الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مذكرات ناشط مش لاقي ياكل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سألنى واحد صاحبى: مال الدكتور فلان بيك؟
قلت: مين فلان؟
قاللى: فلان الفلانى، اللى بيكتب مقال يومى فى الجريدة العلانية.
قلت ما اعرفهوش، ولا عمرى شفته، وكل معلوماتى عنه إنه كان مرشح لعضوية البرلمان فى إحدى دوائر الجيزة، جاب «ملحق» فى الدور الأول، يعنى دخل إعادة، وبعدين سقط، هو إيه الموضوع بالضبط؟
قاللى: على أى حال هو بيرد على اللى بتكتبه، على أساس إن المقال بتاعه فكرة بتتماشى مع الواقع السياسى، أصلى أنا عارف أسلوبه فى الرد على اللى ضد هواه. 
طبعا، حابقى كداب، لو قلت إنى ما أخدتش فى بالى، أنا أخدت فبالى ونص، أصلى أنا موسوس قوى اليومين دول، وعايز أعرف ردود الفعل حوالين اللى باقوله، علشان أعرف تأثيره فى توجيه السياسة الدولية، أومال إيه، دا أنا ناشط.
أعلنت حالة الطوارئ، وخليت البيت كله ينام، قلت أشوف الراجل دا ماله ومالى، وإيه حكايته معايا، جبت اللاب توب، أصل أنا من ساعة ما غيرت نشاطى، اتنقلت نقلة تانية فى حياتى، عايز أقول وبلا فخر، بقيت مهتم جدا بحكاية التكنولوجيا، والإنترنت و«فيسبوك»، ولسه اللى جاى فى الطريق وهيخلينى أتواصل مع أصدقائى الثورجية والمناضلين، اللى حنقوم مع بعض بثورة، آه، ثورة، أومال إيه، ثورة مش ضد السيسى بس، لا إحنا ثورتنا حتكون ضد أى رئيس، وحنهتف دايما بالبق المليان فى كل ميدان من إسكندرية لأسوان، يسقط.. يسقط أى رئيس.. علشان إحنا النشطا نعيش، أصله لو ماعملناش ثورة ضد أى رئيس، حيبقى نقبنا جه على شونة، لا حيبقى فيه دولارات ولا حتى جنيهات سودانية.
يرجع مرجوعنا إلى اللاب توب اللى ليه فوايد مهمة جدا، حتخلينى مش حفرط فيه، لحد ما أجيب «آى باد» ماركة التفاحة، وده حيسهل على حاجات كتير قوى لو قطعوا النت، الآى باد، هيخلينى أتكلم مباشرة مع المنظمات المانحة، علشان التعليمات والسفريات والذى منه.
المهم قلت أشوف الراجل دا بيقول إيه، قريت بعض مقالاته، لقيته مستقصدنى ومش سايبنى فى حالى، تقولش قتلت حد من ناسه، أو أنا اللى سقطته فى الانتخابات، رغم إنى ماعرفش حد هناك، لا لى قرايب أو نسايب، وكل علاقتى بالدايرة بتاعته، إنه فيها شغلانة كده وكده، لازم أروحها كل يوم، علشان أستخبى فيها، لأن شغلانة الناشط اللى قررت أشتغلها عايزة عزوة وسند، لما يحصللى حاجة، زى مثلا لما آخد فلوس من بره ويروحوا يلفقولى قضية، ويقولوا تمويل، ومش عارف إيه، من الكلام اللى بيشوهوا بيه الوطنيين الشرفاء، اللى عارفين مصلحة المصريين أكتر من السيسى ذات نفسه، أو لما أمارس حريتى فى التعبير وأدعو لحمل السلاح ضد الجيش والشرطة، وأبقى مطلوب للنيابة ظلم فى ظلم، ساعتها زمايلى اللى أنا مستخبى فى وسطيهم، هيعملوا «هيصة» ويعلنوا الاحتجاج، ويدخلوا فى حفلة زار مفتوح على البحرى، لاستقبال القوى الثورية ومعاهم زعماء الأحزاب البتنجانية، للمشاركة فى الهتاف ضد القمع بتاع السيسى، وحيكون فى استقبال الوفود اللى جاية من كل حتة، الناشط البردعاوى «خالد داوود»، اللى قاعد تحت الطلب فى كل المناسبات الثورية، حاخليه يستأجر أوضة مفروشة فى مدينة الإنتاج الإعلامى، يلف على البرامج، لتدويل قضيتى بالعند فى مصطفى بكرى، اللى حيقعد يقول إنى باهتف ضد الجيش ويطالب بمحاكمتى بتهمة التواصل مع الأمريكان، هيقوله «بن داوود» ساعتها، فيها إيه لما يهتف ضد الجيش، وضد السيسى، أومال يبقى ثورجى ليه.
أنا بصراحة، حاخليه كمان يقول، مصطفى بكرى، خايف ليه، من نشر الديمقراطية الأمريكية، هو عارف طبعا مش حتيجى إلا بتقسيم البلد، وده مش بالساهل، محتاج إسقاط الجيش والشرطة والقضاء، وهو من الآخر، خايف من الحكاية بتاعة التقسيم، عارفين ليه، علشان مايرجعش الصعيد.
بعد النضال اللى حيطرش بيه زميلى الناشط اللى حينام فى المدينة، على الفور «جون كيرى» حيعقد مؤتمر صحفى عالمى، يشرح فيه قضيتى مع النظام الحاكم، وكيف أن السيسى بذات نفسه يتابع مع وزير الداخلية كل الممارسات الوحشية ضدى، وبعدها يدبج بيان يعرب فيه عن قلق الإدارة الأمريكية على مستقبل الحريات فى مصر، ومش كده وبس، كمان حيطلع بان كى مون بتاع الأمم المتحدة، يقول «بقين» يقلبوا الدنيا، رغم أن «البقين حمضانين» وبيقولهم بمناسبة وبدون مناسبة، لكن لازم يقولهم علشانى، هو أنا شوية، دا ناشط، ومش أيها ناشط، لكن الأهم من كل ده، حيصدر أيمن نور قرار من قاعدة إسطنبول الثورية، بتعيينى فى موقع قيادى بالمجلس الثورى العالمى، وده برضه حيدينى شرعية. 
لما قريت بعض المقالات، لقيته كل ما أقول حاجة، ييجى بعد منها باسبوع، يرد على اللى قلته، كتبت مرة مقال عن «إعلام العار فى قضية تيران وصنافير»، بعدها راح ناتع مقال، إنما إيه، متهيألى ما حدش قراه غير صاحبى اللى قاللى، ويمكن هو قراه للاستمتاع بخيالاته، وأنا طبعا علشان أشوف هو بيهرى فى إيه، لقيته بيقول إعلام عار إيه اللى انت جاى تقول عليه، دا إعلام العار، همه المطبلاتية، اللى بيحشوا «من المحشى» عقول الناس بكلام فارغ، ولأنى بقيت أفهم فى النت، جبت مقال تانى من على الموقع بتاع الجريدة، لقيته برضه بيهرى فى الكلام حوالين مقال كتبته عن «نخبة الخيبة القوية»، التى تصدرت المشهد الإعلامى والسياسى واتهمتها قبل ما أبقى ناشط، بأنها مغيبة وتسعى لإرباك الدولة، الكلام ده قلته عن النخبة اللى بتعارض أى حاجة، وإن مالقيتش شىء تعارضه هتعارض نفسها، لكن بعد ما عرفت أصله وفصله فى شغلانة السياسة طبعا، اكتشفت إنه واحد من النخبة إياها، المهم، صاحبنا قعد يحزق على نفسه ويستعرض حكاية النخب من أيام مولانا العارف بالله، الشيخ سبعاوى، والملك حنتيل الأقرع، قعد يهرى، من التاريخ القديم والمعاصر والتاريخ اللى لسه ماتكتبش.
أنا بعد ما قريت الكلام بتاعه، «هرشت» قصده، قلت فى بالى، يعنى ما وصلهوش إنى بقيت ناشط زيه ومستخبى فى نفس شغلانته، ولا عايز يحاربنى فى سبوبتى، لو مبسوط بانضمامى لصبيان أوباما، كان اعتبر إنه قرارى خطوة فى طريق التوبة، لكنه خايف من قدراتى كناشط، يعنى حلاقيها منك، ولا من مصطفى بكرى اللى هيطلب محاكمتى.