"مراكز الشباب" التابعة لوزارة الشباب، أندية رياضية كانت بمثابة المفر الآمن والملاذ لشريحة هى الأكبر من حيث عددها في المجتمع المصري، وهي تلك المساحات الخضراء التي أعدت خصيصا لتفريغ الطاقات المكبوتة من خلال أنشطة رياضية وثقافية ومجتمعية تستطيع الدولة عبرها الحفاظ على الاستقرار النفسي لتلك الفئة العمرية بعيدا عن دروب الانحراف والوقوع في براثن المخدرات والبطالة ولكن هل سعت تلك الأندية لتحقيق أهداف وسياسات الدولة، أم أنها حلقت بعيدا عن الواقع بسبب ضيق الإمكانات ومن ثم تحولت لمجرد قطع أرض فضاء ومنطقة أشباح وملتقي للخارجين عن القانون_أسئلة يطرحها التقرير التالي.
مركز شباب" مدينة الأندلس" بمنطقة "عزبة النخل" التابع لحي المرج، واحد من تلك المراكز التي أعدتها الشباب والرياضة كمنفس لأهالي المنطقة ولكنه لم يؤدي الغرض،حيث بدا المركز خاليا من الأنشطة والنشاطات، محاطا بكافة ألوان التلوث، محاصرا بعقبات خرسانية وقمم من القاذورات والبالوعات غير المغطاة، أما من الداخل فحدث ولا حرج، حيث لا يوجد أي مقومات أو دلائل على وجودك في نادي رياضي، اللهم غير الملعب الذي يؤجر بالساعة لعشاق كرة القدم من أطفال وشباب المنطقة المنكوبة.
تجولنا بالمكان بناء علي رسالة من أهالي الحي فظهرت المنطقة المحيطة بالمركز وكأنها تخلو من أدني مقومات الأمان والنظافة رغم وجود "الحي" في نفس الشارع!.
"وكأن المركز الرياضي محظور على البنات، حيث حاوطت المركز القهاوي وورش الميكانيكا والتجمعات الشبابية للخارجين عن القانون وهو ما يجعلنا نخاف من المشاركة في أي نشاط، فضلا عن عدم وجود أنشطة رياضية تختص بالفتيات، دا غير انتشار الكلاب المسعورة التي حاوطت أرجاء الساحة" حسب تصريحات وفاء كريم طالبة الصف الأول الثانوي بمدرسة الغرفة التجارية لغات والتي تجاور المركز.
أما ذاك القبطي بائع العصير فقال: المركز منفس للشباب وأهو أحسن من مفيش، ولكن ماذا لو تم الاهتمام به وطرد أي مسجل خطر من دخوله مؤكدا أن هناك مجموعات مشبوهة تدخل المركز ليلا لتناول المخدرات والحشيش .
أما عن الأنشطة فقال سراج مصطفي الذي التقيناه على أحد مقاهي المنطقة: والله لا نستفيد إلا بملعب الكرة كاشفا أن الساعة تقدر بـ40 جنيها ليتم اللعب عليها ماتشات كرة القدم، غير كده لا يوجد أي نشاطات أو مسابقات ، رغم أن الحي يجاورنا ومفترض أن يكون هناك اهتمام بالرياة خاصة بالمناطق الشعبية المؤهلة بالطاقات المعطلة من الشباب والتي قد تستغل في غير أماكنها الصحيحة لدفع الشباب للانحرام والانخراط في أعمال العنف والتخريب ولكن "قد أسمعت إن ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي" .
عربات كارو وتلال قمامة وبالوعة تترصد القاصي والأدني وكلاب ضالة وحلقة متصلة من ورش السمكرة وتعليقات ساخرة وأخرى خادشة للحياء في ظل وجود مجمع مدارس بمحازاة مبني مكتوب عليه لافتة "حي المرج" ، وضع بات مكررا ويدعو للوقوف على أوضاع طال انتظار تصحيحا حاولت"البوابة" رصدها عبر الكاميرات.
