عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب اجتماعا أمس بحضور وزير الخارجية سامح شكرى لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالشأن المصرى خارجيا وناقش الاجتماع الذي إستمر قرابة الساعتين قضايا مقتل عدد من الشباب المصريين بالخارج وأزمة سد النهضة ودور القنصليات في رعاية المواطنين وكذلك العلاقاات المصرية الروسية الإيطالية بعد المواقف الأخيرة.
قال سامح شكري وزير الخارجية، إن الحوادث الأخيرة المرتبطة بالمصريين في الخارج هي حوادث مؤلمة نتابعها بشكل نراعي فيه مصالح كل مصري في الخارج، فيوجد اربع احداث متتالية كلها تم التعامل معها بشكل فوري، ونتابع مع سلطات التحقيق بشكل وثيق وندعوا أن تكون فيها الشفافية اللازمة ونظل نتابعه، وحتى لا نغفل شيئا فمن المثير أن نربط بين هذه الحوادث وحادثة ريجيني فأنا في الحقيقة أفصل بين الأمرين ونتعامل مع الحوادث بما نتوقعه من قبل السلطات الأجنبية من شفافية ومكاشفة، ولم نرصد أي نوع من التهاون ونتابع حتى لا يحدث أي تهاون
وأضاف خلال كلمته بالاجتماع المشترك لكل من لجان الخارجية والشئون العربية والدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، على الرغم من التهاب المشاعر وافتراضات غير مبنية على أدلة تم نشرها عبر وسائل الإعلام إلا إنني كنت سعيد بالمؤتمر الصحفي للنيابة في مصر وبما وفرته مصر من شفافية وحجم العمل الذي قامت به النيابة العامة للوصول للجاني في هذا الحادث.
وأشار إلى أنه ليس من هدفنا أن تكون مصر رائدة لكن مصر لها قدرات بحكم شعبها وموقعها وثقافتها، وموقعنا على المستوى الإقليمي لم ينازعنا فيه أحد ولذلك لا نسعى أن نكون رواد لأحد ولكن نسعى أن نكون شركاء وهو ما نسعى اليه وأمل أن يكون في متناول التحقيق ولن نحققه إلا بالجهود المشتركة بين جميع الممؤسسات التي تكون خادمة للمواطن المصري.
وعن مجلس الأمن قال شكري إن هناك عددا من الفعاليات والقضايا التي تعطيها مصر الأهمية أهمها طبيعة الفكر المتطرف فلدى الكثير من شركائنا لَبْس في ظاهرة الاٍرهاب وادعاء البعض إنه على أرضية إسلامية إلا اننا لا نحب أن نصفها بالإسلامية لأنها شريعة سمحة والفكر السياسي الإسلامي فيه تدرج بعيد عن التطرّف، والاختلاف في توجهاتها هو اختلاف تكتيكي وليس اختلاف عقائدي والهدف هو احكام القبضة على المجتماعات وهذا ما يخفي عن شركائنا في أوروبا.
وأوضح أنه لا يوجد مجال للموائمة مع هذه التنظيمات لو أظهرت انها تقوم بنشاط سلمي وما رأيناه من الإخوان رالذى وصل للحكم بأدوات ديمقراطية وانقلب عليها عندما وصل للحكم خير مثل لا يجعلنا ننخدع
وعن الشأن الأقليمي أشار شكري أن المنظمات في ليبيا تقوم بأعمال تتشابه مع ما يقوم به داعش، والقوات المسلحة تقوم بتأمين الحدود الغربية ونتعامل مع الوضع في ليبيا للوصول إلى حلول سلمية، مؤكدا دعم مصر لمجلس النواب الليبي بحكم أنه مجلس النواب المنتخب والمجلس الرئاسي المشكل
وعن سوريا قال إنها انزلقت للفوضى بسبب والتنظيمات الإرهابية، ويجب أن نخرج من الحلقة المفرغة للصراع المسلح للتنقل لمرحلة انتقالية وإعداد انتخابات يعبر فيها الشعب السوري، والدور المصري فعال وأهدافنا حماية الشعب السوري ووقف إطلاق النار ودعم العملية السياسية، وساهمنا في تعزيز التعامل والتفاهم بين أمريكا وروسيا وهذا كان له تأثيره في إيقاف العدائيات، وسوف نحدث في وقت لاحق اليوم كلا من وزيري الخارجية الروسي والأمريكي للخروج من الأزمة السورية.
وقال الوزير سامح شكري أنه لابد من صياغة مفهوم مشترك وتوظف من قبل دول لتحقيق مصالح لها وتحقيق أهدافها وهذا أمر في غاية الخطورة ولكنه واقع ونتعامل مع هذا الواقع، فالمجتمع الدولي غير قادر على صياغة موقف مشترك إلا أن هناك تحسنا في الموقف الدولي وهناك إجماع على مقاومة داعش والقضاء على هذا التنظيم رغم وجود خلط تجاه تنظيمات أخرى تتدعي انها جزء من جماعة وطنية وتتخلى وراء الصراع السياسي وحقيقة طبيعتها انها تندرج تحت الفكر الإرهابي.
وعن القضية الفلسطنية قال إن مجلس الأمن يعجز على فرض التوافق الدولي حول مكونات إنهاء الصراع، وهناك دول متشابهة الفكر تسعى لوضع رؤية واضحة للتعامل مع هذه القضايا.
و قال شكري مصر حريصة على أن تكون علاقتها إيجابية مع الدول العربية وتربطنا بها تاريخ مشترك يجمعنا ولم تتخذ أي موقف عدائي، ونتوقع في إطار علاقتنا مع اشقائنا العرب علاقة خاصة ونسعى لإيجاد مدخل مناسب لإزالة أي شوائب.
وأضاف أن هناك توجهات تحدث أحيانا تتخذ ونتعجب،ولكن مصر ستظل منفتحة من قبل مصر وهي قادرة على حماية أمنها القومي.
و قال إن القضية العامة هي إدارة العلاقات المصرية بشكل يحقق المصالح المصرية وهي صياغة لمكوّن علاقات سياسية تحمي الأمن الشامل لمصر وكلها متشابكة ولا يمكن فصلها عن بعضها لبعض في عالم يتقلص من حيث البعض ويصبح التأثير المتبادل شديد التفاعل، وبالتالي ادراك الخارج لمصر من خلال استقرارها،ودبلوماسية مصر النشطة لها تأثير كبير
وعن القوى العربية المشتركة تم التوصل لصيغة متكاملة فيها الكثير من التفصيل الآن أن هناك تباين لأطراف عربية أن التأخير بعض الشيئ لتوحيد الرؤى لتعزيز هذه القوى والمشاورات مستمرة ونتوقع تفعيلها قريبا.
أما السودان نعتز لإعادة التواصل والتفاهم ودرجة المصارحة التي تمت على مستوى القيادات فمصر والسودان يعتبران كيانا واحدا والعهد الذي نعيش فيه يؤدي لمزيد من التعاون، ونعمل لتزكية التعاون والتوافق، والاختلافات في الرؤى لن تفسد العلاقات التاريخية ونعمل سويا لإحساسنا بالعلاقة الأزلية مع السودان ونعتز بهذه العلاقة، وأشعر دائما بهذا التعاون عندما يلتقي الرئيس السيسي بالرئيس البشير.
وأوضح الوزير سامح شكري، اننا نعمل على حماية المصريين من الاستغلال التنظيمات التي تسهل الهجرة غير الشرعية وحمايتهم من الأقدام على المخاطرة بأرواحهم في البحار، ولاشك أن التنمية الاقتصادية تؤدي إلى تلاشى هذه الظاهرة، وضرورة القضاء على التنظيمات الاجرامية
وتابع: أما سد النهضة فهو ملف مهم للرأي العام ونحن دولة نعتمد على مياه النيل، وهناك دائما تطور فلا يمكن أن يكون هناك مصالح منفردة ولابد من وجود نقطة توافق حول المصالح المائية ووصلنا للتوافق بضرورة عدم الإصرار، وهناك إطار فني مبني على علم، وإطار سياسي تتعلق بالاتفاقات الدولية التي توضح الحدود والمسار ولا شك أن هناك تأخر في الدراسات التي بناء عليها يتخذ المثير من القرارت لأننا نتعامل مع أمر معقد من الناحية الفنية إلا أننا نسبعى بشكل يحقق المصالح لثلاث دول بشكل متساوي، ونتوقع العقد الاستشاري قريبا.
ولفت إلى أن هناك تحولا للثقة بين الأطراف لعدم وجود نوايا للإضرار بأي طرف من الأطراف، ولاشك أن السد سيبنى ولكن نعمل على عدم الأضرار من بناء هذا السد.
وأضاف شكري إننا نسعى لألا تتأثر العلاقات الروسية سلبا بعد حادث الطائرة، واهتمام مصر باستعادة السياحة الروسية لاسهامها في الاقتصاد المصري ولذلك تعاونت مصر في كل ما طلب منها في تعزيز أمن المطارات المصرية ووصلنا لدرجة عالية للإنجاز في هذا الشأن، وكان رد الفعل الروسي إيجابي، وتعاملنا بعيدا على أي نوع من التشبث وأظهروا شفافية واستيعاب وتفهم لمصالح الشركاء، فلا يستطيع أحد أن نضمن الأمن في ظل الإرهاب بنسبة ١٠٠ ٪ ولكن نضمن جهد للمواجهة بنسبة ١٠٠٪، فالأمن لم يمنع الإرهاب في بلجيكا وفرنسا.
وأكد أن مصر بذلت جهدا في تأمين المطارات وسيكون هناك مزيدا من العمل والإتقان، ولا يستطيع أحد أن يقول أنه وصل المطاف النهائي، ونتوقع من أصدقائنا في روسيا سرعة لاستعادة النشاط السياحي.
وأكد شكرى أن السطات الثلاثة في مصر تلعب دورا مهما في استقرار البلاد إلى جانب السلطة الرابعة " الصحافة " التي تلعب دورا ايجابيا وسلبيا ولكن إيجابياتها أكثر في دفع البلاد نحو المستقبل الجيد مطالبا أن يكون الوازع الوطنى هو الذي يدفعنا لتحقيق مصالح الوطن.
ومن جانبه قال العرابي هناك مبالغة ومغالاة غير مفهومة في الموقف الروسي، فانا أستطيع أن اقول ذلك بعيدا عن القيود الدبلوماسية.
