهات نظير طبق فول مع رغيفيين عيش وسلطة وطبق باذنجان مخلل، مؤكدًا أن سعر الفول ارتفع منذ شهر ولكن الأسعار ما زالت كما هي تقريبًا.
وأكد سيد مصطفى، 22 عامًا، أنه لا يستطيع أن ينسى تجاربه مع الأكل في مصر، فهو محب بشكل خاص لعربات الفول، حتى إنه أحيانًا في رمضان يقوم بحجز المكان مع أصدقائه للسحور على إحدى العربات والتي وصف وجبتها بـ"ضرب نار".
ملك المشويات والملوخية:
وفي روض الفرج لا ننسى صبحي ملك المشويات والملوخية، حيث إنه عليك أن تحجز عنده قبل الإفطار بيومين، ولا تنكر فرط اللذة.
ويؤكد محمود العامل بالمطعم أن الكل في حالة عمل، وأهم شيء هو إرضاء الزبون، في ظل الانتشار الكبير الذي نحصده يوميًا.
سحر المطعم السوري:
وللمطعم السوري في هذا العام سحر خاص، بعد أن انتشر، مؤخرًا، حيث أبوعمار، أبومازن السوري، كلها أسماء لمطاعم سورية عديدة هدفها هو بطنون المصريين التي يقال عنها إنها تطحن "الزلط".
والغريب أن أغلب من يعمل في تلك المطاعم مصريون، حيث يقول أحمد سلطان، وهو الكاشير بمطعم في مدينة نصر: إن رمضان موسم لا يمكن أن يتجاهله، وصاحب المحل أبلغنا أنه مفيش إجازات نهائيًا، وأن المطعم سيقدم الفلافل والبطاطس وغيرها من الوجبات الخفيفة على السحور أيضًا.
الكشري في إجازة:
بينما يؤكد مؤمن، صنايعي في أحد مطاعم الكشري الشهيرة بمنطقة الطالبية بالهرم، أن شهر رمضان يمثل أزمة بالنسبة لهم، ولكن بما أنه شهر خير، فإن معظم الصنايعية يتوجهون للعمل في موائد الرحمن كطباخين، ولكن بأجر أقل مما كانوا يحصلون عليه من مطاعمهم، مؤكدًا أن بعض المطاعم تفتح بعد الفطار، لافتًا إلى أن هناك من يبدأ في ادخار بعض الأموال قبل رمضان بشهر أو اثنين ليعيش منها أثناء عطلة رمضان.
