الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دير القديس أبوفانا بين الاندثار والانتشار "1"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد محافظة المنيا من أغنى المحافظات بالتراث القبطي، حيث يقع بها الكثير من الأماكن القبطية المشهورة وخاصة الأديرة، وبها عدد كبير من الكنائس والمناطق الأثرية القبطية يرجع تاريخها إلى أوائل القرن الرابع الميلادي ومنها دير القديس الأنبا صموئيل في جبل القلمون، في مركز مغاغة ودير القديس أفا فيني "أبوفانا" في غرب ملوي. 
وقال أبونا فيني مسئول العلاقات العامة بدير أبوفانا، في حوار مع "البوابة القبطية": إن القديس أبوفانا من قديسي القرن الرابع الميلادي، من مؤسسي الرهبنة في منطقة الأشمونين، ولد عام 355م في مدينة ممفيس "جنوب القاهرة حاليًا البدرشين"، وكان والده من الأغنياء بكل علوم الدين، وما أن كبر الشاب فيني حتى وزع كل ما له على الفقراء وذهب وترهب في منطقة الأشمونين، في حياة العزلة والوحدة بعيدًا عن الناس وبعيدًا عن الأنظار طالبًا وجهة الله الذي خرج من شدة محبته فيه ظل يمارس أعمال نسكية عظيمة، منها أنه لا يأكل لمدة يومين في الشتاء، وفي الصيف كان يأكل مرة واحدة في غروب الشمس. 
ولفت إلى أنه التف حوله ما يقرب من ألف تلميذ، علمهم أصول الحياة الرهبانية القائمة على الفقر الاختياري والطاعة والبتولية أي "عدم الزواج"، ظل يجاهد حتى تنيح "توفي" عام 415 م وظل ديره عامرًا بالرهبان حتى القرن الخامس عشر، حتى خرب وهجر وذلك لقلة الموارد وصعوبة الحياة في المنطقة، إلا أنه كان يصلي في كنيسته الأثرية من قبل كهنة منطقة قصر هور التي تقع شرق الدير على بعد 4 كيلومترات.
وأضاف الراهب أن "اسم فيني" يعني نخلة وهو باللغة القبطية، وأن قصة إعمار الدير مرة أخرى على يد صاحب النيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي ورئيس الدير، جاءت البعثة النمساوية عام 1987 م وهي تابعة لإحدى جامعات النمسا، والتي تضم العلماء المتخصصين في التنقيب والترميم لمدة خمس سنوات.
وأشار الراهب فيني إلى أن البعثة عثرت على أماكن كثيرة منها، كنيسة الدير من القرن الخامس، وأماكن إقامة الرهبان الأثرية "القلالي"، وموائد الطعام تسع نحو 500 راهب، وفي عام 2003 تم اكتشاف دير آخر يعرف بدير الكهف كاملاً بكل مبانيه مجاورا للدير الأثري. 
كما تم اكتشاف آثار فريدة في الدير اكتشفتها البعثة النمساوية، الرسم الجداري والنقوش، والموجود في نصف القبة أعلى المذبح من الناحية الشرقية، حيث لا يوجد لها مثيل في العالم كله تعرف باسم "فن اليوطا"، وطشت من النحاس له قاعدة وعليه أشكال مجسمة للأسد، هو من الأشياء غير المكررة عالميًا، وإبريق من الألباستر مرسوم عليه 4 أشكال "أسد – نسر – إنسان – ثور"، وهو يعد النسخة الثالثة على مستوى العالم كله.