الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أعتب عليك يا سيادة الرئيس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعتب عليك يا سيادة الرئيس، عتابَ المُحِبِّ الغيور على مهنته وكرامته ووطنه، وليس عتاب المتآمرين أو العملاء والخونة، الذين يُخفون مآرب خاصة خلف كل خطوة يخطونها. فمنذ اليوم الأول لوقوع أزمة اقتحام مقر نقابة الصحفيين كما نسميه نحن أبناء المهنة، لجأنا إليك آملين أن تنصفنا وتحمينا مما اعتبرناه تجاوزًا في حقنا، لكنك لم تفعل ، ثم انتظرنا يومًا بعد الآخر لعلك تنطق بكلمة واحدة تعلق بها على ما جرى، لكن هذا أيضًا لم يحدث يا سيادة الرئيس، كما أنك لم تطلب سماع روايتنا للواقعة كما سمعت رواية وزارة الداخلية. 

ظني أن من أوصلوا إليكَ الأمر أوصلوه منقوصًا، ومن طرف واحد، ومع ذلك أعتب عليك لأنك لم ترغب في معرفة الحقيقة كاملة وسماع رواية الطرف الآخر، حتى يتسنى لك اتخاذ الموقف المناسب أيًا كان؛ لذلك رأيت أنه من واجبي أن أشرح لك حقيقة الموضوع كما ننظر له نحن الصحفيين، الذين يؤمنون إيمانًا مطلقًا بدولة القانون التي يجب أن تحترم من الجميع.

 كل ما في الأمر يا سيادة الرئيس أن مقر نقابة الصحفيين له مكانة خاصة في قلب كل صحفي ذاق المر حتى حصل على عضوية النقابة، بالفعل نحن نعشق نقابتنا عشقًا مستمدًا من عشقنا لوطننا وترابه، ومستمدًا أيضًا من نضال طويل لآبائنا المؤسسين وكبار الكتاب الذين زرعوا فينا معنى الانتماء لهذا الكيان، هذا المعنى الذي تجسد في العدد الكبير وغير المسبوق الذي حضر اجتماع الجمعية العمومية، كرد فعل تلقائي على عملية الاقتحام.

وأنت تعلم يا سيادة الرئيس الدور الذي لعبته الصحافة المصرية في قيادة الجماهير الثائرة على الأنظمة المستبدة، بداية من ثورة 1919، ثم ثورة 1952، وانتهاءً بثورتي 25 يناير و30 يونيو، التي لعبت فيها الصحافة دورًا مهمًا في إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية .

ففي 31 مارس 1941 أسسنا نحن الصحفيين نقابتنا بعد صدور القانون رقم 10 لسنة 1941 بإنشاء النقابة، وتشكيل مجلسها المؤقت، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نواجه العديد من الأزمات بداية من قضية الرقابة على الصحف وحبس الصحفيين وإسقاط القانون 93 لسنة 1995، وصولا للأزمة الحالية. 

وخلال كل تلك السنوات خاضت النقابة وأعضاؤها العديد من المعارك دفاعًا عن حق المواطنين في المعرفة وكشف الفساد، والتصدي لمن يحاولون تكميم الأفواه، ونجحنا منذ اللحظة الأولي في عدم الخلط بين اهتمام النقابة والصحفيين بحكم طبيعة عملهم بالسياسة وبين العمل الحزبي، فكل صحفي يخلع انتمائه السياسي والحزبي علي باب النقابة قبل دخوله مبناها. 

وأخيرًا: يا سيادة الرئيس، أقول: "نحن لم نطلب ميزة لأنفسنا، ولا "على رأسنا ريشة"، كل ما طلبناه حماية نقابتنا التي هي جزء من كرامة كل صحفي فينا، باعتبارنا "أغلب خلق الله" ينتمي معظمنا لفئة محدودي الدخل الذين لا حول لهم ولا قوة؛ لذلك ما زال لدي أمل أن تتدخل لنصرتنا يا سيادة الرئيس؛ لأننا -عن حق- الطرف الأضعف في المعادلة.