رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل تصل رسالة الرئيس عن الإعلام لمؤسسات الدولة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أطالب الجهات الحكومية والمعنية فى الدولة بأن يكون هناك ضمان لتدفق المعلومات لوسائل الإعلام كى نطلع الشعب على آخر المستجدات التى تصل إلينا». 
كان هذا ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى نصًا خلال زيارته دمياط، تداخلت القضايا التى تحدث عنها وفيها، كان يمكن أن يقتصر كلامه على المشروعات التى ذهب ليفتتحها هناك «توسعات مصنع موبكو بمجمع البتروكيماويات»، لكن حصار الخطر الذى يشعر به جيدا جعله يهتم بأن يرسل للجميع برسائل واضحة ومحددة «ستجدون لها تغطية كاملة لدينا». 
رسالة الرئيس إلى مؤسسات الدولة المختلفة عن الإعلام، هى الأهم بالنسبة لى، ليس بحكم عملى فى الإعلام، ولكن لأنها تنهى جدلًا كبيرًا حول العلاقة التى بدت شائكة بين رأس الدولة والإعلام بمختلف توجهاته وأشكال ملكيته. 
بما قاله السيسي، فهو يدرك تمامًا أن الإعلام أداته وسلاحه، الذى يمكن من خلاله الوصول إلى الرأى العام فى مصر والعالم، وحتى يصل ما يريده بشكل جيد، فلا بد أن تكون هناك معلومات واضحة ومحددة وصحيحة، وصفها الرئيس بآخر المستجدات فيما يخص حادث الطائرة الإيرباص، فبدون معلومات لن نستطيع أن نقنع أحدًا فى مصر أو خارجها بأى شىء. 
فى حادث الطائرة تسابقت وسائل الإعلام الغربية لنشر مخططات ومعلومات هدفها الأساسى من ورائها توريط مصر فى الحادث باعتباره خطأ بشريًا، رغم أنه لا يوجد دليل واحد على ذلك، ضاربة عرض الحائط بكل الفرضيات الأخرى التى يمكن أن تكون أكثر منطقية.
فى المقابل وقفت وسائل الإعلام المصرية ليس لديها إلا زادًا قليلًا من المعلومات، حاولت أن تصد الهجوم الغربى، فندت بعض الشىء، هاجمت بعض الشىء، لكنها لم تؤثر بما يكفى لأنها فعلت ذلك دون معلومات كافية، والمعلومات كانت تملكها مؤسسات الدولة، ومؤسسات الدولة تتعامل مع المعلومات على أنها أسرار حربية لا يجب الاقتراب منها أبدًا، رغم أن كثيرًا منها كان يمكنه أن يفسد شائعات نسجها الغرب لو نشر فى وقته المناسب فقط. 
أعرف أن هناك أزمة ثقة بين مؤسسات الدولة والإعلام، أسبابها بالمناسبة واضحة ومعروفة، يعرف الطرفان أنهما يعملان من أجل بناء هذا الوطن، لكن لدى كل منهما وجهة نظر فيما يراه ويعتقد أنه الصواب، الاحتكاك الذى يحدث بين وقت وآخر صحى جدًا، وأعتقد أن ما قاله الرئيس اليوم يمكن أن يكون بداية طريق لتفاهم فيما يتعلق بعمل الإعلام فى المستقبل، فلا الإعلام يستطيع أن يعمل وهو على خط المواجهة الدائمة مع مؤسسات الدولة، ولا مؤسسات الدولة تستطيع أن تعمل بدون الإعلام، ولو حاول البعض أن يقنعنا بغير ذلك، فهو حتمًا يضلها ويضللها.
بقى شىء واحد، فهناك من يرى أن مشكلات البلد لا يمكن أن يحلها الإعلام، وهو قول حق يراد به باطل، فالإعلام ليس مسئولًا عن حل المشكلات، لأنه ليس سلطة تمتلك قرارًا، ليست لديه أدوات تنفيذية يمكن من خلالها أن يشتبك مع الواقع يغير فيه ويبدل، الإعلام يسجل ما يحدث فى العالم، إن خيرًا فخير، وإن شرا فشر، ينبه إلى الخطر، يحذر من الكوارث، يقدم وجهات نظر يمكن أن يستفيد بها صانع القرار، وعليه فمن الظلم تحميل الإعلام ما لا يطيقه، لأننا بذلك نختلق أزمة لن يستفيد منها أحد على الإطلاق. 
كل ما أتمناه أن تصل رسالة الرئيس إلى مؤسسات الدولة، أن يستوعبها المسئولون جيدًا، فلا خلاص لما نحن فيه إلا بمعلومات صحيحة نواجه من خلالها ما يخطط لنا فى الداخل والخارج.. هذا إذا كنا نريد الخلاص.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.