الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سطر جديد في تاريخ الجماعة الصحفية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من حق الجماعة الصحفية أن تتحدث عن طعم الفرح والانتصار والقوة فى هتافها «عاشت وحدة الصحفيين»، وطعم الكرامة فى هتافها «ارفع راسك فوق أنت صحفى». نبدأ الحكاية المعروفة من أولها.. إنه فى يوم ١ مايو عام ٢٠١٦ اقتحمت قوات الأمن مقر نقابة الصحفيين فى سابقة هى الأولى منذ ٧٥ عاما، أى منذ تأسست نقابة الصحفيين.
ولم تقبل الجماعة الصحفية اقتحام دار نقابتها، وأعلنت الاعتصام فى مقر النقابة، ودعا مجلس النقابة أعضاء الجمعية العمومية لعقد مؤتمر للتباحث والتشاور فى الواقعة التى تمثل جريمة فى حق حرم النقابة، وكرامة الصحفيين، وهى أيضا جريمة تفتح الأبواب أمام انتهاكات وجرائم حتما إن صمتنا عليها ستلحق نقابات أخرى، وستكون أساسًا تنطلق منه السلطة للتغول والتوحش فى الانتهاك.
ولكن يبدو، فى كل العصور وعند كل الأنظمة، أن البعض لا يعرف ولا يصدق أنه عاجز عن الفهم ومعرفة التاريخ وإلا كان قد وصله تاريخ نقابة الصحفيين. لذا كان ينبغى على من قرر اقتحام النقابة أن يقرأ كتاب تاريخها، وفى سطوره العريضة أن الجماعة الصحفية لم تقبل يوما أى شكل من أشكال التجاوز أيا كان من تجاوز منذ قيادة الصحفى أحمد حلمى مظاهرات تطالب بحرية الصحافة فى عام ١٩٠٩ وحتى إسقاط القانون ٩٣ لسنة ٩٥ المعروف بقانون حبس الصحفيين.
ولو كان هذا الذى اتخذ قرار اقتحام النقابة قادرا على القراءة لجنب نفسه تبعات فعلته. لم تقبل الجماعة الصحفية انتهاك حرمة نقابتها فتنادت وكان انعقاد مؤتمرها الحاشد يوم الأربعاء الماضى ٤ مايو الحالى ولبى نداء الكرامة ما لا يقل عن خمسة آلاف صحفى من كافة الاتجاهات والمؤسسات والأعمار. جاءوا دفاعا عن كرامة نقابتهم رغم الترويع الذى سبق عقد المؤتمر والذى مارسه إعلاميون ممن يطلق عليهم «بتوع النظام»، والنظام هنا أى نظام أو أى جالس على كراسى الحكم كما نرى فى ممارساتهم، ورغم حملات التشويه والشحن ضد الصحفيين إلا أن الصحفيين جاءوا دفاعا عن كرامة نقابتهم.
ورغم أننا ندرك جيدا أن معركة الدفاع عن الحريات معركة طويلة إلا انه من حقنا أن نسخر من العقم وخيبة العقل التى واجهت بها الداخلية الصحفيين. منذ أعلنوا اعتصامهم المفتوح فى ليلة الاقتحام وحتى يوم عقد مؤتمرهم، فقد أغلقت قوات الأمن شارع عبدالخالق ثروت وأحاطت النقابة بسيارات الأمن المركزى. وفى يوم المؤتمر نفسه فقد قامت بكل ما هو مخجل. فقد جلبت قوات الأمن بلطجية رجالا ونساء معدمين تعرف ونعرف أنهم مستأجرون، حملتهم أوتوبيسات كالتى كانت تحملهم فى عصر مبارك ومحمد مرسى، وربما حملهم نفس «مقاول الأنفار»، حتى يروعوا ويحتكوا بالصحفيين، وإن لزم الأمر يقومون بالاعتداء البدنى عليهم. كان مشهدا مخجلا ومعيبا. مخجلا لأنه معدوم الابتكار. فلم تكتف أجهزة الأمن بالحواجز والشرطة والمدرعات والرتب والنياشين والأفراد بل أنفقت ودفعت من مالنا العام «أجرة يوم» ووجبة غذاء لمن استأجرتهم، وهو أداء لا يليق ولا يشرف أحدا أن يدعى أو يتباهى بأن هؤلاء أنصاره. ومن يشرفه تلك «النصبة» التى نصبوها بالأغانى التى أطلقوها، و لم تتوقف النساء عن الرقص فى حلقات طوال ساعات «الشغلانة»، كأنها حلقات زار أو فرح بلدى أو ربما كانوا يخرجون كبت الفقر والقهر من تحت جلودهم.
ترى ما هى الحالة النفسية الآن لمن اتخذوا قرار اقتحام نقابة الصحفيين بعد نجاح عقد مؤتمرهم الحاشد، هل يشعرون بالفشل لأنهم فشلوا فى منع حضور كل هذا الحشد رغم استخدامهم كما سبق أن ذكرنا لكافة الوسائل، والأسلحة التى تصوروا أنها ستمنع الحشد؟.. أيضا ترى هل يشعرون الآن بالخجل عندما تصلهم فيديوهات النساء اللواتى جلبوهن وهن يرقصن فى حلقة تنضح بالمذلة والهوان؟.. لا ننتظر إجابة فهؤلاء لا يعترفون بالفشل والخيبة ولا يشعرون بالخجل.