الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

عمرو سعد في حواره لـ"البوابة ستار": أقدم "الصعيدي المودرن" في "يونس وِلد فضة".. وحفظت الكثير من أجزاء القرآن من أجل "مولانا"

 الفنان عمرو سعد
الفنان عمرو سعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعود الفنان عمرو سعد إلى الدراما التليفزيونية بمسلسل «يونس ولد فضة»، ليشارك به في الموسم الرمضانى المقبل.
وكشف عمرو من خلال حواره لـ «البوابة ستار» طبيعة دوره في المسلسل، وتفاصيل آخر أعماله السينمائية «مولانا» للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، والذي يجسد فيه شخصية داعية شاب، كما تحدث عن فترة عمله مع المخرج خالد يوسف. 
■ كيف عرض عليك مسلسل «يونس وِلد فضة»؟
- في البداية وقعت مع المنتج صادق الصباح والمخرج أحمد شفيق، ولم يكن هناك سيناريو لتنفيذه، ولكننا اتفقنا على رغبتنا في العمل من خلال ورق المؤلف عبدالرحيم كمال، لأنى تأثرت كثيرًا بكتاباته وخاصة مسلسل «الخواجة عبدالقادر»، وبالفعل عقدنا جلسات عمل مطولة للعمل على فكرة مسبقة كانت موجودة لدى المؤلف لنبدأ بعدها في التنفيذ بشكل مباشر.
■ وما طبيعة دورك في العمل؟
- دوري هنا جديد تمامًا على الدراما الصعيدية بشكل عام، حيث ألعب دور الشاب الصعيدى العصامى ذو الطبيعة المرحة البعيدة عن الأنماط الصعيدية المستهلكة في دراما الصعيد بشكل عام، حيث يتعامل مع الإنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة، وبدأنا في جلسات عمل مطولة للوصول إلى السيناريو في صورته النهائية المشرفة لنا جميعا كصناع لهذا العامل المختلف شكلًا وموضوعًا.
■ وما هي الفكرة العامة التي جذبتك فيه للعودة للدراما التليفزيونية؟
- طبيعة الشخصيات الدرامية في المسلسل تعبر بشكل واقعى عن الحياة الصعيدية اليوم، فمواقع التواصل الاجتماعى غيرت من طبيعة مجتمعاتنا، وفوجئت بعد سفرى للتصوير هناك أنها غيرت أيضا في طبيعة الشباب الصعيدى، فأصبح أكثر وعيا ومتابعة لمجريات الأمور، ولم تعد تلك الصورة الذهنية النمطية حقيقية عن هذه المنطقة شديدة الخصوصية.
■ وهل يختلف «يونس» عن شخصية «مناع» في مسلسل «مملكة الجبل»؟
- اختلاف كبير وجوهرى، رغم أن كليهما من منطقة الصعيد، لكن الأحداث في «مملكة الجبل» كانت تدور في الجبال وصحراء الصعيد القاحلة، بعكس طبيعة الموضوع في مسلسل يونس الذي يقدم الصعيدى «المودرن» واختلاف طبيعة الشخصيات بالتبعية، وخاصة بعد الثورة، وتأثيرها على تلك المنطقة المنسية على مدى عقود من كل مظاهر الاهتمام سواء السياسي أو الاقتصادى.
■ وعن أي مناطق الصعيد تحديدًا تدور أحداث المسلسل؟
- في سوهاج وقنا والأقصر، ونقدم قصة حب بين يونس الشخص الذي ينشأ في مكان آخر غير مكانه الأصلى، وطول الوقت يبحث عن حقيقته وعن أهله الحقيقيين، والجديد في المسلسل طريقة استعراض دور المرأة الحقيقى هناك، فصورة المرأة المقهورة المغلوبة على أمرها صورة مشوهة بعيدة عن الواقع الصعيدى تماما، فالمرأة هناك قوية ومؤثرة بشكل فعال، وهو ما نقدمه من خلال الأحداث.
■ وماذا عن طبيعة المنافسة مع عدد كبير من المسلسلات في رمضان؟
- هذه المنافسة غير موجودة بعكس ما يروج لها، لأن العمل الجيد في صالح المتلقى، فشهر رمضان يعتبر موسما دراميا مكثفا، لطبيعة اجتماع الأسرة لمتابعة الأعمال الفنية في طقس سنوى، وجميع المسلسلات يتم متابعتها بشكل كبير عن باقى شهور السنة، ولذلك هو فرصة جيدة لعرض الأعمال.
■ وماذا عن فيلمك الأخير «مولانا»؟
- انتهيت من تصويره، وهو فيلم كتبه الصحفى والإعلامي إبراهيم عيسى، وإخراج مجدى أحمد على، والسيناريو أخذ وقتا طويلا في كتابته والانتهاء من تفاصيله الكثيرة والمتشعبة.
■ ولكنك رفضت الفيلم في البداية؟
- بالفعل رفضت المغامرة في فيلم جريء كهذا متخوفًا من ردود الأفعال ومن إحساسى بالمسئولية تجاه ديننا الإسلامى، لأنه يخوض في حياة الدعاة الجدد ومدى تأثيرهم على المجتمع والدين، بل تخطى هذا الدور لمحدداته ليلعب أدوارًا سياسية شاهدناها جميعًا في الفترة الماضية.
■ وما هو الإطار الدرامى لشخصية الداعية؟
- أقوم بدور داعية أزهرى عصرى ككثير ممن ينتشرون الآن على الشاشات الفضائية في محاولة لتجديد صورة الخطاب الدينى، محاولين إعمال العقل وتجريد القدسية المزعومة لبعض الدعاة، والمشكلة ضاربة في العمق منذ أجيال ماضية، وما يحدث من الإعلام والفن الجاد الآن مجرد تقليم لا علاج حقيقى.
■ وكيف استعددت لأداء هذا الدور الحساس؟
- حفظت كثيرا من أجزاء القرآن، ودرست أحكام التجويد، وعكفت على قراءة آلاف الصفحات من كتب الفقه والتراث الإسلامى، واكتشفت دينى الذي لم أكن أعرفه مثل الكثير منا، والذي تقتصر معرفتنا به من خلال وسيط «شيخ الجامع أو الداعية»، لكنى خضت التجربة كاملة بنفسى دون وسطاء، لأن الله خلقنا فرادى وسنذهب إليه فرادى لنحاسب، فالدين ملك للناس جميعها وليس الشيخ، فالمجتمع أصبح متطرفا إما يمينا أو يسارا دون وجود فكر وسطى.
■ وماذا عن إبراهيم عيسى السيناريست؟
- هو شخص شديد الذكاء، ويحمل رسالة مقتنعا بها ويدافع عنها، ويعلم جيدا طبيعة العمل الدرامى، فهناك فارق كبير بين جمهور المقالة أو البرنامج وجمهور السينما الذي يريد أن يرى دراما وشخوصا إنسانية من لحم ودم، وبالتالى اتفقنا على «أنسنة الأفكار» الجامدة في محاولة لتسليط الضوء على ضرورة تجديد الخطاب الدينى، ليصبح في صورة أكثر جاذبية لا تسبب تنفيرًا للصغار، وبعيدة عن التشدد في الأفكار التي أوصلتنا لما نحن فيه من كل صور التأسلم، فوجدنا الإخوان وداعش وجميعها خرجت من عباءة الفكر المتشدد.
■ وهل تخشى من اتهام صناع الفيلم بازدراء الأديان وهى التهمة السائدة في الفترة الأخيرة؟
- يجب أن نفرق بين الإساءة للدين والبحث عن سبل تجديد الخطاب الدينى، والفرق بينهما كبير فما نفعله من محاولات لفتح الطريق أمام التفكير والتنقية في كتب التراث السابق يصب في صالح صحيح الدين وليس العكس كما يتصور البعض، فمن خلال قراءاتى في هذا المجال فوجئت بأشياء مسيئة للدين وأشياء أخرى رائعة مسكوت عنها، وفى الحالتين يتم استغلال ذلك في خدمة الاتجاه السياسي السائد، وهنا تكمن الكارثة التي نعانى منها الآن.
■ هل هذه الجرأة في التناول تضاف إلى جرأتك في إعلان موقفك السياسي الداعم للدولة والجيش بعكس بعض أبناء جيلك؟
- هذا نابع في الأساس من إحساسى بالمسئولية، فكونى فنانًا يجب أن يكون لدى موقف مما يحدث حولى، وإلا لماذا جعلنى الله مشهورًا دون ترك بصمة أحترمها في تاريخى، وأى مواقف اتخذتها لدعم جيش بلدى كانت نابعة من قلبى ومن إحساسى بالخطر المحيط بوطنى، وأى فنانين يرفضون إظهار هذا أو يظهرون عكسه هي حريتهم الشخصية ولكن الوقت كفيل بتغيير الأفكار وتكشف الحقائق، فبعض الفنانين الشباب خاصة يظنون أننا نحيا في «المدينة الفاضلة»، دون رؤية حقيقية للواقع المتأزم.
■ هل يفتقد العمل في سينما خالد يوسف؟
- بالتأكيد، ابتعاده عن صناعة السينما خسارة كبيرة للفن عموما، لأن أفلامه السينمائية لها طبيعة خاصة ولغة مميزة، وأتمنى أن يعود مرة أخرى للإخراج، ويكفينى أن عودتى القوية للشاشة مرة أخرى كانت في فيلم «خيانة مشروعة»، وثقته بى وقتها لن أنساها في إعادتى للأضواء مرة أخرى.