السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يا وطن.. ما يهزك حريق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت أشكال الحرائق التى تهدد أمن وأمان الوطن والشعب، والفاعل واحد!! وهم أعداء النجاح الذى يحققه الشعب المصرى البطل فى ظل قيادته الوطنية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى على جميع الأصعدة، ومناحى الحياة سواء فى الداخل أو الخارج، وحاز على قبول واحترام العالم كله، فسارعوا إلى حرقه، وإفشاله وتدميره.
ويتألف هؤلاء من حلف غير مقدس، على رأس صدارته جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وجهازها الخاص المسلح سواء اللجان النوعية أو خلافه، أو التنظيمات الإسلامية التى تدور فى فلكها، أو التى خرجت من أحشائها كتنظيم أنصار بيت المقدس «الدواعش الجدد»، والطابور الخامس المنظم والمدرب على أحدث تقنيات التخريب، والتدمير، وبث الشائعات، وإثارة الفتن والقلاقل. حيث تم تدريبه على يد أمهر أجهزة المخابرات العالمية سواء الأمريكية أو الإسرائيلية أو البريطانية أو الألمانية، والمدعوم ماليا من خلال منظمات التمويل الأجنبي، تضاف إليهم العناصر التى عاشت وسطنا كقوى وطنية وديمقراطية ومحسوبة علينا مع تعدد ألوان أثوابها التى ترتديها، مدعية الوطنية، والنضال، وهى بريئة منهما كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، فهى لم تمارس النضال فى أحلك الظروف التى مر بها الوطن، خاصة إبان فترة السبعينيات.
حيث كان الهجوم المضاد والمنظم من قوى الاستعمار العالمى عقب الانتصار العظيم الذى حققته الجيوش العربية، وعلى رأسها الجيش المصرى فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣، من أجل تطويقه، حيث زلزل كيانهم، وأفقدهم صوابهم، بهزيمة جيش الاحتلال الصهيونى الذى لا يقهر، والمزود بأحدث الأسلحة والعتاد الحربية التى تتفوق على ما تملكه الجيوش العربية التى لم تكن تمتلك سوى إرادة الانتصار. وساعد على ذلك أن القيادة السياسية القائمة فى هذا الوقت لم تكن على مستوى هذا الحدث العظيم، فقامت بفتح أبواب الوطن على مصرعيه لكل من هبّ أو دبّ لاختراقه وتدميره، ونهب مقدرات الشعب المصرى الاقتصادية التى كونها من دمه وعرق جبينه، والتفريط فى السيادة الوطنية بتبنى سياسة الانفتاح الاقتصادي، وتجويع الشعب المصري، فهبت القوى الوطنية والديمقراطية للدفاع، وكان فى القلب منها الطلاب والعمال والفلاحون والمثقفون، حيث نظموا جميع أشكال الاحتجاجات، فكان نصيبهم السجن والاعتقال، وما زال الشرفاء منهم يعانون حتى الآن، بينما هؤلاء ولوا الأدبار، وذهبوا لجمع الأموال، والحصول على المناصب، وكان دور البعض منهم كسماسرة وتجار لبعض الأنظمة، وأجادوا فن النفاق والتلوين، الأمر الذى مكنهم من العودة مرة أخرى، ليتصدروا رأس المشهد السياسي، وحصلوا على بعض المراكز والأماكن خلال الفترة الانتقالية وعقب إحساسهم بانحصار الإرهاب نتيجة الضربات القوية التى وجهتها قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة، أيقنوا أن الدور قادم عليهم خاصة عقب استكمال التحقيق فى قضية التمويل الأجنبى. ومسلك هذه العناصر الآن يثير الشك والريبة والحيرة، حيث يبدون الغيرة الشديدة على الوطن، بينما لم نر هذا فى توقيت كان يجب عليهم إظهاره؟! وإذا سايرناهم فى هذا المسلك، وسؤالنا الملح لهم ألم يتعرض وطننا لمخاطر التقسيم والتفتيت والتفكيك بإشاعة الفوضى الخلاقة، ومحاولة إسقاط الدولة، وتدمير الجيش، ولولا هذا الجيش العظيم الذى تهاجمونه الآن لأصبح مصيرنا فى خبر كان، ولكنا لحقنا بمصير أشقائنا فى سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن؟! وحتى لا يرد علينا بنظرية المؤامرة، ألم تطلعوا على خريطة مصر التى كانت معدة سلفا لتقسيمها لثلاث دويلات، والتى عثر عليها فى أحد مقار المنظمات الأجنبية بالدقي، والتى كانت تعمل دون ترخيص من أجل التدريب على بث الفوضي، وتحقيق هذا المخطط. وهو ذات ما تم نشره بأحد الكتب الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية بـ«البنتاجون الأمريكي» تحت عنوان «المسألة القبطية - حقائق وأوهام»، ويشير إلى ضرورة تقسيم مصر إلى ثلاث دويلات.. دويلة قبطية ممتدة من جنوب بنى سويف إلى جنوب أسيوط بامتداد غربى لضم الفيوم وبخط صحراوى طويل يربط هذه المنطقة بالإسكندرية التى يعتبرونها عاصمة للدويلة القبطية، ودويلة النوبة الممتدة من صعيد مصر حتى دنقلة من شمال السودان، وعاصمتها أسوان، ودويلة إسلامية تشمل مصر الإسلامية، وتضم المنطقة من ترعة الإسماعيلية والدلتا، وحدودها الدولية القبطية غربا، ودويلة النوبة جنوبًا، ودويلة يهودية بمد النفوذ الإسرائيلى عبر سيناء، ليستوعب شرق الدلتا، بحيث تتقلص حدود مصر تمامًا من الجهة الشرقية ليصير فرع دمياط والإسماعيلية حدها الشرقي، وبالتالى تتحقق الغاية الإسرائيلية بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، كما جاء بالخريطة المرسومة، والمعلقة بالكنيست الإسرائيلي!
ومن أجل تنفيذ مخطط التفتيت والتقسيم والتفكيك للبلاد العربية، وفى مقمدتها مصر، كان التحالف ما بين قوى الاستعمار العالمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وتركيا وقطر مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابي، وفروعه فى البلاد العربية.
وتسليم السلطة فى مصر لجماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة الشعب المصرى ضد الاستبداد فى ٢٥ يناير ٢٠١١، لتحكم البلاد بالحديد والنار، ولولا الجيش المصرى لتحولت ثورته إلى حرب أهلية، ونصبت المجازر للشعب المصرى على يد الفاشية الدينية لجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيماتهم المسلحة التى أعدت العدة لهذا الغرض. فكان لابد للشعب أن يستكمل ثورته، ويصحح مسارها بثورة ٣٠ يونيو التى انضم إليها الجيش وجهاز الشرطة، ويتم عزل حكم الفاشية الدينية، فهل جيش بهذا النقاء الوطنى يسمح بالتفريط فى حبة رمل من تراب وطنه؟!
ونجحنا فى إنجاز خريطة الطريق بإقامة مؤسساتنا التشريعية والتنفيذية، والتصدى بكل قوة لعناصر الإرهاب، وتقديمهم للمحاكمات العادلة لإعمال سلطة القانون بدلاً من أن يفتك بهم الشعب المصرى بسبب بشاعة الجرائم التى ارتكبوها فى حقه، وفى حق أبنائه الأبرار من القوات المسلحة وجهاز الشرطة، والتمثيل بالجثث، وأوشكت المحاكمات على الانتهاء، وبدأ بنحسر الإرهاب، ويلفظ أنفاظه الأخيرة، وأقمنا المشاريع القومية العملاقة كقناة السويس الجديدة، ومحطات الكهرباء العملاقة، ومزارع الأسماك، وظهرت بشائر إنتاج المليون ونصف المليون فدان التى بدأنا فى إصلاحها. فلم يجد هذا الحلف غير المقدس سوى إشعال الحرائق المباشرة لتدمير مقدرات الشعب المصرى، بينما عناصر مدعى الوطنية والنضال يشعلون حرائق من نوع آخر، وهى بث الفرقة والانقسام من أجل شق الصفوف، والقضاء على الاصطفاف الشعبى خلف قيادتنا الوطنية، لأنهم أحسوا بأن الدور قادم إليهم عقب انحسار الإرهاب، ومكاسبهم التى حصلوا عليها دون وجه حق لانعدام كفاءتهم سيخسرونها، فأردوا هدم المعبد علينا جميعا عملا بمدأ عليَّ وعلى أعدائي، ولكن نقول لهم إن هذا لن يجدى مع شعب عرف طريق الاستقرار، وأحب قياداته الوطنية، واصطف خلفها، ولن تهزه حرائقكم، لأنه جبل صلب، وستتحطم عليه جميع مؤامراتكم.. والنصر لنا بإذن الله.