الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"ميكافيللي".. الشيطان العبقري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الغاية تبرر الوسيلة".. أحد أهم وأشهر أقواله، وصفه البعض بالشيطان، واعتبره البعض الاخر عبقريًا، وهو أول وأعظم فيلسوف سياسي في عصر النهضة، عمل كاتبا مسرحيا في عدة بلاطات وبالأخص في البلاط الروسي، وقد تميز إبداعه الكبير كتاب "الامير" عن بقية كتب ذلك العصر السياسية، وقد كان سبب تميزه- آنذاك- أنه ركز على المشاكل العملية، والتي واجهتها الممالك الأوروبية وقتها في سبيل بقائها على سدة الحكم أكثر من تركيزه على القضايا التنبؤية والتي تفسر تأسيس السلطة السياسية.. هو الفيلسوف السياسي، والمؤرخ والموسيقي والشاعر، والكاتب المسرحي "نيكولا ميكافيللي".
ولد ميكافيللي عام 1469 ميلادية في مدينة فلورنسا، بإيطاليا، في وقت كانت فيه هذه الدولة في قمة عنفوانها السياسي، فقد كانت إيطاليا آنذاك مقسمة بين أربع مدن رئيسية مهيمنة أشبه بالولايات المنفصلة، وقد كانت كل مدينة منهن تحت رحمة أي من الحكومات الأوروبية الأخرى الأقوى.
ومنذ عام 1434 م- أي قبل ميلاد ميكافيللي بنحو 35 عامًا- فإن مسقط رأسه فلورنسا كانت تحت حكم عائلة ميدسي الثرية جدًا، وقد تعرض حكم هذه العائلة ذات مرة للانقطاع بسبب حركة إصلاحية نشات عام 1494 م، ذلك العام الذي أصبح فيه ميكافيللي الشاب ذو الـ 25 ربيعًا دبلوماسيًا مهمًا.
وعندما استعادت عائلة ميدسي مقاليد الحكم وقوة السلطة عام 1512 م بمساعدة الجيوش الأسبانية، ألقي القبض على ميكافيللي وتعذيبه ومن ثم إقصاؤه عن الحياة الشعبية العامة.
وخلال الـ 10 سنوات التالية، كرس ميكافيلي معظم وقته لكتابة التاريخ، فلسفة السياسة، بل وحتى بعض الأعمال المسرحية.
وفي نهاية مطاف تلك السنين الـ 10 وجد نفسه قد نال رضى عائلة ميدسي الحاكمة واستدعي عام 1525 لممارسة بعض النشاطات الشعبية وذلك قبل سنتين من وفاته، وحاول ميكافيللي اتباع منهج جديد مختلف عن مناهج من سبقوه، فرغم دراسته المنطق والفلسفة، إلا أنه أهمل مبادئهما إهمالا تامًا وركز على التاريخ، فقد كانت خلاصة فكرته الرئيسة: أن أفعال البشر تؤدي إلى نفس النتائج دومًا، فحاول الربط بين الأسباب والنتائج والدراسات التحليلية المستمدة من التاريخ.
لميكافيللي أكثر من 30 كتابًا أشهرها كتاب "الأمير" وكتاب "مقالات في العشرة كتب الأولى" لـ تيتوس ليفيوس، الذي سمي فيما بعد بـ " المطارحات"، وكذلك كتاب" فن الحرب"، الذي تحدث فيه عن بعض المعارك الحربية وأهم القادة الحربيين كـ نابليـون بونابرت، والقائد السويدي الشهير جوستـاف أدلفوس، وغيرهم من القادة، وله كذلك عدة كتب تاريخية، وبعض القصائد.
ومن أبرز أقوال ميكافيلي:" حبي لنفسي دون حبي لبلادي"، "من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك"، "الغاية تُبرر الوسيلة"، "أثبتت الأيام أن الأنبياء المسلحين أحتلوا وأنتصروا، بينما فشل الأنبياء غير المسلحين عن ذلك"، "أن الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس"، "من واجب الأمير أحيانًا أن يساند دينًا ما ولو كان يعتقد بفساده"، "ليس أفيد للمرء من ظهوره بمظهر الفضيلة"، "لا يجدي أن يكون المرء شريفًا دائماُ".