الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"الجورنالجي العاشق" لويس جريس يفتح خزائن أسراره لـ"البوابة": الإعلام المصري يعيش محنة لا سابق لها.. والهجمة الأمنية سبة في جبين حرية التعبير.. ولعنة السياسة أصابت مجلس "الصحفيين" بـ"التشرذم"

الكاتب الكبير «لويس
الكاتب الكبير «لويس جريس» ومحرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزوجت سناء جميل بـ«سبعة جنيهات».. واعتقدت أنها مسلمة.. وحولت المنزل لمتحف يضم صورها
من منزله المُطل على نيل القاهرة، الذى أشبه بمتحف، يضم صور الراحلة زوجته، الفنانة «سناء جميل»، وهو على أعتاب العقد التاسع من عمره، فتح الكاتب الكبير «لويس جريس»، خزائن أسراره، وسرد ذكرياته مع الراحلة سناء جميل، أو «ثريا يوسف عطالله» التى شبهها «جريس» بالمرأة المعجزة فى كل شىء، كاشفاً عن أسرار علاقته بالراحلة، وزواجهما الذى استمر طيلة 41 عاماً، وكواليس علاقته بالراحل العندليب عبد الحليم حافظ، وعدد من الفنانين، وكذلك نشأته فى مؤسسة «روز اليوسف»، وبداية عمله بها.
كما قدم الصحفى العاشق كشف حساب عن المشهد الحالى الذى تعيشه مصر فى الفترة الحالية، متطرقاً إلى حال الصحافة والإعلام المصرى فى الفترة الأخيرة.

■ كيف تقرأ واقع الصحافة والإعلام فى الفترة الراهنة؟
- الصحافة والإعلام فى مصر يعيشان فى محنة لا سابق لها، والإعلام يمر بمرحلة من التدهور، وتخلى الإعلام عن وظيفته فى نقل المعلومات، وأصبحت وسائل الإعلام تفتقر للمعلومات، ولا تجد ما تقدمه، ولا بد للقائمين على الإعلام أن يبحثوا بنفسهم عن بدائل أخرى وطرق جديدة للحصول على المعلومة، علاوة على أن تدخل رأس المال فى الإعلام جعله يفقد حريته فى أن يعبر عما يشاء بحرية.
■ وكيف تابعت الهجمة الأمنية على الصحفيين؟ وما تقييمك لموقف مجلس النقابة؟
- لا شك، أن الهجمة الأمنية التى تعرض لها الصحفيون فى الفترة الأخيرة شيء مُحزن، ويسيء لحرية الصحافة والتعبير، وأصبحت حرية التعبير محاصرة، ويقف التعامل الأمنى حائلاً هنا، وتشكل تلك الهجمة وحملة الاعتقالات سُبة فى جبين حرية الرأى والتعبير، كما أن مجلس نقابة الصحفيين يحاول جاهداً أن يحافظ على حرية التعبير، والقيام بدوره المنوط به، ولكن المجلس مُصاب بحالة من التشرذم، ناتجة عن اختلاف التوجهات والأيديولوجيات لدى أعضاء المجلس، وأصبح لكل منهم قناعته الشخصية، وكل منهم يتحرك بما هو مؤمن به، دون توجه واحد أو سياسة واحدة، والتنوع أحياناً يكون ميزة، ولكن فيما يخص مجلس نقابة الصحفيين، يجب أن تكون الرؤية موحدة، فى ظل تلك التوترات الأمنية، وسعى عدد من التيارات الدينية المتطرفة لإشعال الوضع الداخلى فى مصر.
■ صف حياتك بعد مرور ١٤ عاما على رحيل سناء جميل؟
- سناء جميل، إنسانة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم تكن مجرد زوجة، وشعرت بروعتها والتزامها المهنى والأخلاقى، فى بداية معرفتى بها، حينما كنت أدعوها برفقة بعض الأصدقاء للخروج فى نزهة أو رحلة، ولكنها كانت ترفض، ما برهن على التزامها، وتحمله للمسئولية، كما أننى أعيش هنا فى منزلها وليس منزلى، لأن الأصل فى منزل الزوجية هو أن يكون ملكا للزوجة، والبعض يردد أننى حولت المنزل إلى متحف يضم صور الراحلة، ولا سيما أنها من الفنانات القلائل، التى رسمها العديد من الفنانين، وعلى رأسهم يوسف فرانسيس، وكمال كامل، وشقيق الملكة فريدة، ما دفعنى لجمع صورها وتحويل منزلها إلى متحف.

■ كيف كانت أصعب لحظاتك فى غيابها؟
- لحظة رحيلها، فالراحلة كانت تُدخن بشراهة ونصحها الطبيب بضرورة التوقف عن التدخين، وخيرها بين الحياة والسيجارة، حتى أقلعت عن التدخين، وشجعتنى أنا أيضاً على الإقلاع عن التدخين منذ عام ١٩٩٦، حتى توفيت فى عمر الـ٧٢ عاماً، وعند وفاتها حرصت على ألا أقوم بدفنها، وتركت جثتها لمدة ثلاثة أيام، على أمل أن يظهر أحد من أقاربها، ويحضر الجنازة، وهو ما لم يحدث، وبدا لى أنهم غير موجودين فى مصر، ومنذ أن وضعها والداها فى مدرسة الميرديدى، والإقامة الداخلية فى المدرسة، وعمرها ٩ سنوات، لم يظهر منهم أحد، ولكن الراحلة كانت تردد أنها من محافظة المنيا مدينة ملوى.
■ حدثنى عن أجمل لحظاتكما معا؟
- يوم ٢٧ إبريل عام ١٩٦١، التقيت سناء فى أحد المطاعم، وطلبت منها الزواج، وأذكر أننى قُلت لها، إننى أعيش بمفردى وأنت أيضاً، واقترحت أن نعيش سوياً، ولكن أعتقد أنها لم تفهم رغبتى، وانقطعت علاقتى بها، حتى التقيتها مرة أخرى يوم ١٧ يونيو من نفس العام، وعاودتنى الاستفسار عن طلبى بالعيش معاً، وهل أقصد الزواج، وحينها أبلغتنى موافقتها على الزواج، على شرط عدم الإنجاب، بداعى أنها لن تستطيع رعاية الأطفال بسبب حبها لعملها الفنى، وحينها وافقت، ولكنى أبلغتها بأننى غير مستعد بسبب الظروف المادية، ولم يكن معى سوى ٧ جنيهات، وحينها ذهبنا سوياً إلى منطقة الأزهر ليلاً لشراء الشبكة، وبالفعل دخلنا إلى أحد محلات الذهب، وطلبت من البائع شراء دبلتين، مكتوب على إحداهما تاريخ ١ يوليو ١٩٦١، واسم لويس جريس، والدبلة الأخرى نفس التاريخ، باسم «ثريا يوسف عطاالله»، وحينها أبديت استغرابى من الاسم، فأبلغتنى أن اسمها الحقيقى هو ثريا، وليس سناء جميل، وأن الأخير هو الاسم الفنى الذى أطلقه عليها الراحل الكبير زكى طليمات، فى بداية عملها بالفن، وفى بداية الأمر كنت أتوقع أنها مسلمة وليست مسيحية، لأنها كانت دائماً تكرار لفظ النبى محمد فى كلامها، مثل والنبى، وصلى على النبى، ولكنها أخبرتنى أن ذلك سببه تعاملها مع الفنانين المسلمين بشكل دائم مثل سميحة أيوب وزهرة العلا وملكة الجمل، وعدم إجادتها اللغة العربية، ولكننى عندما علمت أنها مسيحية مثلى، عرضت عليها الزواج فى الشهر العقارى ظناً أنها مسيحية كاثوليكية وليست أرثوذكسية، ويوجد اختلاف فى العقيدة، ولكنها أخبرتنى أنها قبطية أرثوذكس، من ملوى محافظة المنيا.
■ ما أقرب أدوارها إلى قلبك؟
- لا زلت أذكر تفاصيل أدوارها جميعا، لكن دورها فى فيلم «الزوجة الثانية»، كان أقرب أدوارها إلى قلبى، ولا سيما أن جملة «الليلة يا عمدة» التى رددتها الراحلة فى الفيلم، مع الفنان الكبير صلاح منصور، أصبحت عالقة فى الأذهان حتى الآن، ومن أدوراها فى الدراما المصرية، يأتى دورها فى مسلسل الراية البيضاء، فى دور المعلمة فضة المعداوى.

■ هل حصلت على التكريم الذى تستحقه؟
- بالفعل، ولا سيما أنها حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى فى عصر الرئيس جمال عبد الناصر، وفى عهد الرئيس السادات حصلت أيضاً على وسام الاستحقاق، وفى عهد مبارك حصلت على نفس الوسام، فالدولة كرمت الراحلة على تاريخها وكل أعمالها، وفازت بعدد كبير من الجوائز على أغلب أعمالها.
■ لماذا توقفت عن كتابة مذكراتها؟
- لعدم وجود مادة تكفى كتابة تلك المذكرات، ولا سيما أن فترة طفولتها لم تذكر عنها شئيا، ولكننى أنوى تأليف كتاب عن قصة زواجى منها، التى استمرت طيلة ٤١ عاماً، ومؤخراً عرضت إحدى أكبر شركات الإنتاج فى مصر، تقديم مسلسل عن الراحلة سناء جميل يشمل قصة حياتها الفنية، ورصدت الشركة مبلغا ضخما لإنتاج درامى، ولكننى ما زالت فى مرحلة التفكير، وفى حالة إتمام الاتفاق أرشح الفنانة الشابة منى زكى للقيام بالدور، ولاسيما أننى أكتب فى الفترة الحالية عملا دراميا عن الراحلة «روز اليوسف»، ورشحت له أيضاً الفنانة الشابة منى زكى، نظراً لبراعتها وقدراتها الفنية العالية، وهى الأجدر على تأدية الدور، خاصة أن الفنانة علا غانم حينما قدمت دور الراحلة فى مسلسل «الزوجة الثانية»، بعد تحويل قصة الفيلم إلى مسلسل درامى، لم تكن بالنجاح الكافى.
■ ألا تتفق معى فى أن السينما تعانى حالة من التراجع حالياً؟
- للأسف الشديد، السينما تعانى من حالة فقر وانحدار وإسفاف، وتفتقد السينما إلى الموضوع والشخصيات القادرة على التشخيص، وعدم وجود الأفكار المناسبة، وأغلب الأفلام التى أنتجت فى الفترة الأخيرة لم ترق للمستوى المطلوب، لا سيما أنه ليس كل القصص الدرامية يمكن تحويلها إلى مادة سينمائية أو درامية، على الرغم من وجود عدد جيد من الوجوه الجيدة، مثل محمود حميدة ومنى زكى، وسميحة أيوب، وأغلب هؤلاء الفنانين نشأت علاقتى بهم عن طريق الراحلة سناء جميل، وكان على رأسهم الراحل عبد الحليم حافظ.

■ كيف نشأت علاقتك مع الراحل العندليب عبد الحليم حافظ؟ وما حقيقة زواجه من السندريلا؟
- الراحل كان شديد الشغف بالكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وكان دائماً يأتى إلى دار الهلال لانتظار عبد القدوس فى مكتبى، وأثناء انتظاره لعبد القدوس قبل التوجه للسهر سوياً، كانت الفتيات تبدأ فى التوافد على مكتبى، وحينها نشأت علاقتى بالراحل، وكان يداعبنى عبد القدوس، بأننى أصبحت نجما ومعشوقا للفتيات، وكنت على علاقة صداقة قوية بالراحل عبد الحليم حافظ، وما تردد عن زواجه من الفنانة الكبيرة سعاد حسنى أمر مُستبعد، لاسيما أن السندريلا كانت طيبة للغاية، ولم يكن الزواج هو المسلك الوحيد لقرب العندليب منها.
■ ما أكثر لحظاتك فى عالم الصحافة تأثيرا فيك؟
- حين انتقلت إلى «روز اليوسف»، وقد كان ذلك بالصدفة البحتة، حيث كنت أعمل فى مقر «دار الهلال»، وأثناء مرورى أمام قهوة ريش بمنطقة وسط البلد، قابلت من مؤسسى جريدة «روز اليوسف»، وسألونى عن مكان عملى، وأبلغتهم أننى أعمل فى «دار الهلال»، فداعبونى قائلين: «دى اسمها دار الهلاك مش دار الهلال»، وأبلغونى أنهم بصدد تدشين مجلة صباح الخير، وطلبوا منى الحضور نهاية الأسبوع بزكيبة أفكار، وبالفعل توجهت إلى المجلة، وعرضت أفكارى على الراحل أحمد بهاء الدين، وحينما قرأها الراحل، قال لى أنت بتشتغل فين ومرتبك كام، فأجبته: أعمل فى دار الهلال، ومرتبى ٢٥ جنيهاً، وحينها رد عليّ بجملة لن أنساها، قائلا: «يا خسارة مرتبك كبير فاطمة مش هتوافق»، فى إشارة إلى الراحلة فاطمة اليوسف، وحينها قلت له، هتدفعوا كام، قال: ١٥ جنيها، فوافقت وحينها أبدى بهاء الدين استغرابه، ورفع مرتبى إلى ٢٠ جنيهاً.