الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سياسيون وسخفاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السياسيون نوعان، واحد يتكلم بسخفٍ عن أي موضوع، وآخر لا يحتاج إلى موضوع ليتكلم بسخف.
عملتُ في الصحافة وأنا طالب ولكن كنت أطوى النفس على طموحات، بينها أن أصبح سياسيًا لأنفق أموال الناس الآخرين.
ما سبق وغيره عاد إليّ وأنا أتابع العشاء السنوى للصحفيين الذين ينقلون أخبار البيت الأبيض، وسخرية باراك أوباما فيه من السياسيين والمراسلين، فقد كان هناك إجماع على أنه أجاد.
أوباما خاطب السناتور بيرنى ساندرز الذي حضر العشاء بكلمة «الرفيق»، إشارة إلى أنه اشتراكى ديمقراطى.
هو قال إن هيلارى كلينتون تشبه خالة مسنّة لا تعرف كيف تستعمل «فيس بوك».
أوباما أشار إلى أن صحفيين كثيرين اقترحوا رئيس مجلس النواب بول ريان للرئاسة، إلا أن اسمه ليس مطروحًا، وأوباما قال لهم إن الطبق الرئيسى في العشاء لحم أو سمك، ولا شيء غير ذلك.
هو سخر من دونالد ترامب الذي لم يحضر العشاء وقال إن السهرة كانت دون مستواه، لأنه يفضل الاجتماع مع قادة مثل ملكات جمال السويد والأرجنتين وأذربيجان.
هو انتقد جيك تابر الذي يقدم برنامجًا في «سى إن إن»، وقال إن صحفيين كثيرين تركوا العمل في نقل أخبار البيت الأبيض، أما تابر فترك الصحافة لينضم إلى «سى إن إن».
أوباما ما كان يحتاج إلى السخرية من السناتور تيد كروز، لأن المادة المتداوَلة عنه لا تترك زيادة لمُستَزيد.. كروز يُوصَف بأنه «تيد الكذاب» وهو لقب يكرره ترامب، وقرأت أنه «الشيطان على شكل إنسان»، وقيل إن الاختيار بين ترامب وكروز مثل الاختيار بين الموت بالرصاص أو بالسمّ. وهناك مَنْ وصف كروز بأنه ابن جو مكارثى، السناتور العنصرى الراحل، ودراكولا، أو أنه كابوس على شكل إنسان.
في العشاء، أثار الإعلامي الأسود لارى ويلمور موجة من الانتقاد بسخريته الحادة من أخلاق واشنطن، هو قال: أهلًا بكم في ليلة للزنوج في واشنطن، أو كما يقول تليفزيون «فوكس» أن مجرمَيْن اقتحما عشاء فخمًا في واشنطن.
هو سخر أيضًا من الحاكم السمين كريس كريستى الذي قال أخيرًا إنه فقد كثيرًا من وزنه، ورأى ويلمور أنه فقد احترامه لنفسه وكرامته، لتأييده ترامب للرئاسة.
ولاحظ ويلمور أن العشاء يضم مشاهير من سياسيين نافذين وأثرياء ولا يبقى سوى أن يُقرَن كل وجهٍ بالأسماء الواردة في أوراق بنما «عن المتهربين من الضرائب».
إذا كان لى أن أزيد مما قرأت ومن عندى، أجد أن ترامب انعزالى يريد أن تقود أمريكا العالم، ما يعنى أنه مرشح نموذجى للرئاسة الأمريكية.
طبعًا أمريكا بلد ديمقراطى وكل مواطن يستطيع أن يختار مَنْ يحكمه، إذا تزوج شقراء أو سمراء أو حمراء الشعر.
السياسي في الحكم لا يعرف الجواب عن أي سؤال، فإذا تقاعد يصبح يعرف كل الأجوبة، وقد اختير تونى بلير مبعوثًا للسلام في الشرق الأوسط، وترك هذه المهمة بعد ذلك، وسمعتُ أن اختياره مثل أن يُطلب من بعوضة أن تجد الدواء للملاريا، أجد السياسيين نوعًا من الوباء لا علاج له.
نقلا عن الحياة اللندنية