الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصر وحركة التاريخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على عكس حركة التاريخ تسير مصر نحو المستقبل، وهو الأمر الذي يبث الرعب في قلوب البعض، إلا أن هذا هو السبب الحقيقي في اتخاذ خطوات حقيقية إلى الأمام من قبل الرئيس، لكن الحكومة لا تعي هذه المعادلة العصية على الفهم من رجالها، لذلك فإن الحكومة والرئيس عكس بعض تمامًا رغم الوفاق الظاهري فيما بينهم.
يؤمن الرئيس بالواقع والمستقبل، إلا أن الحكومة تقف عاجزة عند النظريات الأكاديمية، وهو ما تفهمه الرئيس جيدًا، بديل إسناد الدولة كافة المشاريع الكبرى للهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي تمتلك قدرة الإنجاز وسباق الزمن وهو ما يتضح جليًا في كافة المشاريع التي أسندت لها وحققت فيها نسب نجاح منقطعة النظير في شتى المجالات المختلفة والتي تعد صلب الاقتصاد الوطني.
مرت مصر خلال السنوات الماضية بأزمات، كانت لها القدرة على هدم الدولة إذا حدثت في دولة أخرى، إلا أن مصر لها خصوصيتها التي تتسق مع روح الكون، لذلك ليس هناك ما نخشاه إلا الخوف نفسه، بعد أن منحنا الله القدرة على هزيمة الخوف، لأننا شعب أكثر ما يمتلكه هو الأمل رغم عتمة الطريق في بعض الأحيان، إلا أن الواقع يؤكد انتصارنا دائمًا على الظروف سواء بالقضاء على أسوئها أم بالرضا على المصير المحتوم.
أصوات كثيرة تعلو مطالبة بالديمقراطية، ولكن هذه الأصوات تنسى أو تتناسى أن الديمقراطية هى أحد الأساليب المنظمة لممارسة الحرية، بما يؤكد ضرورة أن يجيد هؤلاء الأسس المنظمة لهذه العملية، وفي حال افتقادهم لها فعليهم أولا أن يتعلموها حتى لا نصل إلى الفوضى الخلاقة والتي تنتج من الحريات غير المسؤلة أو من حيثيات الديمقراطيات المشوهة.
ومع وجود ضمير خاص لكل فرد يقوم من خلاله بالحكم على الأمور طبقا لقناعاته، إلا أن في زمننا هذا طفت ظاهرة على السطح وهي وجود من يستعير ضمير غيره حتى يتمكن من الحكم على الأشياء، وعادة ما يكون هذا الضمير المستعار وارد الولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعل صاحبه شخصًا يبدو غريبًا بالنسبة للمجتمع وهذا قمة البؤس، حتى أصبح الكثير من مجتمعنا رافض وكاره للديمقراطية التي يدعو لها هؤلاء.
ومثلما يعاني ملايين المصريين من فيروس سي فإن أغلب الشعب يعاني من أزمة فوضى التحليل الاستراتيجي لكل ماهو محيط بنا، رغم وجود أشياء منتقصة للمعلومات سواء بشكل مباشر أو غير مقصود من قبل من يتملك المعلومات، وهذا ما ينعكس علينا بنتائج سلبية، خاصة وأن أعداء الوطنية المصرية وإخوان الشيطان يستغلون هذه الظاهرة في تمرير أفكارهم الخبيثة إلى البعض، ليقوم بعد ذلك بتبنى هذه الآراء كما لو كانت وجهة نظره.
وبالتوازي تعاني الحكومة من نقص الخبرة السياسية، لذلك حققت فشلًا غير مسبوق في تصدير صورة مصر الحقيقة إلى الغرب الذي يعمل بكل قوته ضدنا منذ اندلاع ثورة 30 يونيو لأننا لم ننجح فى إقناعهم بالمصاعب التى نواجهها فى إيجاد التوازن بين حفظ الأمن ونحن نواجه هجمات إرهابية شرسه من ناحية، واحترام الحقوق الأساسية للمواطن من ناحية أخرى، لذلك فإن أى متابع للصحافة العالمية سوف يلمس النقد الذى يوجه إلينا، وهو مبنى في الأساس على انطباع وليس بالضرورة على واقع، وفشلنا فى تغيير هذا الانطباع يرجع لعدة أسباب، منها الاعتماد على الحلول التقليدية، وعلى الرغم من ذلك يوجد أيضًا أعضاء بالحكومة يبذلون جهدًا كبيرًا ويؤدون أداءً ممتازا ويستحقون التقدير والإشادة.
وإذا فكرنا يومًا أن المكتوب لنا قد يكون حسب ما نتمنى دون الوقوف على خطط مدروسة واستراتيجيات محسبوة، فعلينا أن نكبر الأمنيات فليس ذلك على الله ببعيد.