الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اختراق إيراني جديد لقطاع غزة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المرشد الأعلى يستقبل «شلح» لأول مرة منذ سنوات
اتفاق على التصعيد مع إسرائيل لإنهاء الهدنة
«رأى اليوم»: اللقاء رسالة للسعودية ومؤشرات حول تصعيد عسكري بالمنطقة
حققت إيران اختراقًا سياسيًا ودبلوماسيًا كبيرًا باستقبال مرشدها الأعلى على خامنئى، ومستشارين ومسئولين آخرين، أمس الأول، الدكتور رمضان عبدالله شلح، أمين عام حركة الجهاد الإسلامى في فلسطين، والوفد الكبير المرافق له الذي يزور العاصمة الإيرانية طهران هذه الأيام.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى في فلسطين، رمضان عبدالله شلح، استمرار وقوف إيران إلى جانب الشعب الفلسطينى، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلى سيبقى العدو الأول للجمهورية الإسلامية.
وخلال لقائه المرشد الإيرانى الأعلى اتهم «شلح» الولايات المتحدة الأمريكية بفرض حرب سنية شيعية في المنطقة بهدف تجزئتها، مؤكدًا وقوف الحركة إلى جانب إيران وحزب الله والمقاومة مقابل أمريكا وإسرائيل.
وشدد «خامنئى» على استمرار إيران في دعمها للشعب الفلسطينى، مؤكدًا أن الدفاع عن فلسطين هو من صميم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو «نموذج للدفاع عن الإسلام».
وقال موقع «رأى اليوم»، الذي يترأس تحريره الكاتب الصحفى عبدالبارى عطوان، إن إيران حققت اختراقًا سياسيًا ودبلوماسيًا كبيرًا باستقبال «شلح»، بالنظر إلى حالة الاستقطاب والصراع المتصاعد في المنطقة بين المملكة العربية السعودية وإيران، والحروب التي تخوضاها بالنيابة ضد بعضهما البعض، في سوريا واليمن ولبنان وفلسطين.
وأضاف أن هذه الزيارة جاءت بعد حالة من الفتور في العلاقات بين «الجهاد الإسلامى» والجمهورية الإيرانية، بسبب ما تردد عن دعم إيران لحركة «الصابرين» التي انشقت عن حركة «الجهاد الأم»، وبدأت تتصرف كتنظيم مستقل في قطاع غزة، ورغم أن إيران نفت مثل هذا الدعم، ولكن هذا النفى لم يكن مقنعًا لقيادة حركة «الجهاد الإسلامي» على الأقل، ويبدو أن هذه الزيارة جاءت تتويجًا لاتفاق بتطويق هذه المشكلة.
واستطاع شلح أن يميز نفسه، وحركته، عن حركة «حماس» عندما قرر البقاء في دمشق، وعدم مغادرتها إلى الدوحة، أو أي عاصمة أخرى، وأبقى على علاقاته الجيدة مع القيادة السورية، مثلما أبقى على «الباب مواربًا» مع السلطات الإيرانية أيضا، في الوقت نفسه، رغم الوضع المالى الحرج لتنظيمه في الأراضى المحتلة نتيجة لانقطاع الدعم الإيرانى، حتى أن كوادر التنظيم لم تتلق أي «مخصصات» مالية طوال الأشهر الخمسة الماضية، إن لم يكن أكثر.
وأكدت مصادر لبنانية أن حسن نصر الله، زعيم «حزب الله»، الذي التقى «شلح» أكثر من مرة في بيروت، لعب دورًا كبيرًا في إزالة الجفوة بين حركة «الجهاد» والسلطات الإيرانية، وجاءت هذه الزيارة ثمرة لهذه الجهود المستمرة منذ أشهر.
ولعل استقبال المرشد الأعلى للضيف الفلسطينى، والحفاوة التي حظى بها يعكسان رسالة مهمة مزدوجة تريد أن توجهها القيادة الإيرانية إلى كل من إسرائيل من ناحية، والمملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى من ناحية أخرى، تقول مفرداتها إن إيران بصدد التحرك سياسيًا، وربما عسكريا أيضًا، على صعيد القضية العربية والإسلامية المركزية الأولى، أي قضية فلسطين، وأنها ما زالت ملتزمة بدعم معسكر المقاومة للاحتلال الإسرائيلى.
وبينما لا يعرف طبيعة الاتفاقات والتفاهمات التي توصل إليها «شلح»، والوفد الكبير المرافق له مع القيادة الإيرانية، فإن ما يمكن أن نتكهن به هو احتمال أن تتضمن هذه التفاهمات تصعيد المقاومة العسكرية المسلحة في الأراضى المحتلة ضد الاحتلال الإسرائيلى، وحركة «الجهاد» تملك إرثًا كبيرًا في هذا المضمار، مثلما تملك ترسانة هائلة من الصواريخ، يمكن أن تلجأ إليها في أي وقت تشاء، لإنهاء حالة الهدنة الحالية في قطاع غزة، وإعادة التوتر مجددًا بين فصائل المقاومة ودولة الاحتلال، خاصة أن حالة الاحتقان تتفاقم داخل القطاع بسبب الحصار الخانق.
وربما يكون لقاء «شلح» بـ«خامنئى» بداية مرحلة جديدة في التصعيد السياسي والعسكري، ليس في الأراضى المحتلة فقط، وإنما في المنطقة بأسرها، ولا نجادل مطلقًا بأن هذا اللقاء حقق لإيران مكسبًا كبيرًا، واختراقًا سياسيًا مهمًا في أكثر القضايا حساسية وقدسية لدى الشارع الإسلامى، بشقيه السنى والشيعى، في وقت يدير العرب ظهرهم لها.
ووفقًا لوكالة أنباء فارس الإيرانية فقد التقى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، على أكبر ولايتى، مستشار المرشد الأعلى للشئون الدولية، حيث أكد شلح أن «إيران تشكل عامل السلام والاستقرار في المنطقة»، معبرًا عن «أسفه للجهود العربية التي تسعى لاعتبار إيران عدوة لها متحدين في ذلك مع أعداء الإسلام»، مضيفًا أن «العالم العربى لم يعد يعير فلسطين وشعبها المظلوم أي اهتمام».
وقال «شلح» إن هناك «مؤامرة تبذل فيها الجهود لأجل نسيان فلسطين ودفع الجميع لمعاداة إيران»، مؤكدًا أن «حركة الجهاد الإسلامى تدرك هذه المؤامرة وتشعر بالمسئولية لدعم إيران ولن تسمح بانحراف مسار مقاومة الكيان الصهيوني».
من جانبه أكد «ولايتى» استمرار إيران في دعم الشعب الفلسطينى وشعوب المنطقة التي تخضع للظلم، مشددًا على أن ذلك من «السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية ومرشدها الأعلى».
كما التقى شلح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حيث اعتبر ظريف «القضية الفلسطينية أولوية للعالم الإسلامي»، مؤكدًا «ضرورة وحدة الحركات الفلسطينية، بحيث يكون هدفها إلى جانب الأمة الإسلامية درء خطر الكيان الصهيوني».
وفى بيان صحفى لحركة الجهاد قالت فيه إنه من المقرر أن يلتقى الوفد الرئيس الإيرانى حسن روحانى وعددًا من المسئولين الإيرانيين.
وأكد البيان أن الوفد يبحث مع الجانب الإيرانى «سبل تعزيز الانتفاضة في الضفة الغربية والقدس في مواجهة التغوّل الاستيطانى الصهيونى ومحاولات الهيمنة على المسجد الأقصى وتهويده، وإمكانية تعزيز صمود سكان قطاع غزة في ضوء الحصار الخانق الذي يعانى منه القطاع منذ أكثر من عشر سنوات».