السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مفتي الجمهورية في حواره لـ"البوابة": مادة ازدراء الأديان ضرورية لمواجهة الطعن في الإسلام.. وتجديد الخطاب الديني لن يتم بين يوم وليلة.. وحرية الفكر ليست مطلقة ومن حق الباحثين مناقشة كتب التراث

 الدكتور شوقى علام
الدكتور شوقى علام فضيلة مفتي الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التنظيمات الإرهابية تسببت فى ضرر بالغ للإسلام.. والانضمام لها حرام شرعًا
أصبحت دار الإفتاء فى السنوات الأخيرة فى مواجهة تنظيمات إرهابية متطرفة لكل منها مرجعيتها التى تحتاج إلى ردود مختلفة ومفصلة للرد على تأويلاتها المتطرفة للدين الحنيف، بالإضافة إلى محاولة نشر مفاهيم الإسلام الوسطى بين الشباب لمنع التنظيمات الإرهابية من اجتذابهم إلى صفوفها.
بين هذه الملفات وأكثر تنقل الدكتور شوقى علام، فضيلة مفتى الجمهورية، فى حواره مع «البوابة» الذى تحدث فيه عن جهد ثلاث سنوات من العمل فى دار الإفتاء، وقضايا تجديد الخطاب الدينى والتراث وازدراء الأديان وخلافات المؤسسات الدينية مع المثقفين ودور الإفتاء خلال الفترة القادمة، وإلى نص الحوار.
■ كيف بدأتم عملكم فى الدار وما الخطوات التى تم اتخاذها لتصل إلى ما هى عليه حاليًا؟
- تحملت أمانة الإفتاء فى مارس عام ٢٠١٣، ومنذ ذلك الوقت أسعى وعلماء الدار إلى نشر وترسيخ الخطاب الوسطى المتزن، والقضاء على فوضى الفتاوى والمواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة والشاذة فى الداخل والخارج، والتواصل الإيجابى والفعال مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة خاصة فى الدول الغربية من أجل القضاء على الإسلاموفوبيا وتصحيح صورة الإسلام، كما حرصت كذلك على استخدام كافة وسائل التكنولوجيا والتواصل الحديثة من أجل التيسير على طالبى الفتوى ومن لديهم استفسارات سواء من داخل مصر أو خارجها، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس حول العالم وبمختلف اللغات.
وعلى مدار الأعوام الماضية قامت الدار بعدة إنجازات فارقة، منها أننا عقدنا مؤتمرًا عالميًا للفتوى بمشاركة وفود من كبار المفتين والعلماء والفقهاء من ٥٠ دولة، وتم خلال المؤتمر الاتفاق على جملة من المبادرات والتوصيات كان أهمها إنشاء أمانة عامة لدور وهيئات الفتوى فى العالم، ومركز عالمى لإعداد الكوادر القادرة على الإفتاء عن بعد، وكذلك إنشاء مركز عالمى لفتاوى الجاليات المسلمة بهدف إعادة المرجعية الوسطية فى الفتوى.
كما صدر عن دار الإفتاء موسوعة الفتاوى المهدية فى عشرين مجلدًا يؤرخ لمسيرة الفَتْوى بالديار المصرية، وكذلك أبحاث وأعمال مؤتمر الفتوى فى مجلدين، وأصدرت الدار موسوعة تضم نحو ١٠٠٠ فتوى ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، معظمها وردت من دول غربية، وتجيب عن كل ما يدور فى أذهان المسلمين فى الغرب، خاصة الشبهات التى يعتمد عليها تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية.
كما انتهت الدار من أول موسوعة إفتائية عن التكفير تضم تحليلًا لمسائل التكفير والفكر المتشدد وطرق المعالجة الفكرية لقضايا التطرّف، ونظرًا لأهمية الفضاء الإلكترونى، فقد اهتمت الدار بإنشاء عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى مثل صفحة «داعش تحت المجهر» وغيرها.
■ كان لدار الإفتاء نشاط خارجى ملحوظ خلال الفترة الماضية هل يمكن أن تحدثنا عنه؟
- أرسلت الدار على مدار العام عدة حملات وقوافل إفتائية إلى الخارج شملت دول النمسا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وسنغافورة وكازاخستان والبرتغال وإسبانيا وباكستان ودول غرب إفريقيا وأمريكا وجيبوتى والمغرب ولبنان والإمارات واليونان وغيرها من دول العالم، حيث التقت خلالها رؤساء الدول والوزراء وعقدت ندوات ومحاضرات فى كبرى الجامعات هناك عن الإسلام الوسطى، بالإضافة إلى اللقاءات والفعاليات الجماهيرية والإعلامية.
كما كان لنا حضور لافت للدار فى المحافل الدولية وفى مقدمتها الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبى ومنتدى دافوس العالمى والمفوضية الأوروبية واليونسكو والبرلمان الدولى للأديان ومراكز الأبحاث الدولية، بالإضافة إلى المشاركة فى أكثر من ٣٢ مؤتمرًا دوليًا حول العالم، ونتاج تلك الجهود الكبيرة أن تم اعتماد دار الإفتاء المصرية كمرجعية للبرلمان الأوروبى فيما يخص الفتوى وقضاياها، لبلورة خطاب إفتائى رصين يلبى متطلبات المسلمين فى دول الاتحاد الأوروبى، والتصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.
■ وماذا عن خطتكم للعام الحالى؟
- فى بداية كل عام نضع استراتيجية جديدة بأهداف متعددة وهذا العام سوف يشهد تطورًا كبيرًا وتوسعًا فى نشاط دار الإفتاء المصرية، حيث ستعمل الدار على تعزيز وتطوير خدماتها الشرعية التى تقدمها للمسلمين فى مختلف أنحاء العالم، لضمان تحقيق أكبر قدر من التواصل الفعّال مع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها.
كما سيتم إطلاق عدة خدمات جديدة فى مقدمتها تطبيقات للفتوى على أنظمة «أندرويد»، و«آى أو إس» لأجهزة الهواتف الذكية، لضمان الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المسلمين حول العالم.
وعلى رأس أولوياتنا هذا العام تأسيس أول أكاديمية عالمية للتدريب على الفتوى، حيث ستبدأ عملها باستقبال أول وفد من الأئمة من فرنسا للتدريب على الفتوى، كما ستعقد الدار مؤتمرًا دوليًا حول التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد بهدف تقديم الدعم الشرعى اللازم للأقليات الإسلامية فى الخارج.
كما سنكثف من نشاطاتنا الخارجية لتصحيح صورة الإسلام ومواجهة الإسلاموفوبيا التى زادت وتيرتها مؤخرًا، وذلك عبر إطلاق قوافل إفتائية تجوب قارات العالم الخمس، تضم نخبة كبيرة من كبار العلماء.
■ بعد ثورة يناير وصعود التيار الدينى إلى الحياة السياسية كانت هناك فوضى كبيرة فى الفتاوى، هل تشعر أن هذه الفوضى مستمرة وكيف تتعاملون مع الفتاوى الصادرة من غير المتخصصين؟
- حاولنا مواجهة ذلك على عدة أصعدة عبر الفضاء الإلكترونى وعلى أرض الواقع، فاستخدام الدار لوسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى ساهم بشكل كبير فى وصول صحيح الدين إلى أكبر قدر ممكن من الناس خاصة الشباب، كما عقدت الدار المجالس الإفتائية التى شارك فيها علماء دار الإفتاء فى مراكز الشباب على مستوى محافظات الجمهورية من أجل التواصل على أرض الواقع لترسيخ ثقافة الاستفتاء الصحيحة بين الشباب.
ويجب هنا أن أوضح أمرًا، ليس كل من ارتدى عمامة الأزهر الشريف مؤهلًا للإفتاء لأن الإفتاء يحتاج إلى مهارات خاصة يتم التدرب عليها، لذا أطالب المسلمين جميعًا بعدم الالتفات لغير المختصين واللجوء إلى أهل العلم المؤهلين للفتوى، كما أننا بحاجة إلى تعاون أجهزة الإعلام فى هذا الأمر بعدم استضافة غير المختصين فى برامجها حتى لا يبثون سمومهم بين الناس.
■ ما أهمية المراصد التى أطلقتها الدار، وما الذى حققته من نجاح خلال الفترة الماضية؟
- من بين القرارات المهمة التى اتخذتها عقب تولى منصب الإفتاء إنشاء مرصد لرصد فتاوى التكفير والآراء المتطرفة التى تعتمد عليها جماعات الإرهاب فى تبرير أفعالها الإجرامية، حيث يقوم هذا المرصد بالرد عليها وتفنيدها والتحذير منها، ومن خلال المرصد أصدرنا عشرات التقارير التى تفند فتاوى وآراء الجماعات المتطرفة، وتبين مدى جرائمها وتحريفها وفهمها المشوه للنصوص الشرعية، لتسخرها فى تبرير أعمالها اللا إنسانية، وكان من أهم هذه التقارير تقرير يكشف أساليب استغلال المرأة فى التنظيمات الإرهابية، حيث رصد التقرير ما يرتكبه تنظيم «داعش» الإرهابى من جرائم بحق المرأة تحت غطاء أوامر الإسلام وأحكامه.
وتقرير آخر حول المناهج الدراسية لداعش التى يدرسونها للأطفال فى مدارسهم وترسخ للعنف، حيث رصد التقرير تلك المناهج وقام بالرد على أهم ما جاء فيها وما يستندون إليه من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم، التى تخالف حتى أبسط قواعد الإسلام.
كما أصدر المرصد كتابه الأول لمواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، والذى جاء بعنوان: «تنظيم داعش.. النشأة والجرائم والمواجهة»، حيث جاء الكتاب فى ٦ فصول متنوعة تفند وترد على مزاعم وتأويلات جماعات العنف، والتكفير حول العالم، خصوصًا تنظيم «داعش» الأكثر عنفًا وتطرفًا.
■ بعض علماء الأزهر يشتكون من غياب الاجتهاد وعدم إتاحة الفرصة أمامهم للفتوى والتجديد، ويرون أن الأزهر والدار احتكرا الإفتاء.. هل ذلك صحيح؟
- باب الاجتهاد مفتوح أمام العقول النابهة العالمة والمبادرات الجادة، والشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان فى مختلف الأزمنة والأمكنة، لذا دعا الإسلام إلى الاجتهاد فى استنباط الأحكام اعتمادًا على القواعد العامة التى قررها، لذلك على العلماء الآن مسئولية الاجتهاد استجابة لتحديات العصر، ودار الإفتاء وعلماؤها هم أهل التخصص فى هذا الأمر، وهو ليس احتكارًا بل اختصاص، فمن يتصدى لمهمة الإفتاء عليه العناية بالتمكن من فقه الواقع حفظًا لدين الله تعالى، وأحكامه أن توضع فى غير مواضعها.
■ البعض وصف المؤسسات الدينية وبينها الإفتاء بأنها لا تمتلك قدرة على مواجهة الفكر بالفكر، وظهر ذلك فى قضية إسلام بحيرى، وأن من يخرج ويختلف ويقول أفكارًا جديدة يكون مصيره السجن؟ باستخدام سلاح ازدراء الأديان؟
- دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف قادران على المواجهة، بل هذا هو نهجنا الذى نتبعه دائمًا فى مواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، وهنا يجب أن نؤكد أن حرية الفكر جزء من الدين الإسلامى لكنها ليست حرية مطلقة، ولا يوجد مجال فى الدنيا يمنح حرية مطلقة، لأن الحرية المطلقة فساد مطلق، ومن حق الباحثين مناقشة كتب التراث لكن دون المساس بالثوابت لأنه لا اجتهاد مع نص صريح لا يحتمل التأويل.
■ هل تؤيد قانون ازدراء الأديان الذى يثير غضب العديد من المفكرين والمختلفين مع المؤسسات الدينية؟
- يجب أن تظل الأديان والمقدسات مصانة من أن تطالها الألسنة أو تزدريها، لأن هذا الأمر قد يؤدى إلى الكثير من الأزمات والمشكلات فى المجتمع، فهى تؤجج الفتنة والصراع وتفتح الباب على مصراعيه لكل من أراد أن يمس الأديان بسوء، لذا يجب أن يكون هناك رادع قانونى لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المقدسات أو التعرض للأديان السماوية أو المقدسات بسوء، وفى الغرب هناك قوانين لمناهضة التمييز وتجرم نشر الكراهية فى المجتمعات، ومن أمثلة نشر الكراهية الاعتداء على المقدسات أو التمييز على أساس دينى.
■ ما الذى تم فى قضية تجديد الخطاب الدينى التى ينادى بها الكثيرون وعلى رأسهم رئيس الجمهورية؟
- دار الإفتاء المصرية استجابت لدعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقامت منذ عام ٢٠١٤ واستحدثت تكنولوجيا تعمل على مدار ٢٤ ساعة للرد على الفتاوى الضالة والمضللة، وأنشأت موقع بصيرة، الذى يبث بـ٣ لغات ليعالج كل القضايا الخاصة بالمفاهيم الخاطئة، كما أنشأت صفحة بعنوان «إرهابيون» ترصد حركة المسلمين بالخارج لتحسين سمعة الإسلام ومواجهة الدعوات الباطلة التى تسىء للإسلام والمسلمين.
وهنا يجب أن أؤكد أن تجديد الخطاب الدينى ليس مسئولية المؤسسة الدينية وحدها ولكنه مسئولية مشتركة لجميع مؤسسات الدولة المعنية ببناء الإنسان فكريا ومعنويا وثقافيا.
■ أجريت العديد من اللقاءات مع مسئولين أجانب وحضرت العديد من المؤتمرات الخارجية، ما رؤية الخارج للإسلام والمسلمين فى ظل الربط بين الإسلام والإرهاب؟
- الوجود الإسلامى اليوم فى الغرب ليس وجودًا طارئًا أو استثنائيًا، فلم يعد المسلمون هناك مجرد جماعات مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها، بل أصبحت جزءًا من النسيج الاجتماعى لسكان تلك البلاد.
ومع ازدياد وتيرة التطرف والإرهاب زادت كذلك موجات الإسلاموفوبيا نتيجة للصورة المشوهة التى ظهرت للغرب عن الإسلام والمسلمين، وهو ما جعلنا أمام تحد كبير من أجل تصحيح صورة الإسلام وتصحيح المفاهيم الإسلامية التى تم تشويهها وتحريفها من قبل جماعات التطرف.
وقد لا حظنا هجومًا شديدًا فى الغرب على الإسلام ومحاولة تصويره على أنه دين يحض على العنف وسفك الدماء، وكان للإعلام الغربى دور كبير فى ذلك، لذا كنا حريصين على أن نقوم بدورنا للذود عن الدين عبر عدة وسائل من أهمها إرسال قوافل من علماء دار الإفتاء المصرية للقيام بجولات خارجية لنشر الفكر الصحيح، وتوضيح العديد من المفاهيم التى يستغلها المتطرفون وأعداء الإسلام، حيث نلتقى بصناع القرار، وكذلك لقاءات مع الشباب فى الجامعات هناك.
كما أن الدار تقوم بتأسيس مركز دراسات استراتيجى لقضايا التشدد والتطرف تكون مهمته التواصل مع دوائر صناعة القرار السياسى والإعلامى ومراكز الأبحاث والجامعات الدولية لتزويدها بمنتجات مركز الدراسات، وسيعنى هذا المركز بتحليل وتفنيد مزاعم المتطرفين وأفكارهم الشاذة والرد عليها ردًا علميًا منضبطًا، وكذلك دراسة ظاهرة انضمام الشباب إلى داعش سواء من دول الشرق أو الغرب من أجل وضع حلول جذرية تحول دون انجرار الشباب إلى التطرف والإرهاب.
واهتمت الدار أيضا بإنشاء موقع بعشر لغات وعدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى مثل صفحة «داعش تحت المجهر» وغيرها، فضلًا عن إنشاء مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية باسم «Insight» والتى ترد على المجلة التى تصدرها «داعش»، وأخرى باللغة العربية باسم «إرهابيون».
■ هل وجود التيارات الإسلامية أضر بالإسلام وألصقت به تهمًا غير صحيحة؟
- بالطبع.. فالجماعات والتيارات المتطرفة وعلى رأسها (داعش)، تستغل النصوص الدينية من القرآن الكريم والسنة، لتبرير أفعالها الإجرامية، حيث إنها غير مؤهلة لتفسير تلك النصوص، بل تلوى عنقها وتسخرها لتحقيق مصالحها السياسية.
ومرصد الإفتاء رصد ما يقرب من ٥٠ آية، استغلها تنظيم «داعش» الإرهابى فى عملياته الدموية، وقمنا بالرد على تلك الشبهات، وتفنيد ونقد تفسير «داعش» المشوه لها، فآيات القرآن الكريم والمبادئ الأساسية التى يرتكز عليها الإسلام، تدعو إلى احترام الإنسان مهما كانت عقيدته أو جنسه أو لونه، وتدعو إلى حرية العقيدة والتعايش المشترك بين البشر.
■ فى المؤتمر العالمى الأخير الذى نظمته دار الإفتاء وضعتم العديد من التوصيات لكن البعض يشعر أنها مجرد حبر على ورق ولن يتم تنفيذها.
- أرفض أن يقال إنها حبر على ورق، فمنذ أن أعلنا عن إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى شهر نوفمبر الماضى، ونحن نعقد اجتماعات مستمرة ودورية من أجل توحيد الإفتاء على مستوى دور الإفتاء والهيئات الإفتائية من الأعضاء، وسيتم عقد مؤتمر دورى سنوى يهتم ببحث قضايا الإفتاء، سعيًا إلى مساعدة الأمة الإسلامية فى ظل التحديات التى تواجهها سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وأخلاقيًا، وسيكون عنوان المؤتمر القادم: «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للجاليات المسلمة».
كما تم إنشاء مجلة باسم «مجلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم» يصدر أول عدد منها فى إبريل المقبل، وهى مجلة فصلية علمية مُحكَّمة، تصدر بعدة لغات، ومتخصصة فى نشر البحوث العلمية من مختلف دول العالم.
■ ما حكم الشرع فى الانضمام لتنظيمات مثل الإخوان والدعوة السلفية وداعش وغيرها، خاصة أن الإسلام لم يعرف الجماعات؟
- الانضمام لأى تنظيم من التنظيمات أو الجماعات الإرهابية المسلحة محرم شرعًا، وكذلك دعمها بأى صورة من الصور، لأن تلك التنظيمات تسعى لدمار البلاد والعباد، بما يتناقض مع مبادئ الإسلام والشرائع السماوية التى تعلى من قيمة الأمن النفسى والبدنى وتضع المحافظة على سلامة الإنسان فى مقام يسبق المحافظة على البيت الحرام.
وتلك التنظيمات الإرهابية المسلحة مثل داعش وغيرها تحوى فكرًا متطرفًا أسهم فى تضليل الكثير من الشباب الذين غُرر بهم تحت مسميات الدين والجهاد وانتحال وصف «الدولة الإسلامية»، رغم كونها محاولات للمزايدة بالمصطلحات الدينية لتشويه الدين وتدمير البلاد، وسفك دماء العباد.
■ العام الماضى أقام الأزهر مؤتمرًا عالميًا لمواجهة التطرف وكذلك فعلت الأوقاف ومن بعدهما دار الإفتاء ولكل هل ستتكرر هذه المؤتمرات من جديد، وكيف يمكن تفعيل توصياتها؟
- بالتأكيد، فضمن أهداف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم التى أنشأتها دار الإفتاء المصرية عقد مؤتمر دورى سنوى يهتم ببحث قضايا الإفتاء، سعيًا إلى مساعدة الأمة الإسلامية فى ظل التحديات التى تواجهها، والتى تسببت فى واقع عصيب تعيشه كثير من بلاد المسلمين سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وأخلاقيًا. وتم الاتفاق على أن يكون عنوان المؤتمر القادم: «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للجاليات المسلمة». فنحن مستمرون فى هذا بإذن الله.
■ ونحن على أبواب شهر رمضان كيف تستعد دار الإفتاء لذلك الشهر العظيم؟
- تقدم دار الإفتاء هذا العام حزمة من الخدمات الشرعية التى تسهل عملية التواصل بين المفتى والمستفتى، منها الخط الساخن لفتاوى الصيام الذى يعمل يوميًا للرد على أسئلة المستفتين فى كل مكان بعشر لغات ومنها أيضًا صفحة الدار الرسمية على الفيسبوك والتى تقدم هذا العام وجبة روحية متكاملة من فتاوى الصيام وأحكامه وآدابه وأخلاقياته سواء الفتاوى المكتوبة أو المصورة.
ومنها كذلك كتاب الصيام ومطوية دليل الصائم والذى يجد فيهما المسلم كل ما يخص الصيام، ففى كتاب الصوم يتعرض الكتاب لفضائل الشهر الكريم وفضائل الصوم، وأركانه ومبطلاته، أيضًا يحتوى الكتاب على كل الفتاوى التى وردت إلى الدار فى الفترة السابقة والمتعلقة بالصيام، بالإضافة إلى أحكام صدقة الفطر وأحكام العيد وغيرها من الأحكام، والتى يجد فيها المسلم الإجابة الشافية لكل التساؤلات المتعلقة بالصيام والشهر الكريم.