الجيش الليبي بدأ يحاصر داعش فعليًا في
مدينة سرت عبر محاور ثلاث من جهة الجنوب من عند منطقة زلة، شرق الجفرة جنوب وسط مدينة
سرت، وأن كان تواجد ميليشيا مجلس شورى ثوار درنة الفارين منذ أيام من أمام الجيش وقد
وصلوا إلى منطقة الجبال السود على الطريق الرابط بين مدينة سبها وهون، ليتمركزوا باستراحة
العقيد القذافي جنوب غرب مدينة سوكنة وسط أنباء عن نيتهم التحرك جنوبًا خلال اليومين
القادمين.
كذلك فإن تنظيم الدولة الإرهابي لا يضمن
موالاة الإخوان والليبية المقاتلة لأنهم يريدونه الطرف الإرهابي الأضعف في ليبيا حتى
لا يتوحش عليهم فإمكانية ممارسة الخداع من قبل الإخوان والليبية المقاتلة على داعش
وارد لذلك فهم سيعملون على دعم داعش في مواجهة الجيش لأطراف الطرفين معًا ولمنع داعش
من دخول مصراتة ذات الأهمية الإستراتيجية حتى لا تتسيد على باقي الجماعات الإرهابية
لذلك إغواء داعش من قبل الليبية المقاتلة بالبقاء والقتال في سرت أمر متوقع بهدف هزيمتها
ودفعها للهرب بعيدًا عن مصراتة والتي يوجد بها 3 موانئ مهمة ومخازن عديدة للسلاح
والذي تحصلت عليه ميليشيات مصراتة من مستودعات سلاح نظام القذافي.
فخيارات داعش الآن بين الهرب إلى منطقة
الجبل الغربي عبر مدينة بني وليد أو عبر الأودية التي سيطر عليها مؤخرًا مثل وادي زمزم
ووادي بي أو منطقة الهيشة أو دخول مصراتة الأمر الذي يعطيها فرصة أطول للبقاء ويعطيها
الأمل للالتفاف على مدينة سرت لاحقًا فمصراتة تحقق لداعش استمرار تلقى الدعم اللوجستي
عبر البحر من خلال موانئ مصراتة الثلاث أيضًا الحصول على السلاح لا سيما وأن مصراتة
يوجد بها مخازن كبيرة للسلاح النوعي سواء الذي حصلت عليه من دول خارجية أو السلاح الذي
تركه جيش القذافي وهذا ما لن ترضى به الجماعات الإرهابية الأخرى، حيث سيكون داعش هو الأقوى
وسيفرض عقيدته عنوة على باقي الجماعات المتطرفة.
يرى الدكتور محمد أبورأس الشريف، الأكاديمي
والخبير الإستراتيجي الليبي، أن هزيمة داعش في سرت لن تستغرق وقتًا طويلًا. وأضاف الشريف
في تصريح خاص لـ"بوابة العرب" اليوم الجمعة، المدينة فقدت أهميتها بالنسبة للتنظيم الإرهابي
بعد تقدم الجيش إلى غرب منطقة البريقة علاوة على أنها مدينة مكشوفة ولا يوجد بها حاضنة
اجتماعية للتنظيم الإرهابي ونجاح الجيش في تحرير بنغازي ومنطقة الشرق من الإرهاب يؤكد
بما لا يدع مجالًا للشك أن تحرير سرت لن يستغرق وقتًا طويلاً فالإرهاب كان متجذرًا في مدينة
بنغازي منذ ثمانينيات القرن الماضي وله قاعدة اجتماعية يحظى بحمايتها على عكس مدينة
سرت والتي لم تعرف أي تنظيم إسلامي راديكالي يومًا من الأيام.
وحول تواجد عناصر تابعة لمجلس شورى ثوار
درنة في مدينة الجفرة جنوب سرت، قال الشريف: إن أهالي وسكان وأعيان منطقة الجفرة طلبوا
منهم المغادرة في أسرع وقت ممكن لأنهم لا يريدون دماءً في بلدهم.. وأضاف: أن استهداف
عناصر التنظيم الإرهابي قاعدة الجفرة الجوية وبوابة شرق ودان اليوم يؤكد وجود تعاون
بين ميليشيات الإخوان بمصراتة والجماعة الليبية المقاتلة متمثلة في العناصر التابعة
لمجلس شورى ثوار درنة والمتواجدين بالجفرة الآن ولم يشتبك مع تنظيم الدولة الإرهابي.
وفي سياق متصل شكل المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، "غرفة عمليات خاصة بقيادة العميد بشير القاضي، لقيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم (داعش) في المنطقة الواقعة بين مصراتة وسرت.
وبالخصوص يقول الدكتور عبدالله عثامنة المستشار السياسي لرئيس البرلمان
الليبي إن إعطاء صفة القائد الأعلى للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير مقبول لاسيما
وأنه لم ينل ثقة البرلمان حتى الآن.. وأكد "عثامنة" في تصريح خاص "لبوابة
العرب" اليوم الجمعة، أن صفة القائد الاعلى للجيش الليبي هي من اختصاص رئيس البرلمان
المستشار عقيلة صالح.
من جانبه اعتبر صالح الزوبيك الكاتب السياسي
والإعلامي الليبي قيام المجلس الرئاسي بإصدار قرار تكليف غرفة عمليات لتحرير سرت من
الجهة الغربية هو خلط للأوراق وتكريس للانقسام وخاصة وأن قوات التحرير المسلحه الليبية
القادمة من الشرق هي الأكثر احترافية وقدرة وخبرة وتضم شبابًا من ضباط وجنود من منطقة
سرت وغيرهم من مختلف المناطق.
وأضاف الزوبيك، في تصريح خاص لـ"بوابة
العرب" اليوم الجمعة: أن المجلس الرئاسي الآن يحاول سحب البساط والإيحاء للخارج
بأن القوات القادمة من الشرق ليست شرعية والآن ستتمركز الطائرات برأس لانوف لتنفيذ
المهمة والحشود تتزايد والمعركة اقتربت.
وقال الزوبيك، إن هجوم داعش على الجفرة
مساء اليوم الجمعة، هدفه عدم تمكين القوات المسلحة من تحقيق نصر كامل في الجفرة، فالجفرة
هي بوابة جنوب ليبيا فهي تبعد 280 كم جنوب سرت و250 غرب سبها أقصى الحدود الجنوبية
لليبيا.