رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تجار الوهم واستغلال المريض النفسي

الطبيب النفسى دكتور
الطبيب النفسى دكتور أحمد الجوهرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتعرض المريض النفسي للكثير من الصعوبات التي قد تؤجل شفاؤه أو تؤدي إلى تدهور حالته ومنها تأخر عرضه على الطبيب المختص وهو ما ينتج عنه الكثير من التأثيرات السلبية للمريض ووقوعه فريسة في الدجالين والمشعوذين وتجار الوهم.
يوضح الطبيب النفسي أحمد الجوهري، متخصص الاستشارات النفسية والعلاقات الزوجية والأسرية، إن الشعور بالمرض هو السبب الرئيسي الذي يجعلنا نلجأ للطبيب المتخصص لعلاج ما ألم بنا من اضطراب جسمانى، أيا كان تخصص هذا الطبيب، باطنة، أسنان، نساء، عظام، جراحة...، وغيرها من التخصصات، ولكن فى المقابل نجد أن المرض النفسي لا يلقى نفس القدر من الاهتمام ،وقد يلجأ الكثيرون إلى المشعوذين، ومن يمتهنون السحر، ويطلقون على أنفسهم اسم "شيخ" زورا وبهتانا، وهم كثيرون يدعون علاج الناس وهو في الحقيقة منهم من هو جاهل لا يعذر بجهله لأنه بلا ضمير أو استغلالي لأنه يتكسب من ضعف أو خوف من يقوم بزيارته، ويزيد مخاوفهم ويدخلهم في غيبيات ليست من صحيح الدين، ويدعي وجود علم، ولكنه للأسف مضر أو مؤذ.
ورغم أننا لسنا بحاجة لأن نمرض نفسيا أو جسمانيا لنعزز إيماننا، ونتواصل مع علمائنا الأجلاء ورجال الدين الحقيقيين في أمور ديننا، فهو من الأمور التي تحسن الصحة النفسية وتيسر أمور الحياة وتبعدنا كل البعد عن المخاوف والأوهام .
وللأسف فإننا نجد في كثير من الأحيان أن من أصابهم المرض النفسي قد أرجعوه للغيبيات ونسبوه إلى الجن والشياطين وقالوا "ممسوس" واقناع أنفسهم بذلك بدلا من الإعتراف بوجود خلل يجب علاجه وبرغم إيماننا بما خلقه الله سبحانه وتعالى إلا أننا يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة ونعلم أن هناك أمراضا نفسية منها الفصام والكرب الذي يستشعره الإنسان بعد مروره بأي صدمه وهو ما يجعله يشعر في جسده بأعراض غريبة ناتجة عن الضغوط المزمنة او الاكتئاب وخاصة من يتصفون بشدة المخاوف والقلق تلك المشاعر التي ينتج عنها أنواعا من الفوبيا وتظهر على المريض في شكل نوبات من الهلع وينطبق ذلك على من يرى أشياء غير موجودة أو من ترى مثلا زوجته على هيئة غير هيئته الإنسانية وتظن أنها "ممسوسة" ولكن كل هذا يندرج تحت المرض النفسي الذي يجب التعامل الفوري معه دوائيا أو سلوكيا كما يجب ألا نغفل الأمراض المتعلقة بالجينات والخريطة الوراثية والضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان يوميا بالإضافة إلى الإعتبارات الاجتماعية مثل التربية وثقافة المجتمع .
ومثالا على ذلك ففي إحدى التجارب التي نقوم بها مع الأطفال أثناء مراحل العلاج السلوكي والتي أثبتت أن للأوهام دورا كبيرا في المرض النفسي فقد قامت التجربة على إدخال اكثر من طفل في غرفة مظلمة وسؤالهم هل سمعوا أي أصوات؟ وكانت النتيجة أن كل طفل منهم تحدث عن مخاوفه وترجم الأصوات التي سمعها كصوت الهواء في الغرفة مثلا على أساس ما يتخوف منه ويحذر والنتيجة من هذه التجربة أننا لا ندري أن معظم أمراضنا تنتج عن أننا نتوهم ونصدق أنفسنا رغم أن هذه الأوهام هي محض كذب.