لا تمثل ملايين الألغام والذخائر غير المنفجرة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، تهديدًا خطيرًا لحياة وسلامة البشر ممن يرتادون المنطقة الموبوءة، وإنما أيضًا حرمانًا لمصر من الاستفادة من عائد تنمية الموارد الطبيعية الهائلة التي يحفل بها الساحل الشمالي الغربي وظهيرة الصحراوي بمحافظة مطروح، فيما يعني أن إزالة الأجسام المتفجرة ستنعكس إيجابيًا على المؤشرات الكلية وللاقتصاد القومي وتسهم في تحسين العلاقة بين البشر والأرض في مصر عن طريق اجتذاب أعداد هائلة من المواطنين المقيمين في المناطق المزدحمة في وادي النيل ودلتاه؛ للإقامة في المنطقة والتمتع بعائد التنمية المرتقبة فيها.
تضم منطقة الساحل الشمالي الغربي وظهيرة الصحراوي مقدرات تنموية هائلة يحول دون الوصول إليها انتشار المخلفات الحربية القابلة للانفجار، وتقدر الثروات الطبيعية المتوفرة في المنطقة وفقًا للتحديث الذي أجرته وزارة التخطيط لخطة التنمية الشاملة للمنطقة، استزراع نحو نصف مليون فدان صالحة للزراعة، و3، 5 مليون فدان أخرى صالحة للرعي وتنمية الثروة الحيوانية، وأكثر من 70 مليون متر مكعب من الثروات التعدينية، واحتياطيات بترولية تقدر بنحو 1، 8 مليار برميل بترول، و8، 5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، فضلًا عن إمكانات كبيرة للتنمية السياحية والعمرانية والصناعية.
ومن المقرر أن يوفر تنفيذ إستراتيجية التنمية المقترحة للمنطقة نحو مليوني فرصة عمل جديدة بحلول 2050 يتوفر منها نحو 750 ألف بحلول عام 2032، ومن ثم يتوقع أن يستمر تدفق السكان من المناطق المزدحمة إلى الساحل الشمالي الغربي، للاستفادة من فرص العمل الجديدة وعوائد التنمية المرتقبة، ليصل عدد السكان إلى 3، 5 مليون نسمة في 2032 ويقدر وفقًا لهذا التحديث أن إجمالي الاستثمارات المطلوبة لتنفيذ تلك الإستراتيجية التنموية هو 385 مليار جنيه مصري.
وقدرت مصادر مصرية وأمريكية هذه الألغام بما يقرب من 19، 7 مليون لغم ودانه تشغل مساحة تبلغ نحو 287 ألف هكتار أي 683 ألف فدان تمتد من غرب الإسكندرية حتى الحدود مع ليبيــا، قام سلاح المهندسين العسكريين بالقوات المسلحة المصرية بتطهير مساحة تقدر بـ 75 ألفًا و440 فدانًا قد أصبحت آمنة تمامًا.
وتشير التقديرات إلى أن القوات الإيطالية والألمانية والبريطانية زرعت أكثر من 19 مليون لغم في الصحراء الغربية في منطقة العلمين حيث تمتد حقول الألغام بها إلى نحو 221 ألف فدان تقريبًا والتي تحوي أراضيها نحو 9 ملايين لغم ودانة، وتتوزع النسبة الباقية على باقي مراكز المحافظة في منطقة رأس الحكمة بمركز مطروح، وبها حقول ألغام منتشرة في 19 ألف فدان ومنطقة سيدي برانى والسلوم وبهما 239 ألف فدان من حقول الألغام، ومنطقة فوكه بمساحة 160 ألف فدان.
